كي ننتصر في معركة الاستقلال يجب أن نفرض سيادتنا على الحرم القدسي
تاريخ المقال
المصدر
- الأهمية الكبيرة للحرم القدسي هي أكبر بكثير من أن تكون موضوعاً دينياً تاريخياً. إنها أهمية وطنية. الحرم هو مصدر قوة وعظمة. وهو رمز للفلسطينيين ومؤيديهم ما داموا يعتبرون أنهم أصحاب الحرم - ولو من خلال الأوقاف الأردنية - هم أصحاب الحرم بالمعنى الحرفي للكلمة. هم يعتقدون أننا ضعفاء وموقّتون.
- الفلسطينيون مقتنعون بأن الحرم مهم بالنسبة إلينا مثلما هو مهم بالنسبة إليهم. في هذه الأثناء، نحن نواصل الاختلاف عليه فيما بيننا. وهذا جدل فقهي وسياسي، المتورطون فيه لا يفهمون الضرر الهائل لهذا الجدل، كما لا يفهمون أهمية الصعود إلى الحرم من أجل تعزيز الهوية القومية، والعلاقة مع البلد والقدس وتعزيز روح الانتصار في حرب استقلالنا الذي لم يُنجز بعد.
- صعدت إلى الحرم للمرة الأولى قبل بضعة أيام كجزء من مجموعة يهودية بإشراف حركة "الحرم القدسي في يدنا" [حركة تشجع على زيارات اليهود إلى الحرم القدسي وتشرف عليها]، وكان لي شرف الانضمام إلى البروفيسور دانيال بايبس المستشرق والخبير في الشرق الأوسط وأحد المؤرخين والكتّاب المعروفين في الولايات المتحدة. خلال الزيارة، شعرت بأن هويتي اليهودية القومية والتقليدية حصلت على زخم قوي. رأيت أدلة على أننا كنا موجودين هنا قبل آلاف الأعوام، ولقد ربطني هذا الشعور بالبلد وبالقدس أكثر من أي مكان آخر. في المقابل، شعرت بالإهانة. لقد كنا برفقة عناصر الشرطة كما لو أننا أسرى، ولم يُسمَح لنا بالتوقف، أو الابتعاد بضعة أمتار. شعرت مجدداً بما شعرت به عندما وصلت إلى البلد قبل قرابة 30 عاماً، الولد اليهودي الضعيف القادم من الاتحاد السوفياتي، والمستعد لتلقّي الضربات من أجل البقاء. حدث هذا كله على مسافة ربع ساعة من بيتي في القدس، وعلى بُعد ثوانٍ من حائط المبكى، ودقائق من مقرَّيْ الكنيست والحكومة، وقيادة الشرطة في الدولة اليهودية ذات السيادة.
- يجب أن نوقف خلافنا على الحرم، سياسياً ودينياً. المنع الفقهي من الصعود إلى الحرم يجب أن يأخذ في الحسبان الأهمية الوطنية لهذا الموقع التراثي، وليس فقط أهميته الدينية. يجب أن يعرف أعداؤنا أن الحرم مهم بالنسبة إلينا. كما يجب على العالم أن يعرف أنه مهم بالنسبة إلينا جميعاً - نحن اليمين واليسار والحريديم والمتدينين والتقليديين والعلمانيين - تماماً مثل حائط المبكى وقلعة متسادا. أيضاً المسيحيون والمسلمون في كل أنحاء العالم يريدون أن يكون الحرم مهماً بالنسبة إلينا. هم أيضاً يتعرضون للإهانة، لكن بنسبة أقل من اليهود، فهم يريدون ممارسة حرية العبادة، وهم محرومون منها بسبب ضعفنا.
- علاوة على ذلك، لا توجد مشكلة مكان في الحرم: الجزء الأكبر منه خالٍ. ولا توجد مشكلة لوجستية في السماح بحُرية العبادة للمسيحيين في الحرم، من دون مضايقة المسلمين، ومن دون المسّ بمكانة أماكنهم المقدسة.
- مؤخراً، بدأت الأوقاف بالطلب من السياح ارتداء ملابس محتشمة تقدمها لهم - عبارة عن ثوب مع خطوط صفراء. اللون الأصفر هو لون اليهود في الدول الإسلامية، وهو رمز مكانتهم الدونية كأهل "ذمة". لقد أُجبر اليهود على ارتداء الرقعة الصفراء كدليل على مكانتهم المتدنية منذ القرن الثالث عشر في إسبانيا وفي دول أوروبية أُخرى، وليس من قبيل الصدفة أن يتبنى النازيون هذه العادة. الآن، يعودون إليها هنا في قلب القدس، وفي المكان الأكثر قدسية لنا. شعرت بالهلع، ولم أصدق ما رأته عيناي.
- نُقسم في ذكرى المحرقة في كل عام في حائط المبكى بأن هذا "لن يتكرر". على بُعد عدة أمتار، هناك مَن يخيط رقعة صفراء جديدة لنا، ينظر إلينا من فوق، ويسخر منا.