مرحلة ما بعد الأسد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إن نهاية نظام الأسد في سورية باتت قريبة، وحتى لو كان موعدها ليس معروفاً فقد باتت أمراً لا مفر منه. لقد امتنعت إسرائيل حتى الآن، وحسناً فعلت، من التدخل في الحرب الأهلية الدائرة هناك. لكن حان الوقت لأن توضح لمن سيسيطر على سورية بعد سقوط الأسد، ماهية العلاقات التي ترغب في إقامتها معه. إذ على الرغم من عدم معرفة هوية الحكم الجديد في سورية وطبيعته، فثمة أهمية للمبادرة الإسرائيلية في هذا المجال.·       وفي جميع الأحـوال، فإن الهــدوء والاســتقرار اللذين ســيطـرا على الحــدود السورية - الإسرائيلية طوال 35 عاماً  لن يكونا بعد اليوم أمراً مفروغاً منه. كما أن الاتفاقات الموقعة مع الأسد الأب لم تعد قابلة للتنفيذ، وبات على إسرائيل إيجاد بديل منها يكون مقبولاً من جانب سورية. قبل نشوب الحرب الأهلية في سورية اعتقد كثيرون في إسرائيل أن الانسحاب من هضبة الجولان وإعادتها إلى السيادة السورية هو ثمن السلام مع سورية. وان هذا السلام  له ميزات استراتيجية  من أهمها انفصال سورية عن إيران. لكن اليوم تغير الوضع، إذ أنه حتى المؤيدين البارزين لشعار "الجولان مقابل السلام" لن يقترحوا اليوم تقديم تنازل استراتيجي بهذه الأهمية لدولة يتعرض استقرارها الداخلي إلى اضطرابات كبيرة، وليس واضحاً ما سيحدث لها في المستقبل. ويمكن القول إنه في ظل الوضع المستجد في سورية، فإن العودة إلى الصيغة القديمة لا يعتبر موقفاً مسؤولاً، لا سيما مع وجود القوى السلفية بالقرب من حدود الجولان.·       والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا تستطيع إسرائيل أن تقترح على سورية ما بعد الأسد؟  يجب أن يستند هذا الاقتراح إلى الحاجات الأساسية لسورية وعلى رأسها إعادة بناء ما تهدم من الدولة. كما تستطيع إسرائيل أن تقترح اتفاقاً بعدم الاعتداء لمدة عشرة أو عشرين عاماً. ومثل هذا الاتفاق يعفي سورية من بناء جيش حديث وكبير تبلغ تكلفة تسليحه والاحتفاظ به مليارات الدولارات. كما أن التعهدات الواضحة من جانب إسرائيل بعدم مهاجمة سورية، سيسهل على دمشق تأجيل الإنفاق على حرب لا ضرورة لها، وسيدفعها ذلك إلى التخلي عن خطاب استعادة الجولان بالقوة العسكرية. وليس مطلوباً أن يكون هذا الشرط مكتوباً وموقعاً عليه، لكن على سورية الالتزام بمقتضى الاتفاق الجديد بعدد من الشروط منها:-         الامتناع عن تقديم أي مساعدة مباشرة أو غير مباشرة لحزب الله.-         إبعاد القوى غير النظامية (بصورة خاصة التنظيمات السلفية والمؤيدة للقاعدة) عن الحدود مع إسرائيل، وإبقائها على مسافة بعيدة  يتم الاتفاق عليها.-         المحافظة على اتفاق خفض القوات في هضبة الجولان.-         الامتناع عن شراء أو تطوير أي سلاح  للتدمير الجماعي.