الجمهور يريد حكومة وحدة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • الادّعاء أن إرادة الشعب اختارت حكومة "يمينية بالكامل" هو ادّعاء خاطئ. المقصود عدم فهم لنتائج الانتخابات. الأرقام تتحدث بوضوح: 32 مندوباً عن الليكود، و23 عن "يوجد مستقبل"، الذين يشكلون معاً تقريباً نصف مقاعد الكنيست، وهم الذي يعبّرون، أكثر من أي شيء آخر، عن "إرادة الشعب" – حكومة يمين - وسط، لا حكومة يمينية متطرفة ولا يسارية. في مرمى اليمين - الوسط، يوجد أيضاً المعسكر الرسمي مع 12 مقعداً، وحزب "إسرائيل بيتنا" مع 6 مقاعد. أي أغلبية 74 عضو كنيست ينتمون إلى اليمين- الوسط المعتدل والمسؤول. ويمكن أن نضيف إليهم ممثلين عن قطاعات مختلفة، مثل الحريديم الذين سيجعلون الائتلاف يصل إلى أكثر من 90 نائباً.
  • الميزة الكبيرة لمثل هذه الحكومة هي أن أياً من أعضائها لا يملك القدرة على فرض معاييره، أو فرض حاجاته على ميزانية الدولة، ولا يستطيع إسقاطها، أو أن يقرر الاستقالة منها. ومثل هذه الحكومة ليست بحاجة إلى أطراف هامشية من اليمين واليسار لمعالجة القضايا الملتهبة في الدولة، من دون أن يكون لديها أيّ حس سياسي واقتصادي واجتماعي.
  • من البديهي أنه من الصعب تحقيق مثل هذه الوحدة التي تجمع بين أحزاب مختلفة أعلنت أنها لن تجلس مع الليكود، أو تلك التي نزعت الشرعية عن بنيامين نتنياهو شخصياً، سواء على خلفية محاكمته، أو على خلفية العلاقات السيئة به. والعلاقات السيئة موجودة أيضاً بين زعماء كتلة الوسط، وستجعل من الصعب القيام بعملية الانضمام كما يجب. من جهته، نتنياهو يريد المحافظة على التحالف مع الأحزاب الحريدية التي ستطلب منه منع دخول يائير لبيد وأفيغدور ليبرمان، اللذين تعتبرهما ضدها أيديولوجياً. لكن في ضوء التفوق العددي لأحزاب الوسط، ستضطر هذه الأحزاب إلى السكوت عن ذلك.
  • في الأيام المقبلة، سيواصل نتنياهو والأحزاب الحريدية وأحزاب اليمين محاولات التغلب على الخلافات فيما بينهم وتقديم حكومة. وهذه الفترة القصيرة من الوقت هي الفرصة الأخيرة لزعماء أحزاب الوسط لإعلان استعدادهم للانضمام إلى الحكومة وتأليف حكومة وحدة تمثل فعلاً "إرادة الشعب".
  • إذا لم يحدث ذلك، فستؤلَّف أمام أعيننا حكومة "يمين بالكامل"، ستسمح لليهود بالصلاة في الحرم القدسي، الأمر الذي سيشعل المنطقة، وستفرض هيبة الدولة في النقب بيد من حديد (وهو أمر مطلوب، إن مثيري الشغب في النقب هم الذين جاؤوا بإيتمار بن غفير – لكن تحت زعامته، ثمة شك في أن يحدث ذلك بالتشاور مع القادة المعتدلين، ومن دون إشعال نيران كبيرة)، وسموتريتش سيقودنا نحو دولة الشريعة اليهودية الهالاخاه، التي تطبّق تعاليم التوراة.
  • وتحت زعامة الحريديم، سنشهد إلغاء الإصلاحات المتعلقة بالطعام الكاشير والتهود وقانون الخدمة العسكرية الإلزامية والخدمة الوطنية، وإلغاء التعليم الأساسي ومباريات كرة القدم والرحلات في يوم السبت، ومضاعفة ميزانية الشبان المتدينين، وتوزيع بطاقات التموين والمساعدات. وإذا جرى عرض بعض هذه الخطوات أمام المحكمة العليا، كونها "غير متساوية"، فإن قانون التغلب سيضمن تحييد قوة المحكمة.
  • إن التصويت الكثيف لنتنياهو يجب أن يوضح لزعماء الوسط الذين نزعوا عنه الشرعية، على خلفية محاكمته، أن أجزاءً كبيرة من الجمهور لا تقبل كتب الاتهام الموجهة ضده كذريعة لعدم انتخابه. في المقابل، عليهم تجاوُز نزع الشرعية عن نتنياهو بسبب علاقتهم به: وهذا يتطلب زعامة مسؤولة وراشدة تضع مصلحة الدولة نصب أعينها.
  • إن انضمام زعماء الوسط - اليمين إلى كتلة نتنياهو وحده يُبعد مشعّلي الحرائق من "الصهيونية الدينية" و"قوة يهودية" عن مواقع القوة، وسيمنع إشعال حرب بين القطاعات المختلفة، وسيوجه الحريديم إلى الاندماج في الدولة (من خلال الالتزام بالتعليم الأساسي والخدمة الإلزامية العسكرية والوطنية وتقييد التقديمات إلى تلامذة المدارس الدينية). نتنياهو، ولبيد وأفيغدور ليبرمان – كوزيرين للمال - عملوا على فرض قيود على المخصصات التي تُقدَّم للأولاد، والتي تشجع على نمو قطاعات لا تتحمل جزءاً من الأمن والعمل في دولة هي من أكثر الدول كثافةً سكانية في العالم. معاً يستطيعون النجاح. ومن دون ذلك، سيتحملون المسؤولية عن الكارثة التي ستقع. هذا هو النداء الأخير من أجل الوحدة، لمنع حدوث ذلك.