بلّغت وزارة العدل الأميركية أمس (الاثنين) وزارة العدل الإسرائيلية أن الـFBI سيحقق في ظروف مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة. تأتي هذه الخطوة بعد تقدُّم 57 عضواً في الكونغرس الأميركي في أيار/مايو الماضي بطلب إلى رئيس الـFBI كريستوفر راي، طلبوا منه التحقيق في مقتل أبو عاقلة. إسرائيل حاولت إقناع الأميركيين بعدم فتح تحقيق، لكنها فشلت.
رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية ووزارة العدل رفضوا التعليق على الموضوع، رغبةً منهم في رؤية كيفية تطوُّر التحقيق، وفهم ما إذا كان هناك نية جدية في الوصول إلى المسؤول عن إطلاق النار على الصحافية، أم أن الأمر هو مجرد "ضريبة كلامية" من جانب المشرّعين في واشنطن.
مع ذلك، بعد مرور ساعة على صدور البيان بشأن التحقيق، أصدر وزير الدفاع بني غانتس بياناً حاد اللهجة، أعلن فيه أن إسرائيل لن تتعاون مع التحقيق. ومما جاء فيه: "قرار وزارة العدل الأميركية التحقيق في الموت المؤسف لشيرين أبو عاقلة هو خطأ كبير. الجيش الإسرائيلي قام بتحقيق مستقل ومهني عُرِض على الأميركيين الذين كانوا على اطّلاع على تفاصيله. وأوضحت للأميركيين أننا نقف وراء جنود الجيش الإسرائيلي، ولن نتعاون مع أي تحقيق خارجي، ولن نسمح لأحد بالتدخل في الشؤون الداخلية لإسرائيل."
وكان الأميركيون بلّغوا المدعي العام الإسرائيلي قرارهم وأخبروه أنه قريباً سيصله طلب رسمي للحصول على مواد التحقيق. وعلّقت جهات إسرائيلية على ذلك بأن ما يجري هو أمر "نادر جداً".
وتجدر الإشارة إلى أن الأميركيين كانوا على اطّلاع على التحقيق الذي جرى من خلال المنسق الأمني الأميركي الجنرال مايك بنزل الذي قاد عملية الفحص الباليستي للرصاصة التي أدت إلى مقتل أبو عاقلة، وبالتالي، فإن لدى الأميركيين كل المواد التي يطالبون بها.
ونقلت صحيفة "هآرتس" (15/11/2022) عن شقيق أبو عاقلة، أن عائلته متفائلة حيال القرار الأميركي، وأنه "يأمل بأن يكون التحقيق مستقلاً وشفافاً، وأن يجري وفق المعايير المهنية، من دون أي تأثير خارجي أو داخلي من أجل التوصل إلى الحقيقة." وأضاف "هذه الخطوة في الاتجاه الصحيح، ليس فقط من أجل تحقيق العدالة لشيرين، بل من أجل أبناء الشعب الفلسطيني."
وذكرت "هآرتس" أن أعضاء الكونغرس الـ57 وجّهوا رسالتهم إلى كلٍّ من وزير الخارجية أنتوني بلينكن ورئيس الـFBI، عبّروا فيها عن قلقهم الشديد حيال مقتل شيرين أبو عاقلة، وأشاروا الى التناقض بين تقارير الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي وبين شهادات شهود عيان على الحادثة. وجاء في الرسالة: "بصفتها أميركية، من حق أبو عاقلة الحصول على الحماية التي تؤمَّن لأي مواطن أميركي يعيش خارج الولايات المتحدة"، وطالبوا بلينكن بـ"المحافظة على القيم التي ائتُمن عليها، وبينها حقوق الإنسان والمساواة وحرية التعبير"، ورأى أعضاء الكونغرس أن على الإدارة الأميركية الالتزام بالدفاع عن الأميركيين الذين يعملون في مجال الصحافة في كل أنحاء العالم.