"حماس" تلاحظ ضُعف السلطة وإسرائيل، وتقوم بصوغ استراتيجيا قابلة للانفجار
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- هناك مَن يشعر بالرضى عن الاشتباك المستمر والمتصاعد ما بين إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية. في بداية الأسبوع، عقدت حركة "حماس"، الرابح الأساسي من المواجهات، مؤتمراً بعنوان "توحيد الجبهات، وحدة الجبهات". المتحدث المركزي في المؤتمر كان صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، الذي تتهمه أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بقيادة النشاط "الإرهابي" للحركة في الضفة عن بُعد. العاروري، الذي يمضي وقته ما بين لبنان وتركيا، ألقى خطاباً افتراضياً حماسياً. وقال إن "الفلسطينيين على أعتاب معركة استراتيجية مقدسة ضد إسرائيل. الظروف الدولية ملائمة جداً الآن."
- وبكلمات أُخرى، فإن "حماس" التي تسيطر على غزة ترى، عن بُعد، ضُعف اللاعبَين المركزيين في الضفة، السلطة الفلسطينية وإسرائيل. السلطة فاسدة، غير محبوبة في أوساط المواطنين. أما إسرائيل، فإنها تُدار على يد حكومة يمين متطرف، الشركاء فيها يدفعون بسياسات متناقضة. كما أنها لا تزال عالقة في أزمة سياسية حادة، والتضامن الدولي مع حكومتها في الحضيض.
- من جانب "حماس"، هذا الوقت ملائم للاستمرار في الهجوم. لكن، وعلى عكس المرات السابقة، فإن قيادات "حماس" في غزة والخارج لا تسارع إلى التموضع في الصف الأول للمواجهة. هذه القيادات تطمح الآن إلى مأسسة معركة متعددة الجبهات، الشبان المستقلون في الضفة هم مَن سيقود المواجهة، ومَن يضع التحديات أمام إسرائيل. وفي المستقبل، في الوقت الملائم، سيتم دمج الجبهات الأُخرى، كغزة ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الجنوب اللبناني.
- خلال اجتماع "الكابينيت" يوم الأحد، حاول بن غفير الدفع بسلسلة عمليات رد إسرائيلية، فأوقفه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت. "المهنيون" أيضاً من الجيش والشرطة و"الشاباك"، طالبوا بمنحهم الوقت الكافي للاستمرار فيما يقومون به، على أمل أن يساعد ذلك على تهدئة الأمور. فقرة الشؤون الأمنية من الاجتماع انتهت من دون أي خطوات جديدة تقريباً. وبعدها، تم إخراج أغلبية الضباط من الاجتماع، وبقي السياسيون لمناقشة السياسة إزاء الاستيطان.
- وتحديداً من هذا الجزء، خرجت البشارة بتشريع 9 بؤر استيطانية غير قانونية، ستتحول قريباً إلى بلدات جديدة ومعروفة، إلى جانب المصادقة على بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة في المستوطنات. مَن قاد هذه الخطوات كان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي لا يزال يطالب بـ"تشريع" 77 مستوطنة كاملة في الضفة، كما وعده نتنياهو خلال توقيع الاتفاقيات الائتلافية. نتنياهو تماشى مع توصية غالانت، وكان من الصعب عليه المعارضة.
- وعلى الرغم من الانتقادات المتواضعة نسبياً من طرف إدارة بايدن في الولايات المتحدة ودول غرب أوروبا، في أعقاب قرار الحكومة، فإن المصادقة على خطوات تخص المستوطنات والبؤر يبدو أنها مريحة أكثر، بالنسبة إلى نتنياهو، من المصادقة على خطوات مواجهة مباشرة مع الفلسطينيين قد تدفع إلى مواجهة عسكرية أصعب. وهناك أيضاً نظرية مؤامرة أُخرى تشير إلى أن نتنياهو لم ينجح حتى اليوم في الحصول على دعوة إلى البيت الأبيض، على الرغم من جهوده، ومن مرور أكثر من شهر ونصف على تأليف حكومته. هل كانت هذه طريقته للفت انتباه الرئيس جو بايدن، والقول إنه لا يزال في جعبته ما يمكن أن يُغضب الأميركيين؟ إن كان هذا صحيحاً، فإن الأمور تبدو تفكيراً طفولياً.