السؤال الحاسم: بعد التوقيع مع لبنان، هل سيلتزم الجانب الآخر بالاتفاق؟
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • ردات فعل أجزاء كبيرة من المنظومة السياسية على اتفاق ترسيم المياه الاقتصادية مع لبنان التي أساسها أنه لم يكن هناك سبب للخوف من حزب الله، ذكرني بإحدى آيات الكتاب المقدس: "طوبى للرجل الذي يخاف دائماً، ومن الصعب أن يقع قلبه في الشر" (كتاب الأمثال الجزء 28 الآية 14). كما تعلمون، فإن سفر الأمثال تعليمي، ويهدف إلى جعل القارئ إنساناً أفضل. هذه الآية تنصح القارئ بالانتباه، لأن مَن يتجاهل الخطر قد يتعرض له.
  • حتى لو كان اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل منبعه خوف صنّاع القرار الإسرائيليين من حرب مع حزب الله، فهو مبارك. كوني شخصاً نجا من حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973حرب الغفران، وانطلاقاً من معرفتي بخطيئة التكبر التي وقع فيها السياسيون والعسكريون الإسرائيليون عشية الحرب، فأنا مقتنع تماماً بأن أفضل حرب هي تلك التي لا تقع.
  • حتى تلك الحرب كان يمكن تفاديها لو أننا قبلنا بمبادرة السادات للسلام، ولم نرفضها لأسباب كثيرة ومتنوعة أراها ذات صلة في يومنا هذا: أولاً، وكما ذكرت سابقاً، الشعور بالقوة إلى حدّ الثمالة وتجاهُل قدرات العدو، وثانياً قرب موعد المفاوضات من موعد إجراء الانتخابات.
  • يجب النظر إلى الاتفاق مع لبنان انطلاقاً من معايير واضحة: هل منع الاتفاق مواجهة مسلحة كان من شأنها، بتقديرات العديد، أن تلحق ضرراً كبيراً بالجبهة الداخلية المدنية الإسرائيلية حتى ولو انتصرنا؟ وهل يساهم الاتفاق في دعم أمن إسرائيل أم يعرّضه للخطر؟ هل إيجاد توازُن رعب بين منصتيْ استخراج النفط قادر على أن يتحول إلى منعطف لاستقلال لبنان اقتصادياً والتحرر من اعتماده المفرط على إيران؟ إذا كان الجواب إيجاباً عن تلك الأسئلة، فيجب الأخذ بالاتفاق بكل ما أوتينا من قوة. وإذا كان "اتفاق الاستسلام" مع لبنان يساهم في أمن إسرائيل ورفاهية سكانها، أنا أدعم إبرام المزيد من "اتفاقيات الاستسلام".
  • يُقرّ معظم معارضي الاتفاق بأنهم لم يقرأوا حرفاً واحداً منه. هم على استعداد لجرّ إسرائيل نحو حرب ستتسبب بأضرار كبيرة، فقط لأنهم اشتموا رائحة سيئة خلال عملية المفاوضات. لذلك، أقول للسادة المعارضين: يحبَّذ أن تُبقوا أنوفكم مسدودة، ودعكم من العملية وادعموا ما يحمي إسرائيل من حرب طاحنة.
  • بالإضافة إلى ذلك، يرعبني سماع التصريحات التي يطلقها مسؤولون حاليون وسابقون في المعارضة، لأنها تعيد لي ذكريات الأيام التي كنت فيها متحدثاً باسم حزب العمل برئاسة رابين، والتي تضمنت استخداماً متكرراً لمصطلح "خائن" ومشتقاتها وكل ما يدور في فلكها، والجملة الساحقة مثل "لا سلطة لديك". يغال عمير ترجم تلك الكلمات إلى ثلاث رصاصات قتلت رئيس الوزراء "الخائن" الذي "لم تكن لديه سلطة".
  • ملاحظة أخيرة لقادة الاتفاق لا تبالغوا في استخدام تعابير كـ"اتفاق تاريخي" وغيرها. إذ مهما كانت إيجابيات هذا الاتفاق، فإن استخدام تلك التعابير الرنانة سيقلل من ثقة الرأي العام بها. تذكروا قصة الرئيس المنتخَب الذي جاء في خطابه: ارفعوا الصوت عالياً لأن الحجة غير مقنعة. إن مبررات هذا الاتفاق في جوهرها مقنعة جداً، فلا حاجة إلى رفع الصوت عالياً.

 

 

المزيد ضمن العدد