· أدى إعلان شيلي يحيموفيتش [زعيمة حزب العمل] عن عدم مشاركتها في الحكومة التي سيشكلها نتنياهو إلى تحريك كتلة اليسار، فالأحزاب الثلاثة الكبرى الأساسية التي تتألف منها هذه الكتلة [العمل، وهَتْنوعا، ويش عتيد] التي حتى الآن هاجمت بعضها البعض بشراسة، بدأت في تحرك يهدف إلى تقارب فيما بينها ليس من الواضح ما ستكون عليه نتائجه. وما يمكن قوله هو إن التوحيد بين هذه الكتل ما بعد الانتخابات لمنع نتنياهو من تأليف حكومة هو شيء، والتكتل خلال المعركة الانتخابية بين هذه الأحزاب التي تناضل دفاعاً عن بقائها، هو شيء آخر، وقد يبدو مدمراً بالنسبة للبعض منها.· إن الكلام عن توحيد هذه الأحزاب فيما بينها من شأنه أن يساعد نتنياهو على العودة إلى الشعار الأول الذي أطلقه لحملته الانتخابية بعد التحالف مع ليبرمان وهو: يمين قوي ضد اليسار كله، والذي جرى التخلي عنه في الشهر الأخير والدخول في مشاجرات لا لزوم لها مع نفتالي بينت [زعيم حزب البيت اليهودي]، وحزب شاس.· لقد استند قرار التحالف بين الليكود وإسرائيل بيتنا وخوض الانتخابات في قائمة مشتركة إلى اعتبارين أساسيين: استباق تكتل محتمل لليسار، والحؤول دون تدخل شمعون بيرس في الحياة السياسية.إن الكلام عن توحيد اليسار برز منذ فترة طويلة، وكل من يريد اسقاط نتنياهو كان يعلق أمله على توحيد اليسار وعودة إيهود أولمرت إلى الحياة السياسية. لكن مع تقديم قوائم المرشحين انتهت التأويلات، فاليسار بقي منقسماً، وأولمرت ظل في منزله. في هذه الأثناء طرح زعماء معسكر اليسار اسم شمعون بيرس، ودعته تسيبي ليفني إلى الاستقالة من منصبه وتولي زعامة كتلة اليسار. واعترفت ليفني بأنها اجتمعت مع بيرس في الأيام الأخيرة وأخبرته نيتها توحيد اليسار من أجل إسقاط نتنياهو، وهذا ما فعلته يحيموفيتش وكذلك يائير لبيد. ولقد عزز ذلك مخاوف حزب الليكود من أن يفعل بيرس كل ما في استطاعته كي يمنعه من تأليف الحكومة المقبلة، فبعد أن توج بيرس أبو مازن شريكاً في المفاوضات، وانتقد سياسة الحكومة المنتهية ولايتها، ها هو يواصل محاولاته لإثارة الفتن والبلبلة والتدخل.
الكلام على توحيد أحزاب اليسار من شأنه مساعدة نتنياهو
تاريخ المقال
المصدر