على كتلة " فقط لا لبيبي" أن تقرر: هل العرب هم مواطنون، أم عمال سنكرية؟
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- نسبة الاقتراع المنخفضة المتوقعة في المجتمع العربي تخلق ضغطاً متزايداً ومحقاً تماماً في معسكر "فقط لا لبيبي" عموماً، ولدى الأحزاب العربية خصوصاً. قبل أسبوعين من الانتخابات، تتأرجح نسبة الاقتراع المتوقعة في المجتمع العربي بين 40% و45%. وحتى الآن، لم تعثر الأحزاب العربية على طريقة لتغيير الاتجاه، وخصوصاً وسط المترددين بين المشاركة في الاقتراع أو الاستسلام، إلى اللامبالاة، وعدم الثقة بالمرشحين.
- في كتلة التغيير عموماً، وفي الأحزاب العربية خصوصاً، يتوجهون من جديد إلى الجمهور العربي بكلام سبق أن سُمِع في كل المعارك الانتخابية الأخيرة: هذه الانتخابات مصيرية، ومصير الناخبين (وخصوصاً العرب) على المحك إلخ. لكن هذه الكليشيهات حتى الساعة تفشل في إقناع المترددين والمعارضين للاقتراع، والذين يتبنون مقولة إن خلاص الجمهور العربي لن يأتي من الكنيست. وكدليل على ذلك، هم يتذكرون أنه حتى عندما وصل تمثيل الأحزاب العربية إلى ذروة الـ15 مقعداً لم يحدث أي تغيير حقيقي؛ وكذلك وجود القائمة العربية الموحدة (راعام) في الحكومة، لم يؤدّ إلى تغيير جوهري في علاقة الدولة بالجمهور العربي، باستثناء بعض التحسينات المالية والمدنية؛ وأكثر من ذلك انضمام راعام إلى الحكومة، الذي كان من المفترض أن يتسرب إلى الوعي في إسرائيل ويقرّب بين اليهود والعرب، خلق اتجاهاً معاكساً: عملياً، الذي صعد في الاستطلاعات ويهدد بأن يكون القوة الثالثة في الكنيست، من حيث الحجم، هو نقيض التقارب والعيش المشترك - إيتمار بن غفير.
- يبدو أن الجمهور العربي يلاحظ نقطة تحاول أغلبية الأحزاب الصهيونية التقليل من أهميتها: دعوة "كتلة التغيير" الجمهور العربي إلى التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع، المعطوفة على كلام من نوع "الدفاع عن الديمقراطية وسلطة القانون" وغيرها، المقصود منها في الواقع محاولة واضحة من الكتلة للتخلص سياسياً من رجل واحد اسمه بنيامين نتنياهو. وعلى الرغم من أن نتنياهو يجسّد وسط كتلة "فقط لا لبيبي" خطراً على الديمقراطية، فإن الجمهور العربي لا يخاف من ذلك، لأن العلاقة التمييزية التي يُعامَل بها الجمهور العربي لا علاقة لها بنتنياهو فقط، بل بالنظرة التي تسود التيار الأساسي في الجمهور اليهودي.
- ومن بين الادعاءات السائدة، إذا لم ينجح نتنياهو هذه المرة أيضاً في تأليف حكومة، فإن حياته السياسية ستنتهي - وبهذه الطريقة ستُفتح السدادة، وسيُطرح على الطاولة خيار تأليف حكومة واسعة بمشاركة الليكود. وهذا الادعاء، تحديداً، يعبّر عن المشكلة التي تُقلق الجمهور العربي. فإذا حدث ذلك، لن تكون مفاجِئةً رؤية أشخاص، مثل جدعون ساعر وزئيف إلكين وحتى أفيغدور ليبرمان، يعودون إلى الليكود تحت الذريعة المعهودة "مصلحة الدولة". وحتى بني غانتس ويائير لبيد، فإنهما سيعتبران الليكود خياراً مثالياً لتأليف حكومة من دون نتنياهو.
- لكن هذه الصيغة لها مغزى واحد - إذا خرج المواطنون العرب للاقتراع بكثافة، فسيقومون بعمل السنكرية، إذ يكون المطلوب منهم فتح ما هو مسدود، ثم الرحيل. جميع قادة الأحزاب العربية يدركون ذلك، يشمل ذلك منصور عباس وأيمن عودة وأحمد الطيبي، كلهم يفهمون ذلك جيداً. هم يدركون أنه بعد الانتخابات، حتى ولو قاموا بما هو مطلوب منهم، من المحتمل أن يجدوا أنفسهم خارج دائرة التأثير.
- لكن على الرغم من هذا كله، فإنه لا يزال لدى زعماء الأحزاب العربية سبب للتشجيع على الاقتراع من أجل زيادة التمثيل العربي في الكنيست، والأمل بأن هذا سيفتح باباً نحو التغيير في المستقبل. وإذا كانت كتلة التغيير لا تزال تطمح إلى تغيير حقيقي، وليس إلى تغيير تجميلي، فيتعين على أعضائها التوجه إلى المواطنين العرب الذين يتطلعون إلى شراكة حقيقية. هم لا يريدون أن يكونوا أداة لإبعاد نتنياهو فقط. إذا كنتم تريدون تشجيع الاقتراع في المجتمع العربي، فيجب أن تقرروا ما هي مكانة العربي في نظركم: هل هو مواطن، أو سنكري؟