انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

 

  • تصدر في إسرائيل والخارج بين الفينة والأخرى تصريحات تحذّر من احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في حال استمرار الوضع القائم في المناطق [المحتلة]. وبرأيي، فإننا موجودون الآن في خضم انتفاضة ثالثة في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. 
  • وتتسم هذه الانتفاضة الثالثة بـ"المقاومة الشعبية" التي تبنتها حركة "فتح" منذ مؤتمرها السادس الذي عقد في آب/ أغسطس 2009. ولا يمكن اعتبار هذه المقاومة عفوية في أيّ حال من الأحوال، فضلا عن أنها تشتمل على استعمال وسائل عنف مثل إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة وتنفيذ عمليات بواسطة السلاح الأبيض. 
  • وشهدت هذه المقاومة تصعيدًا كبيرًا في سنة 2012، وازدادت بوتيرة سريعة خلال النصف الأول من سنة 2013. ووفقًا لمعلومات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فإن المناطق [المحتلة] تشهد شهريًا المئات من عمليات المقاومة تقف وراءها 31 لجنة للمقاومة الشعبية تخضع لسلطة لجنة عليا مقرها في رام الله، وتقوم السلطة الفلسطينية بتقديم دعم مالي ولوجستي لها كما تحاول أن تضفي شرعية على نشاطها في المحافل الدولية المتعددة. 
  • إزاء هذه الحقائق، ثمة عدد من الأسئلة لا بد من طرحها: هل سيتم توسيع نطاق المقاومة الشعبية في المناطق [المحتلة] في حال فشل الجهود الرامية إلى معاودة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين؟ وهل ستقترن هذه المقاومة بتصعيد الهجوم الفلسطيني دبلوماسيًا وقانونيًا في الخارج بهدف فرض مقاطعة على إسرائيل وإدخال دولة فلسطين إلى المزيد من مؤسسات الأمم المتحدة؟ وهل ستتحوّل المقاومة الشعبية إلى مقاومة مسلحة تتغلغل إلى داخل المدن الإسرائيلية كما حدث في إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية [أيلول/ سبتمبر 2000]؟

إن ما يجب قوله إنه يتعيّن على المؤسستين الأمنية والسياسية في إسرائيل أن تكونا جاهزتين لجميع هذه السيناريوات. كما يتعيّن على الفلسطينيين أن يدركوا أن العودة إلى الكفاح المسلح ستؤدي إلى تدمير كل ما نجحوا في ترميمه منذ الانتفاضة الثانية.