في الولايات المتحدة يتساءلون عمّن سيتولى القيادة في القدس، ويحددون نقاط الاحتكاك المحتملة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • مفاجأة ممزوجة بالقلق – هكذا تنظر واشنطن إلى نتائج الانتخابات الإسرائيلية وصورة الحكومة الجديدة الآخذة في التشكل في إسرائيل. وبحسب تقارير، تدخلت إدارة بايدن بصورة خارجة عن المألوف في مهمة تأليف الحكومة في البلد، ووضعت أمام بنيامين نتنياهو خطاً أحمر-فيتو مهذباً ضد إعطاء رئيس الصهيونية الدينية عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش حقيبة الدفاع. لكن حتى الآن، ليس واضحاً البتة ما إذا كان هذا يشكل إنذاراً حقيقياً، وهل كان نتنياهو يفكر فعلاً في إعطاء الرمز الأكثر يمينيةً في حكومته وزارة مركزية؟ أم أنه استخدم التسريب بصورة مدروسة لاستبعاد الفكرة ودفع سموتريتش في الاتجاه الذي يريده، أي حقيبة المال، حيث جرى دفن أكثر من مسيرة سياسية في إسرائيل.
  • الجو في واشنطن مختلط. في الجبهة الداخلية، الديمقراطيون تنفسوا الصعداء بعد الانتخابات النصفية في الشهر الماضي وارتاحوا أكثر بعد إعادة الانتخابات لمقعد مجلس الشيوخ في جورجيا، الأمر الذي ضمن لهم هذا الأسبوع أغلبية (51:49) في مجلس الشيوخ، بعد الإنجاز المحدود الذي حققه الجمهوريون في مجلس النواب. هذه الانتخابات شكلت مصدراً أساسياً للقلق في الإدارة الأميركية، والآن، في إمكانها التفرغ لجدول أعمالها المركزي في السياسة الخارجية؛ وللمنافسة مع الصين، وأزمة المناخ، وإفشال الحرب الروسية في أوكرانيا. أما الشرق الأوسط، فهو لا يحتل المكان الأول في أجندتها.
  • ومع ذلك، وعلى الرغم من كون بنيامين نتنياهو السياسي الإسرائيلي الذي يعرفه الأميركيون جيداً (وهذه المعرفة مستمرة منذ 4 عقود)، فإنهم يتساءلون عمّا ستكون عليه نسخته الجديدة. الأسئلة الي طُرحت هذا الأسبوع في القدس طُرحت أيضاً في واشنطن: لماذا يضع نتنياهو نفسه في تصرُّف سموتريتش وبن غفير؟ هل لأن ليس لديه خيار آخر، وهو مرتبط بهما من أجل وقف الإجراءات القضائية ضده؟ أم أن ما يجري محسوب جداً، ويعتمد بصورة مقصودة على الفوضى في المناطق، أو على فكرة أنه من الممكن السيطرة على كل خطواتهما؟
  • هذا الأسبوع، وخلال مؤتمر اللوبي اليهودي جاي-ستريت، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن الإدارة الأميركية لن تبلور موقفها من الحكومة الجديدة في إسرائيل بحسب الأشخاص فيها، بل وفقاً لأعمالها وسياساتها. ناطقون أميركيون آخرون شددوا على تصريحات نتنياهو الأخيرة في مقابلة مع الإعلام الأميركي بأنه هو الذي سيمسك بدفة القيادة، بعد أن سألوه، هل سيكون القبطان أم الطيار المساعد في الحكومة الجديدة. الأميركيون يعترفون بشرعية نتائج الانتخابات الديمقراطية التي جرت في إسرائيل. لكن على ما يبدو، كثيرون يستغربون عملية التطبيع السريعة التي مرّ بها بن غفير، تلميذ مئير كهانا، والذي كان يُعتبر، حتى في إسرائيل، ظاهرة هامشية ومتطرفة، إلى أن قرر نتنياهو، لاعتباراته الخاصة، مساعدته على الصعود سياسياً في الجولات الانتخابية السابقة.
  • إن مجال الاحتكاك المحتمل المركزي بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو الجديدة هو في المناطق، وبصورة محددة في مطالب سموتريتش التي جرى الكشف عن جزء منها في الاتفاقات الائتلافية بين الكتلتين. يطرح سموتريتش ورفاقه بعض المطالب التي يمكن أن تثير تخوّف الأميركيين، بالإضافة إلى خطر أن يحاول شريكه بن غفير إحداث زلزال في الحرم القدسي (إمكانية وعد نتنياهو بلجمها قبل حدوثها). وأكثر ما يشغل الأميركيين محاولات المستوطنين شرعنة وضع أكثر من 70 بؤرة استيطانية، والمبادرة إلى تحرُّك حكومي عنيف ضد البناء الفلسطيني في المنطقة ج. ففي رأي المستوطنين، البناء الفلسطيني يخلق وقائع على الأرض من خلال استغلال المال الأميركي والأوروبي. ولا يشعر الأميركيون بالحماسة حيال إعطاء وزير من طرف سموتريش في وزارة الدفاع جهاز منسّق الأنشطة في المناطق. وعلى عكس ذلك، أشادت واشنطن بعمل منسّق الأنشطة في المناطق، وبعمل قيادة المنطقة الوسطى، اللذين ساهما في حالات كثيرة في تهدئة الوضع في الأعوام الأخيرة.
  • هذا الأسبوع، زار رئيس الأركان المقبل اللواء هرتسي هليفي واشنطن، حيث التقى نظيره الأميركي الجنرال مارك ميلي. ويمكن الافتراض أن النقاش تناول الفلسطينيين وإيران. في الأعوام الأخيرة، توطدت علاقة الجيش الإسرائيلي بالجيش الأميركي، بالإضافة إلى تحسُّن العلاقات بين الأجهزة الاستخباراتية للبلدين. وفي إسرائيل، يشيرون إلى التأثير الإيجابي الناتج من انتقال العلاقة بالجيش الإسرائيلي من القيادة الأوروبية إلى القيادة المركزية (سنتكوم) الأميركية منذ أكثر من سنة.
  • لكن قبل كل شيء، إذا كانوا يتحدثون في واشنطن عن الوضع في إسرائيل-وكما ذكرنا، هذا ليس أولوية بالنسبة إليهم-فإن ذلك يتعلق بالتخوف من حدوث تطورات غير متوقعة، وخصوصاً في الساحة الفلسطينية.
 

المزيد ضمن العدد