ما هي الوعود التي قدمها نتنياهو فعلاً لبن غفير
المصدر
مكور ريشون

صحيفة إسرائيلية يومية بدأت بالظهور في سنة 2007. تميل نحو مواقف اليمين وتؤيد نشاطات المستوطنين في الضفة الغربية، كما تعكس وجهة نظر المتدينين في إسرائيل.

 

  • في إطار سياسة "فرّق تسُد"، التي يتبعها رئيس الحكومة المستقبلي بنيامين نتنياهو منذ الانتخابات، تم بالأمس نشر "تفاهمات"، يبدو أنه تم التوصل إليها بينه وبين زعيم حزب "عوتسما يهوديت" إيتمار بن غفير. لا يجب أن تكون عميت سيغال [صحافي ومحلل سياسي] حتى تفهم أن الحديث يدور عن محاولة أُخرى لإحراج زعيم حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش، الذي يبدو أنه "يؤجل" الوصول إلى إنجازات. وعلى الرغم من ذلك، فإن نشر التفاهمات أدى إلى تساؤلات عن مضمونها الدقيق.
  • أكثر الأسئلة المثيرة للاهتمام تتعلق، كما يبدو، بالبند الأول من التفاهمات. فبحسب البيان الرسمي الذي أصدره "الليكود"، تم الاتفاق على "تنظيم الاستيطان الشاب بعد تأليف الحكومة بـ 60 يوماً". وهذا يبدو واعداً جداً. في الضفة الغربية هناك عشرات المستوطنات الشبابية أو بكلمات أُخرى-بؤر وأحياء غير منظمة. في أغلب الأحيان، يتم بناء هذه البؤر على أراضي الدولة، أراضٍ تم الإعلان عنها، وأُخرى لم يتم الإعلان عنها بعد، وليس على أراضٍ فلسطينية خاصة. وعلى الرغم من ذلك، تمتنع الدولة، عموماً من "تسوية أوضاعها"، ولذلك لا يحصل سكانها على خدمات أساسية، وهذه البؤر غير مربوطة بشبكة الكهرباء والمياه بصورة طبيعية. وهو ما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي باستمرار، وعدم القدرة على التدفئة في الشتاء، أو التبريد في الصيف، وصولاً إلى صعوبة الطبخ خلال أيام السبت. هذا بالإضافة إلى أنه غير مسموح لهم الحصول على خدمات بلدية أساسية من السلطة المحلية، وهو ما يحوّل السكان عملياً إلى مجرمين محتملين، ويصعب تنفيذ أعمال التطوير الأساسية لخدمة السكان. وحتى تمويل الانتقال إلى المدارس للتلامذة الذين يقطنون هذه الأماكن يُعَد قضية قانونية صعبة الحل.
  • الأزمة بخصوص الأماكن المعزولة التي تم فيها بناء "بؤر" و"أحياء" على أراضٍ فلسطينية خاصة، في أغلبيتها، غير قابلة للحل في هذه المرحلة، بعد إبطال قانون "شرعنة المستوطنات". هذا ما يعرفه كلٌّ من نتنياهو وبن غفير، لذلك، من المرجح أن التفاهمات لم تتطرق إلى هذه الأماكن. ولكن، هل يريد نتنياهو فعلاً منح "المستوطنات الشابة"، غير المبنية على أراضٍ فلسطينية، مكانة قانونية كاملة خلال 60 يوماً؟ وحتى هنا، يبدو أن الجواب سلبي. رئيس الحكومة يعلم بأن مسار التشريع الكامل لا يستمر 60 يوماً فقط، حتى في أفضل الأحوال بالنسبة إلى بؤرة واحدة، فكيف والحال هذه عندما يكون المقصود عشرات البؤر الاستيطانية. ما تتضمنه الوعود فعلاً (وهنا يجب الإشارة إلى أن الحديث يدور عن وعود فقط)، هو "قانون بنية حياة"، ما سُمي أيضاً "قانون تنظيم الاستيطان الشاب".
  • الحديث يدور عن قانون لا "ينظّم" "الاستيطان الشاب" بصورة كاملة، ومن المؤكد أنه لا يمنح مكانة قانونية. الهدف من وراء القانون متواضع أكثر بكثير: السماح بالتزود بالخدمات الأساسية (كهرباء، وماء، وهاتف، وغطاء بلدي) لكل المستوطنات التي يسكنها الآلاف، أغلبيتهم أطفال تحت سن الـ 18. القانون لا يبدل مسار الاعتراف، ولا مسار التخطيط، هذه المسارات طويلة ومعقدة في كل مكان، وبصورة خاصة في الضفة. إنه فقط يساعد على الالتفاف على القيود القانونية التي تمنع الآن آلاف "السكان" من حياة مقبولة في القرن الـ 21. هل سيلتزم نتنياهو بهذا الوعد على الأقل؟ امتنع من المصادقة على القانون خلال تولّيه الحكومة التي ألّفها مع غانتس، والآن لم يتبقّ إلا الانتظار لنرى ما الذي سيحدث هذه المرة.