احذروا اليمين المتطرف
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       بينما ترتفع شعبية  قائمة "البيت اليهودي" في استطلاعات الرأي، ويتوجه الحزب إلى الجمهور عامة ويحظى بتأييد الشباب، نشر بالأمس حاييم لفينسون في "هآرتس" بنود برنامج  الحزب الانتخابي والذي من المهم أن يطلع عليها كل من يفكر بالتصويت لصالح نفتالي بينت،  إذ يتبين أن وراء الغموض الذي يحيط بخريج وحدة سييرت ميتكال، والرجل الناجح في مجال التكنولوجيا المتقدمة، والنجم الصاعد في فضاء السياسة، والمتحدث عن تقريب القلوب وعن ضرورة التخلي عن حديث الكراهية، يوجد برنامج يميني متطرف قومي معاد للديمقراطية وخطر بصورة خاصة.·       جاء في برنامج الحزب أن قائمته ستعمل  من أجل  "جعل الإعلام الإسرائيلي أكثر توازناً... فأغلبية المسؤولين الكبار في الإعلام ينتمون إلى اليسار المتطرف في الخريطة السياسية. وهذا وضع شاذ ومضر بحرية التعبير في الدولة". وليس من الواضح كيف ستعمل القائمة على تحقيق هذا البند، لكن من الواضح الخطر الذي يتربص بحرية الصحف،  إذ تعني كلمة "توازن" في الإعلام  الترهيب وكم الأفواه.·       وما لا يقل خطورة ووضوحاً البند الذي يتحدث عن "الفائض في نفوذ المحاكم" في إسرائيل، إذ يتعهد حزب البيت اليهودي العمل على إضعاف محكمة العدل العليا، ومما جاء في برنامجه "سنعمل على تقليص النفوذ القضائي والتدخل غير المتوازن للمحاكم في تشريعات الكنيست وفي القرارات الأساسية للدولة وللجيش". كما يتعهد الحزب وقف كل "المتسللين" الذين يصفهم بالقنبلة الموقوتة. ·       يرفع حزب البيت اليهودي شعار "شيء جديد بدأ"، وفي الواقع فإن برنامجه الانتخابي لا يتضمن جديداً. ففيه الحديث المعروف عن خطر عملاء الديمقراطية، وعن كراهية الأجانب، وعن القومية، وهذا ما نراه  لدى أحزاب اليمين المتطرف الأخرى. والجديد الوحيد يكمن في النجاح المذهل لهذا الحزب في إيهام الناس وتضليلهم، إذ إن عدداً كبيراً من المواطنين الذين يعتبرون أنفسهم ينتمون إلى الوسط أو إلى اليمين المعتدل ، وبينهم جمهور كبير من الشباب، يفكرون في منح أصواتهم إلى مشروع بينت الجديد. وعلى هؤلاء أن يدركوا أن وراء ابتسامة بنيت تختبىء إيديولوجيا خطرة، هدفها القضاء على سلطة القانون وعلى الديمقراطية في إسرائيل.