تخوّف إسرائيلي من عودة الهجمات والصواريخ إلى الجنوب
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- من المنتظر أن تشعر إسرائيل قريباً بجزء من نتائج الصدمة التي أحدثها الانقلاب العسكري في مصر. فمنذ ثلاثة أيام وسيناء تغلي احتجاجاً بسبب اطاحة حكومة الإخوان المسلمين في القاهرة، وحتى حركة "حماس" التي لا تزال حتى الآن تحافظ على ضبط النفس، فإنها تنتظر تطورات جديدة في مصر قبل أن تبلور ردها الذي قد يؤدي في ظروف معينة إلى ارتفاع نسبة التوتر مع إسرائيل.
- في الأمس قالت مصادر عسكرية مصرية لصحف القاهرة إن الجيش بدأ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد التنظيمات الارهابية الإسلامية في سيناء، مع التشديد على الجزء الشمالي من شبه الجزيرة. واستناداً إليها، فقد جرى خلال الأيام الأخيرة اكتشاف وتفجير 40 نفقاً كانت تستخدمها الشبكات الارهابية العاملة على الحدود مع غزة. جاء هذا الكلام بعد نهاية أسبوع صاخب، قام خلالها بدو ينتمون إلى تنظيمات إسلامية بقتل خمسة ضباط مصريين في هجوم منسق وقع في العريش وفي ضواحيها جرى خلاله نسف الأنبوب الذي يوصل الغاز الطبيعي من مصر إلى الأردن.
- لكن حجم الجهود التي تستطيع قوات الأمن المصرية توظيفها في سيناء محدود، لأن معظم اهتمام القيادة العسكرية المصرية موجه اليوم نحو اعادة النظام إلى القاهرة والإسكندرية والمدن الصغرى في الأراض المصرية. صحيح أن مصر نشرت بموافقة إسرائيل قوات نوعية في سيناء، واستعانت للمرة الأولى بالطوافات الحربية وبعدد من الدبابات، لكن مصر نفسها لديها اليوم أولويات أخرى غير سيناء، ومن الصعب أن يكون في مقدور هجوم عسكري مضاد كبح العنف الإسلامي لوقت طويل، على الرغم من التقدم الذي طرأ خلال الأشهر الأخيرة على أداء قوات الأمن المصرية في سيناء.
- بالنسبة للإسلاميين فإن مهاجمة النظام الجديد الذي فرضه العسكر في مصر، هو الهدف الأساسي وليس إسرائيل. لكن في حال قرر زعماء التنظيمات في سيناء أن مهاجمة أهداف على الحدود الإسرائيلية من شأنه أن يخدم أهدافهم، فثمة شك كبير في أن يستطيع الجيش المصري منعهم من القيام بذلك.
- في الجلسة الأخيرة للحكومة الإسرائيلية، أشاد رئيس الحكومة بالانتهاء من بناء الجدار على الحدود المصرية ما سيوقف عمليات تسلل العمال الأفارقة الباحثين عن عمل، أو من جانب المخربين القادمين من سيناء. لكن على الرغم من ذلك سيظل في مقدور الإسلاميين المبادرة إلى هجمات لا تتطلب اجتياز السياج الحدودي من خلال إطلاق صواريخ من سيناء في اتجاه إيلات مثلما حدث ليل الخميس عندما أطلق صاروخ أو أكثر، على الرغم من أنه لم يحدد مكان سقوطها. وقد أعلن أحد الفصائل المتطرفة، "أنصار بيت المقدس"، مسؤوليته عن حادثة اطلاق النار. ومن المنتظر حدوث عمليات إطلاق نار مشابهة في الفترة المقبلة.
- في هذه المرحلة امتنع الجيش الإسرائيلي من رفع عدد قواته بصورة كبيرة على الحدود، لكنه يكثف مساعيه في جمع المعلومات الاستخباراتية عما يحدث بالقرب من الحدود مع سيناء.
- حتى الآن لا يزال الضلع الآخر في مثلث الحدود، أي غزة، هادئاً. فقد امتنعت سلطة حماس حتى الآن من اعلان تضامنها مع الإخوان المسلمين في محنتهم. وفي الواقع، فإن الهدوء النسبي الذي ساد الحدود بين إسرائيل وغزة منذ انتهاء عملية "عمود سحاب" في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي، كان ثمرة مباشرة للتفاهمات بين مصر و"حماس". فقد منح الإخوان المسلمون حمايتهم السياسية واللوجستية للحركة مقابل امتناعها عن القيام بهجمات على النقب وكبح محاولات الفصائل الأخرى الصغيرة إطلاق صواريخ. مما لاشك فيه أن "حماس" كانت تفضل استمرار حكم الإخوان في القاهرة، لكنها بحاجة إلى مصر بغض النظر عن هوية الحكم الجديد في مصر.
- في الأسبوع الماضي أغلقت مصر معبر رفح وطلبت من "حماس" منع عبور العمال من غزة إلى أراضيها تخوفاً من مشاركة هؤلاء في العمليات الارهابية ضد قوات الأمن المصري في سيناء. واستجابت "حماس" للطلب رغماً عنها. لكن الاستمرار في اغلاق معبر رفح معناه ضائقة اقتصادية في غزة. ومن أجل الخروج من هذا الوضع، فقد تهدد "حماس" باستئناف التوتر العسكري مع إسرائيل، حتى لو كان ذلك يتعارض مع مصالحها العميقة.