نتائج الانتخابات دراماتيكية أكثر من انقلاب 1977
تاريخ المقال
المصدر
- يعتبر انقلاب عام 1977 من أهم الأحداث في تاريخ إسرائيل السياسي. فللمرة الأولى فاز الحزب الحاكم مباي بعدد مقاعد في الكنيست أقل من منافسه الليكود الذي حتى ذلك الحين لم يعرف غير مقاعد المعارضة. هذا التبدل في الحكم غيّر المنظومة السياسية.
- لم يشكل هذا انقلاباً على الصعيد السياسي فقط، بل انقلاباً اجتماعياً على وجه الخصوص وجاء بعد سنوات طويلة اجتماعي – ثقافي. فقد كانت مجموعات من السكان مستبعدة حتى ذلك الحين من المشاركة في اللعبة السياسية نجحت أخيراً من أن يكون لها دور فيها. التصحيحيون هنا، والشرقيون هناك؛ أولئك الذين أُطلق عليهم اسم "الفاشيين" انتصروا على أولئك الذين أرادوا استبعادهم، وأحدثوا تغييراً تاريخياً. لكن على الرغم من هذا الإنجاز، وفي ظل القوى التي تعمل ضد اليمين في الأعوام الأخيرة، فإن من الصعب عدم التفكير في أن الانتصار هذه المرة أكبر وأهم.
- حتى انقلاب 1977، لم يكن هناك أغلبية انتخابية للناخبين اليمينيين من الجمهور، وبالتالي، لم يتمكنوا من الحصول على السلطة فإنه في المقابل وخلال المعارك الانتخابية الخمس الأخيرة، اقترع الناخبون بأغلبية ساحقة لمصلحة الأحزاب اليمينية وأعضاء الكنيست اليمينيين في جميع الدورات الانتخابية الخمس الأخيرة، لكن خلال هذه الفترة بأكملها جرى فعل كل شيء - ببساطة أيّ شيء – لمنع معسكر اليمين من ممارسة خياره الديمقراطي والسماح لزعيم هذا المعسكر نتنياهو بتأليف حكومة. إذا كان انقلاب 1977 انتصاراً سياسياً - اجتماعياً ضمن القواعد الديمقراطية للعبة، فإن انتصار 2022 هو عكس الانقلاب على الديمقراطية من نواحٍ عديدة؛ انقلاب تقوده قوى سياسية وقانونية وإعلامية على حد سواء.
- سياسياً، بدأ الأمر مع تصرُّف ليبرمان الغريب، بعد رفضه الانضمام إلى حكومة يمينية في الدورة الانتخابية الأولى. في وقت لاحق، اتضح أنها كانت خطوة سياسية واسعة النطاق صاغها بينت وشاكيد وساعر وليبرمان - لمنع نتنياهو من الاستمرار في رئاسة الليكود وزعامة المعسكر. هكذا تدحرجت إسرائيل من انتخابات إلى أُخرى. في كل مرة تظاهر حزب آخر بأنه حزب يميني، ثم عمل على منع تأليف حكومة يمينية. بلغ الأمر ذروته عندما تعاون بينت وشاكيد على تأليف حكومة يسارية، مستخدمين أصوات الناخبين اليمينيين.
......
الشيطنة في الإعلام
- بتناغُم مؤلم، أخفت أغلبية وسائل الإعلام، وبشكل ممنهج، معلومات إيجابية عن إنجازات نتنياهو وفترة حكمه من ناحية، وقادت حملة لتشويه صورته وصورة ناخبيه من ناحية أُخرى. أربعة أعوام من المحاولات لنزع الشرعية ونشر الكراهية الشديدة، بلغت حد التشجيع على التصويت لحزب بلد، الذي يعارض وجود دولة إسرائيل، وتفضيله على إقامة حكومة يمينية.
- عندما لم ينجح كل هذا، أُعِدّت خطة طوارئ للاستمرار: إجراء انتخابات سادسة، والسماح بتأليف حكومة أقلية لا يعتمد تأليفها أو حلها على تأييد أغلبية أعضاء الكنيست. أي، إذا كان من غير الممكن استبدال الشعب – فسنبدّل نظام الحكم.
- وعلى الرغم من تضافر كل هذه القوى، انتصر اليمين، وعلى الأقل أنقذ الديمقراطية.