من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
التقرير السنوي الذي صدر يوم الاثنين عن معهد دراسات الأمن القومي يحذّر من الخطوات التي تقوم بها الحكومة وتمسّ بالديمقراطية، والتي يمكن أن تعرّض علاقات إسرائيل بالولايات المتحدة للخطر. وجاء في التقرير، الذي قُدّم إلى رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ، أن إضعاف المنظومة القضائية، بالإضافة إلى تغيير أسلوب العلاقات مع الفلسطينيين يمكنهما أن يؤديا إلى تدهور علاقات إسرائيل مع الغرب ومع الإدارة الأميركية، وهو ما سيُلحق الضرر بأمن الدولة في المدى الزمني القريب.
على الصعيد الجيو - استراتيجي، شدد باحثو المعهد على أن منظومة العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة هي التحدي الأكبر المطروح على الحكومة الحالية، وأن أي ضرر يلحق بهذه العلاقات سيؤثر مباشرة في المواجهة التي تخوضها إسرائيل في سائر الجبهات. وفي رأي هؤلاء، أن هذا التحدي ناجم عن تغييرات داخلية أميركية، بينها تعاظُم الاستقطاب والتطرف على جانبيْ المتراس السياسي داخل الولايات المتحدة، وهو ما أدى إلى تآكل المنظومة السياسية الداعمة لإسرائيل. وأضاف التقرير أن أي خطوة سياسية يمكن أن تفسَّر بأنها تعاطُف غير كافٍ مع الولايات المتحدة والغرب فيما يتعلق بالمنافسة مع الصين، وخصوصاً مع روسيا، يمكن أن يزيد في الضرر بالعلاقات.
ووفقاً للتقريرـ فإن انهيار السلطة الفلسطينية الذي يمكن أن يؤدي إلى تصعيد أمني في المناطق يشكل التحدي المباشر لإسرائيل. ووفقاً للباحثين في المعهد، فإن هذا التهديد ليس أخطر من التهديد الإيراني، بل هو الأكثر قابلية للانفجار في هذا الوقت. وجاء في التقرير: "استمرار وجود السلطة الفلسطينية، على الرغم من مشكلاتها وعيوبها، يشكل مصلحة إسرائيلية واضحة." ويحذّر التقرير من أن "عدم وجود حل منظور قبل نهاية عهد محمود عباس في رئاسة السلطة، وفي ضوء الغليان المتزايد وسط الشباب الفلسطيني المحبط، يزيد في خطر نشوب ثورة عنيفة يمكن أن تندلع، رداً على خطوات إسرائيلية. بينما تزداد خطورة التهديد الاستراتيجي الناجم عن الانزلاق إلى دولة واحدة تهدد الهوية اليهودية الديمقراطية لإسرائيل."
وكتب مدير المعهد تامير هايمن أن "إسرائيل قوية من ناحية القوة العسكرية، ومن ناحية وضعها الدولي." لكنه يحذر من أن سنة 2023 تحمل عدداً من التحديات التي يمكن أن تزعزع هذا التوازن وتشكل خطراً على المناعة الاجتماعية. وأشار تقرير المعهد إلى أن ازدياد التوترات بين العرب وبين اليهود والتطرف القومي يشكل أيضاً تحدياً مهماً.
ورأى هايمن أنه منذ نشوب الحرب الروسية – الأوكرانية، تراجع اهتمام دول الغرب بما يجري في الشرق الأوسط أمام التهديدات من الصين، ومن روسيا. وأضاف أنه يتوقع تراجُع الاهتمام بالمسألة النووية الإيرانية في سلّم أولويات الدول الغربية.