يحرقون النادي: أرييه درعي هو النسخة الحريدية من بنيامين نتنياهو
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • أرييه درعي يدفع الآن ثمن استعلائه. يدفع ثمن الاندفاع، وعدم السيطرة، والاستهزاء بكل شيء هنا، وبكل طريقة ممكنة بالسرعة القصوى. لقد أدين ثلاث مرات وعاد إلى الإجرام من جديد فقط، بل طالب أيضاً بوزارتين. لم يوافق على تقليص إحدى الوزارات. طالب بزيادة أجر مدير عام وزارته. وأقال موظفين كباراً كانوا سابقاً، حتى لو كانوا موظفين مهنيين وليسوا سياسيين. تصرّف وكأن من بعده الطوفان، واكتشف أن الطوفان ارتد عليه.
  • سابقاً، قبل أن يتغير، يوم تمت محاكمته بتهم فساد، تمت إدانته ودخل السجن، أجرى مقابلات إعلامية واعترف بخطئه. وقال: يبدو أنني أخطأت. واعترف قائلاً "يبدو أنني قمت بخطيئة الاستعلاء." كان هناك مَن اعتقد أنه تعلم الدرس، وكنت بينهم. دورة التحقيقات هذه المرة أيضاً افتتحها بالتواضع. لم يهاجم مؤسسات تطبيق القانون، ولم يرسل المقربين منه للتحريض عليها. حافظ على الصمت والاحترام. وفي النهاية، غلب طبعه عليه.
  • بالأمس، حصد ما زرع: التضليل الذكي الذي قام به أمام القاضي المسكين شموئيل هربست، الذي صدّق مسرحيته، وبحسبها "أن المتهم التزم بعدم الاقتراب مجدداً من الأموال العامة"، وفعلاً تبين في الخلاصة أن ما كان يبدو عملية احتيال، ورائحته عملية احتيال، وأصواته أصوات احتيال، هو فعلاً احتيال. المقربون منه قالوا إن هذا كان "سوء فهم مؤسفاً". بالأمس اكتشفوا أنه فعلاً مؤسف.
  • لا تصدقوا التضليل الذي يخرج من أفواه الناطقين باسمهم، كأفيشاي بن حاييم. لا أحد يطلب من درعي الاستقالة من الكنيست. صحيح أنه لم يلتزم بذلك ولا حاجة لذلك. القصة كلها تدور حول منصب الوزير في الحكومة، وهذا ما سيقرره رئيس لجنة الانتخابات المركزية. إلّا إن درعي لم يوافق على وضع مصيره في يد القاضي نوعام سولبرغ. بل جعل الائتلاف يغيّر في قانون الأساس، فقط بهدف إقرار أنه لا يوجد إبعاد عن السياسة في قضيته.
  • وعلى الطريق، سخر من محكمة الصلح ومن النيابة العامة، ومن كل مَن صدّق دموع التمساح. المحكمة العليا وضعت بالأمس حداً لعملية الاحتيال هذه. حتى أن القاضي الوحيد الذي عارض، يوسف ألرون، لم يصادق على وجود درعي في الوزارة، إنما أرسله مرة أخرى إلى رئيس لجنة الانتخابات، وقرر أنه في جميع الأحوال، تغيير بند في قانون أساس من أجل درعي، لن يطبَّق على درعي.
  • درعي هو النسخة الحريدية من بنيامين نتنياهو. أحياناً تكون مهذبة أكثر. بالأمس، كانت مؤدبة أقل بكثير. بالضبط، مثل العصابات الصاخبة لنتنياهو في المحكمة، اجتمع أنصار درعي الحمقى بالأمس تحت منزله في القدس وصرخوا: "قضاة أشكيناز بيض، هم أنفسهم الذين قتلوا آباءنا." واتهموا قضاة المحكمة العليا بالـ"فاسدين".
  • على أحدهم أن يحقن أصدقاءه بحقنة ضد التنويم المغناطيسي، ويشرح لهم أن قضاة المحكمة العليا لم تتم إدانتهم ثلاث مرات. قضاة المحكمة لم يتحايلوا، ولا نريد القول إنهم كذبوا على المحكمة. قضاة المحكمة أبعدوا درعي عن الحكومة أيضاً في فترة حكومة إسحاق رابين. حينها، كان الإبعاد أكثر دراماتيكيةً بكثير من اليوم.
  • حينها، إقالة درعي حوّلت رابين إلى بطة عرجاء، وحددت نهايته السياسية. حينها، لم يدّعِ أحد أن المحكمة تقوم بانقلاب على الحكم أو تحاول إسقاط رئيس حكومة منتخب خلال ولايته. رابين كز على أسنانه، ألقى شتيمة بصمت، واستمر في طريقه. درعي ونتنياهو يريدان حرق النادي.
  • الأصدقاء يصبّون غضبهم الآن على "حجة المعقولية"، بوقاحة. الحجة التي يمكن من خلالها منع نبيّ من لحم ودم، ملك الملوك، أن يكون وزيراً للداخلية والصحة. يائير شركي نشر بالأمس، أن درعي يبحث في تعيين ابنه يانكي في منصب وزير الصحة مكانه. وردّاً على ذلك، نشر يانكي نفسه تغريدة يقول فيها "لن يجلس غريب على كرسيه". كيف يمكن تفسير تغريدة كهذه؟ فيانكي ليس غريباً عن والده. هناك التفسير المحافظ، وبحسبه، هذا الكرسي مكتوب في الطابو باسم عائلة درعي. وفي هذا الشأن أيضاً، كان لديهم مَن يتعلمون منه.

....

  • يوجد الكثير من الأحكام على هذا الشكل. تبرير المعقولية ليس اختراع أهارون باراك المهاجم. بل وصل إلى إسرائيل من القضاء البريطاني، وهو موجود في كل المحاكم في العالم. فقط في إسرائيل، التي تدّعي أنها ديمقراطية، إذا تعارضت هذه الحجة مع محتال يريد الوصول إلى هدف ما، فإنهم يبطلونها. أرييه درعي مأساة.
  • يذكّرنا في هذا السياق أيضاً بنتنياهو. لديه كاريزما، وقدرات وسحر. هو أحد الأشخاص الأكثر خبرة، الذين لديهم مسؤولية وقراراتهم مسؤولة في الكابينيت الأمني - السياسي. لسنوات طويلة دافعت عن عودته إلى الحكومة بعد الإدانة الأولى، بالأساس بسبب صفاته هذه. وللأسف، هذه الصفات تراجعت أمام الأُخرى، الأقل فخراً. فبعد أن تمت إدانته، ودخل إلى السجن، كان متوقعاً عدم تورُّطه مرة أُخرى. ألّا يتدخل في شيء. كبيراً كان أم صغيراً. لا ملايين ولا كسور. ببساطة، أن يكون نظيفاً كالثلج. لكنه فشل.
  • هل ستسقط الحكومة الحالية بسبب قرار المحكمة بالأمس؟ يبدو لا. التهديدات التي تشبه تهديدات المافيا الإيطالية التي وجّهها المقربون من درعي والمسؤولون في "شاس" إلى المحكمة العليا ارتدت عليهم. المحكمة العليا أظهرت شجاعة مذهلة مؤخراً، ونهضت في الوقت المناسب. القرار بالأمس كان صحيحاً، ليس فقط بسبب "المعقولية"...
  • أعتقد أحياناً أنه في الحياة العادية يجب أن يكون هناك منطق أساسي. منطق، بحسبه إنسان تمت إدانته ثلاث مرات بتهم جنائية، لا يمكن أن يكون وزيراً في الحكومة. كم هذا بسيط جداً، وصحيح أيضاً.