افتحوا لهم أيضاً باب الهجرة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • بعد ثمانية أشهر على موجة اللاجئين الكبيرة من أوكرانيا، في أعقاب الغزو الروسي، تبرز اليوم موجة جديدة، هذه المرة من الشبان الروس الذين يغادرون بلدهم، خوفاً من تجنيدهم في الجيش وإرسالهم إلى الجبهة الأوكرانية.
  • ونظراً إلى كون إسرائيل من بين الدول القليلة التي لا يزال لديها علاقات طيران مع روسيا بسبب الأصل اليهودي للعديد من الروس، فقد تحولت بصورة طبيعية إلى هدف لعبور مئات المجندين المحتملين الذين يفرون للحفاظ على حياتهم. ووفق تقرير ليزا روزوفسكي وبار بيليغ في "هآرتس"، فإن جزءاً من مئات الشبان الروس الذين وصلوا إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة، رُفض دخولهم. والبعض الآخر الذي نجح في الدخول، لا يزال يواجه خطر إعادته إلى روسيا. وما يجري هنا هو عودة إلى تطبيق السياسة المتشددة لوزيرة الداخلية أييلت شاكيد حيال لاجئي الحرب في أوكرانيا. يُضاف هذا النهج إلى قائمة طويلة من الإخفاقات الأخلاقية في السياسة الإسرائيلية "الحيادية" التي تجلت في الرفض المستمر لتقديم مساعدة جدية ومهمة إلى أوكرانيا، التي تقاتل دفاعاً عن وجودها كدولة مستقلة.
  • في إسرائيل، يعلمون بأن المواطن الروسي الذي سيُجنَّد في الجيش، بحسب الأوامر الجديدة التي أصدرها الكرملين، سيضطر إلى المشاركة في حرب دموية سقط فيها العديد من الجنود الروس. كما وُثّقت في مناطق الاحتلال آلاف الحوادث بشأن وقوع جرائم حرب منهجية ضد المواطنين الأوكرانيين. إن مساعدة رافضي المشاركة في مثل هذه الحرب هي بمثابة إنقاذ للأرواح، وأيضاً هي واجب أخلاقي، وخصوصاً حيال تصاعُد التهديدات من الطرف الروسي باستخدام سلاح نووي تكتيكي ضد أوكرانيا.
  • إن المواطن الذي يرفض التجنُّد في جيش بلاده الذي يرتكب جرائم حرب، من حقه المطالبة بوضع لاجىء والحصول على لجوء سياسي. ومن واجب دولة إسرائيل منحه مأوى إلى حين يتضح وضعه. لكن إلى جانب الالتزامات القانونية لإسرائيل، فإن لديها واجباً أخلاقياً، انطلاقاً من ظروف نشوئها كملاذ لليهود وأحفادهم بعد المحرقة. لا يزال يهود روسيا يحملون معهم ذكرى قرار تجنيدهم في القرن التاسع عشر في جيش القيصر، الذي انتزع في بعض الحالات أولاداً في الثانية عشرة من العمر، وأجبرهم على اعتناق الديانة المسيحية.
  • وبخلاف الدول الأوروبية التي تساعد أوكرانيا بتزويدها بالعتاد العسكري، والتي من المنتظر أن تعاني في الشتاء المقبل نقصاً كبيراً في الطاقة، فإن إسرائيل ليست مضطرة إلى دفع ثمن كبير نتيجة الحرب التي فرضتها روسيا على أوكرانيا. فتحُ إسرائيل بابها أمام طالبي اللجوء الموقت - سواء كانوا أوكرانيين أو من الروس - هو أقل ما تستطيع فعله، وما يجب أن تفعله.