من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
وجهت مصادر رفيعة المستوى في أحزاب المعسكر المناوئ لرئيس الحكومة السابق ورئيس الليكود والمعارضة بنيامين نتنياهو، والتي ألّفت الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايتها التي أطلقت على نفسها اسم "حكومة التغيير"، أمس (الخميس)، انتقادات حادة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية الانتقالية ورئيس حزب "يوجد مستقبل" يائير لبيد، واتهمته بإدارة انتخابات الكنيست الـ25، التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، بإهمال، وبحرق مئات آلاف الأصوات التي حصلت عليها أحزاب لم تتجاوز نسبة الحسم [3.25%]، كما حمّلته مسؤولية فوز أحزاب اليمين بقيادة نتنياهو في الانتخابات.
بموازاة ذلك، انتقد قياديون في حزب العمل رئيسة الحزب وزيرة المواصلات ميراف ميخائيلي وحمّلوها المسؤولية عن عدم وصول حزب ميرتس إلى الكنيست بسبب عدم تمكّنه من تجاوز نسبة الحسم، وذلك على خلفية رفضها خوض الانتخابات بقائمة واحدة للحزبين.
في المقابل، أدلت ميخائيلي بتصريحات إلى وسائل إعلام مساء أمس، حمّلت فيها لبيد المسؤولية عن فوز أحزاب اليمين وعدم تمكُّن ميرتس من اجتياز نسبة الحسم.
ومن بين الانتقادات التي وُجِّهت إلى لبيد أنه عمل في الخفاء على زيادة حجم تمثيل حزبه "يوجد مستقبل" في الكنيست على حساب حزبيْ العمل وميرتس، وهو ما أدى إلى تراجُع الحزب الأول وخسارة الحزب الثاني. وكذلك أنه ارتدع عن إدارة الأزمة لدى الأحزاب العربية [القائمة المشتركة] خوفاً من إبعاد ناخبين من معسكر الوسط– اليمين، وتسبب ذلك بإبعاد حزب بلد [التجمع الوطني الديمقراطي] من الكنيست ومنع إقامة كتلة مانعة تحول دون عودة نتنياهو إلى منصب رئيس الحكومة.
وقال قيادي في أحد أحزاب المعسكر المناوئ لنتنياهو لصحيفة "هآرتس" إنه بدلاً من أن يستخدم لبيد مفاتيح انتصار كانت بحيازته، مثل توحيد الأحزاب العربية، وحثّ ناخبي العمل وميرتس على التصويت لهذين الحزبين، بعد رفضهما التحالف، تنازل عنها، الواحد تلو الآخر، وتسبب بانهيار المعسكر الذي أدى إلى تغيير حُكم نتنياهو.
وقالت مصادر رفيعة المستوى في تحالُف "المعسكر الرسمي"، برئاسة وزير الدفاع بني غانتس، إن الأصوات التي حصل عليها معسكر الأحزاب المناوئ لنتنياهو، بما في ذلك أصوات حزبيْ ميرتس وبلد اللذين لم يتمكنا من اجتياز نسبة الحسم، كان بإمكانها أن تؤدي إلى فوز هذا المعسكر في الانتخابات.
وأضافت هذه المصادر: "لقد أدار لبيد الحملة الانتخابية من حديقة ورود، ومن المنصة، لا من الميدان. وحتى الآن، يتبين أن معسكر التغيير والأحزاب العربية حصلا على أصوات أكثر من معسكر الأحزاب المؤيدة لنتنياهو."
وردّ مصدر مسؤول في حزب "يوجد مستقبل" على هذه الاتهامات، قائلاً: "إن بني غانتس خاصم لبيد، بدلاً من نتنياهو، وفشل في الحصول على مقعدين من أحزاب اليمين، وهو المسؤول عن الخسارة. وبدلاً من التعاون مع لبيد، انشغل غانتس بنفسه بشكل مهووس. وبينما قام رئيس الحكومة لبيد بإدارة حملة إيجابية ومحترمة حيال جميع الشركاء في معسكر التغيير، ومن أجل مصلحة الدولة، قام غانتس بالثرثرة بشأن حكومة متخيّلة برئاسته. ولا شك في أن عدد المقاعد التي حصل عليها حزب غانتس تعكس رأي الجمهور العريض فيه."
وأفيدَ أمس أيضاً بأن لبيد أحبط اقتراحاً قدمه عضو الكنيست من حزب ميرتس موسي راز، يقضي بخفض نسبة الحسم من 3.25% إلى 2%، وذلك على الرغم من أن قائمتيْ "المعسكر الرسمي" وراعام [القائمة العربية الموحدة] وافقتا على الاقتراح.