تشهد الحلبة السياسية الإسرائيلية جدلاً ساخناً عقب قرار الحكومة الجديدة المقبلة برئاسة بنيامين نتنياهو، نقل وحدة المناهج التعليمية الخارجية من وزارة التربية والتعليم إلى مسؤولية رئيس حزب "نوعام" عضو الكنيست آفي ماعوز، المعروف بميوله السياسية اليمينية وتعصُّبه الديني الأصولي.
فقد بعث رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته يائير لبيد برسالة إلى رؤساء السلطات المحلية، مناشداً إياهم الامتناع من التعاون مع الوحدة التي يترأسها ماعوز. وقال إن الحكومة الجديدة ستهمل قضايا التعليم والتربية، وستنقل المسؤولية عنها إلى أيدي جهات متطرفة متعصبة.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 13 أنه بعد الكشف عن الاتفاقية الائتلافية بين حزبيْ الليكود و"نوعام"، والتي بموجبها سيتسلم رئيس هذا الحزب الأخير، صاحب الآراء المتشددة، المسؤولية المباشرة عن وحدة البرامج الخارجية في وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، الأمر الذي سيسمح له بالسيطرة على المنظمات والمحتوى الذي سيدخل إلى المدارس، أعلن أكثر من 50 رئيس بلدية وسلطات محلية في إسرائيل أنهم سيحمون جهاز التعليم كي يبقى متسامحاً ويهودياً.
كما ناشدت جمعية المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية العشرات من رؤساء السلطات المحلية الانضمام إلى القول إنهم سيصرون على التعليم من أجل التسامح، وطلبت من أعضاء مجتمع المثليين المطالبة بذلك من رئيس سلطتهم المحلية.
وقالت رئيسة الجمعية هيلا بار: "إن الأمر لا يتعلق باليمين أو اليسار، بل بحياة الأطفال، ويجب عدم التخلي عنهم ما دام الشخص المظلم والمتطرف في الكنيست هو المسؤول عن محتويات نظام التعليم. إن واجب كل رئيس سلطة محلية في إسرائيل هو أن ينطلق بصوت واضح ضد الكراهية، وبما يضمن تعليماً متسامحاً ومتساوياً في نظام التعليم الذي سيحمي شبابنا. حان الوقت للوقوف إلى جانب مجتمع المثليين، وأدعو رؤساء السلطات الأُخرى إلى التعبير عن موقف واضح ضد الكراهية."
في الوقت نفسه، أرسل أكثر من 200 مدير مدرسة من جميع أنحاء إسرائيل من مختلف القطاعات رسالة إلى رئيس الحكومة المكلف بنيامين نتنياهو، كتبوا فيها: "سنقف بحزم للحفاظ على ديمقراطيتنا والحقوق الأساسية لمواطني البلد على أساس القانون الأساس لكرامة الإنسان وحريته."