تصريحات الرئيس السابق لجهاز شاباك تثير القلق الشديد بشأن أداء كل من نتنياهو وباراك
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       لا شك في أن المقابلة المطوّلة التي أدلى بها الرئيس السابق لجهاز الأمن العام [شاباك] يوفال ديسكين إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت" ونُشرت يوم الجمعة الفائت هي مقابلة مثيرة ومهمة للغاية [أكد ديسكين في سياقها أن كلا من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك، يغلبان مصالحهما الشخصية والسياسية على المصالح الوطنية لدولة إسرائيل، وأن الأول لا يملك القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة.·       وهناك أسباب كثيرة تجعل هذه المقابلة مثيرة ومهمة، في مقدمها أن رئيس جهاز شاباك يعتبر أكثر شخص في إسرائيل ملزم بأن يلتزم الصمت في كل ما يتعلق بأداء رئيس الحكومة، وبناء على ذلك عندما يقرّر شخص كهذا أن يتكلم على الملأ فهذا يعني أن أداء رئيس الحكومة الحالية لا يمكن السكوت عنه.·       لقد أثبت ديسكين طوال فترة خدمته في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التي استمرت 38 عامًا أنه شخص مسؤول، ومتزن، وخدم دولة إسرائيل بأمانة وإخلاص. ولعل أخطر ما أشار إليه في تلك المقابلة هو عدم قدرة رئيس الحكومة نتنياهو على أن يتخذ قرارات حاسمة، بل وحتى على إجراء مناقشات منظمة وجادة يمكن أن تتوصل إلى نتائج سليمة.·       في الوقت نفسه أكد ديسكين أن كلا من نتنياهو وباراك يغلبان مصالحهما الشخصية والسياسية على المصالح الوطنية للدولة. وقد قدّم أمثلة عينية على ذلك، منها محاولة باراك [لدى توليه منصب وزير الدفاع في الحكومة السابقة برئاسة إيهود أولمرت] كبح عملية قصف المفاعل النووي في سورية كي لا تُسجل هذه العملية كإنجاز لمصلحة أولمرت، وعدم رغبة نتنياهو في استئناف العملية السياسية [مع الفلسطينيين] كي لا يثير غضب شركائه في الائتلاف الحكومي. وفيما يتعلق بموضوع العملية السياسية أكد ديسكين أيضًا أن رئيس الحكومة يلحق أضرارًا فادحة بالتعاون الأمني القائم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ويتسبب بزيادة التأييد لحركة "حماس" على حساب التأييد لهذه السلطة. ·       معروف أن ديسكين هو صقر من الناحية السياسية. مع ذلك يمكن أن نضيف شهادته هذه إلى شهادات شخصيات أمنية رفيعة المستوى أخرى، مثل الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي عوزي أراد، والرئيس السابق لجهاز الموساد مئير داغان، كي نقول إن ثمة فجوة كبيرة بين دعاية حزب الليكود الانتخابية التي تقول إن رئيس الحكومة نتنياهو هو زعيم قوي وأن إسرائيل بحاجة إلى زعامة قوية وبين ما هو عليه نتنياهو فعلاً. وربما ينطبق على هذا الأخير ما قاله رئيس الحكومة البريطانية الأسبق ونستون تشرتشل عن وريثه كليمنت أتلي: "ثمة سيارة فارغة تتجه إلى شارع داوننغ 10 [مقر رؤساء الحكومة في بريطانيا] ومنها يخرج رئيس الحكومة".