حكومة يمينية بالكامل هي بشرى سيئة لكل الذين يعتبرون أن تحقيق الرؤيا الصهيونية عزيز على قلوبهم
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • حكومة اليمين بالكامل التي من المفترض أن تبدأ عملها في الفترة القريبة هي بشرى سيئة لكل مَن يعتبر أن تحقيق الرؤيا الصهيونية عزيز على قلبه. ففي النهاية، هذه أقل الحكومات صهيونيةً، التي تشهدها إسرائيل منذ قيام الدولة.
  • نصف أعضاء الائتلاف هم من الحريديم المتدينين، وجزء منهم لم يخدم في الجيش الإسرائيلي، ويكافح بشدة ضد خدمة الشباب الحريدي في الجيش. جزء من أعضاء الائتلاف يقدم مطالب تتعارض مع القيم التي قامت على أساسها الحياة هنا منذ قيام الدولة قبل 74 عاماً. ومطالبهم هذه يمكن أن تغيّر دولة إسرائيل بصورة مقلقة، كما يمكن أن تغيّر صورة دولة إسرائيل كدولة ديمقراطية.
  • على سبيل المثال، يطالب جزء من أعضاء الائتلاف بتعزيز الهوية اليهودية؛ والفصل الجندري في المناسبات العامة، وفي تقديم الخدمات العامة؛ وبقانون متساهل للخدمة العسكرية الإلزامية، من دون أهداف التجنيد، ويمكن أن يغلق الباب على إمكانية قيام الشباب الحريدي بواجبه في الخدمة في الجيش الإسرائيلي؛ ويطالب بمنع تشغيل المواصلات العامة في أيام السبت، بما فيها السلطات التي تدير خدمات النقل للشباب؛ وتعزيز صلاحيات المحاكم الدينية؛ وتغيير الستاتيكو في الحرم القدسي الذي من شأنه إثارة كل العالم الإسلامي ضدنا، وإشعال الشرق الأوسط؛ إلغاء مسيرات المثليين؛ إلغاء حق الأحفاد في العودة؛ صدور برامج تعليم المثليين من وزارة التربية؛ تمويل أكثر اتساعاً للمؤسسات الحريدية واليشيفوت [المدارس الدينية] بمقدار مليارات الشيكلات على حساب القطاع العلماني، إلى آخره.
  • صحيح أن جزءاً من هذه المطالب لن يتحقق، وأن نتنياهو يدرك بالطبع إشكاليتها، لكنها من الممكن أن تغيّر صورة الدولة نحو الأسوأ.
  • لقد حرص نتنياهو في الأيام الأخيرة على التهدئة بواسطة التغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال مقابلة مع وسائل إعلام أميركية، عندما قال إنه سيحرص على أن تبقى دولة إسرائيل، في ظل حكمه، تتصرف كما تتصرف الآن. لكن يجب ألّا ننسى أن نتنياهو قال منذ وقت قصير إن إيتمار بن غفير لن يكون وزيراً في حكومته، وبذل جهداً كبيراً كي لا يتصور معه. وها هو بن غفير أصبح اليوم وزيراً للأمن القومي في حكومته.
  • يُعتبر نتنياهو في هذه الأيام الحلقة الأضعف في المفاوضات الائتلافية التي يجريها مع شركائه الذين يعرفون مشكلاته جيداً، ويعرفون أين يجب أن يضغطوا، وماذا يتوقع منهم أن يقدموه بشأن كل ما له علاقة بمحاكمته. كل هذا يخلق شعوراً بأننا مقبلون على أيام صعبة، من دون التطرق إلى المشكلات الأمنية الداخلية والخارجية التي ستضطر إسرائيل إلى مواجهتها.

 

 

المزيد ضمن العدد