من دون "بلد"، سيكون من الأسهل على الطيبي وعودة المشاركة الفاعلة في الحكومة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • منذ سنة 1995، يعرّف حزب التجمع الديمقراطي (بلد) نفسه حيال القائمة المشتركة بأنه "حزب علماني وديمقراطي" يريد تحويل إسرائيل إلى دولة لكل مواطنيها. وكان هذا كافياً كي يحصل من المحكمة العليا، أكثر من مرة، على أمر يمنع تنحيته عن الانتخابات، بعد استبعاده من جانب كل لجان الانتخابات في الكنيست، بسبب محاولاته التآمر والتشاجر مع دولة إسرائيل.
  • إذا تحققت التوقعات، ولم يتمكن "بلد" من اجتياز نسبة الحسم في الانتخابات المقبلة، واختفى من الحياة السياسية، من المتوقع أن نشهد مجدداً حملة معادية لإسرائيل تتهمها بـ "إقصاء العرب في إسرائيل عن السياسة الإسرائيلية"، بينما ما حدث في حقيقة الأمر هو انعكاس لعمليات عميقة كانت تغلي في داخل دولة إسرائيل منذ وقت طويل.
  • وهذا يثبت أن العرب في إسرائيل يتبنّون بصورة أقل الأيديولوجيا المدمرة التي عفا عنها الزمن، والتي يدفع بها حزب "بلد" بقوة، من دون أن يحقق نجاحاً. وهذا يثبت أن العرب في إسرائيل يسعون، أكثر فأكثر، للاندماج في النسيج الإسرائيلي. إن اختفاء "بلد" من ناحية، ومن ناحية ثانية، البراغماتية التي تُظهرها القائمة العربية الموحدة (راعام)، يمكن أن يفتحا نافذة أمام الأحزاب الأُخرى، مثل حزب تعل برئاسة أحمد الطيبي، أو حداش برئاسة أيمن عودة، إلى المزيد من المشاركة وتحمُّل مسؤولية أكبر حيال المواطنين العرب في إسرائيل.
  • وما نشهده حالياً هو أن العمليات العميقة التي تحدث في داخل المجتمع الإسرائيلي بدأت تتجلى أيضاً في التغيير في نظرة الزعماء السياسيين، سواء من اليمين أو من اليسار، وخصوصاً في المجتمع العربي. إن الحياة بحد ذاتها والشراكة في المواطَنة في مجالات العمل وفي نواحٍ واسعة النطاق من الحياة اليومية تنجح في التأثير في الموقف الأيديولوجي للمجتمع العربي، ويبرز هذا الأمر لدى الزعماء السياسيين.
  • تصريحات منصور عباس العلنية كانت قبل تأليف الحكومة السابقة تعبّر عن استعداده للتركيز على الدفع بموضوعات مدنية واجتماعية مُلحة في المجتمع العربي، بعيدة جداً عن الواقع الموجود على الأرض، حيث كان الجزء الأكبر من أعضاء الكنيست في تعل وفي حداش يهاجمون دولة إسرائيل، ويعملون ضد التعاون المدني الذي يهدف إلى تحسين حياة السكان العرب. ومن أجل إتاحة مشاركة حزبيْ تعل وحداش، في حال أبديا رغبتهما في ذلك، سيكون عليهما التركيز على قضايا داخلية - عربية من أجل مصلحة ناخبيهم، والحرص على رخائهم واندماجهم على المستوى المدني، وخفض الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وتشجيع الثورة والفوضى داخل المجتمعيْن العربي والإسرائيلي.
  • أحزاب تعل وحداش وراعام تعلمت قواعد اللعبة، ومن الآن فصاعداً، ستحاول مواصلة اللعب داخل المرمى السياسي. من دون وجود حزب "بلد"، سيكون من الأسهل على هذه الأحزاب، وبالأساس بسبب الضغط من الأرض، ليس فقط تشكيل كتلة مانعة، بل أيضاً المشاركة الفاعلة في الحكومة.

 

 

المزيد ضمن العدد