من الجيد إلقاء لبيد خطابه: هذه الانتخابات ستكون استفتاء على حلّ الدولتين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

  • في سنة 2009، وقف رئيس الحكومة الإسرائيلية، آنذاك، بنيامين نتنياهو في جامعة بار إيلان وقال الكلمات التالية: "أتوجه إليكم جيراننا الفلسطينيين، بقيادة السلطة الفلسطينية، وأقول: تعالوا لنبدأ المفاوضات فوراً، من دون شروط مسبقة، وإسرائيل ملتزمة بالاتفاقات الدولية، وتتوقع من كل الأطراف الأُخرى الوفاء بتعهداتها. نريد أن نعيش معكم بسلام وحُسن جوار. نريد ألّا يشهد أولادكم وأولادنا حرباً بعد الآن، وألّا يعيش الأهل والأبناء والأخوة فجيعة الفقد؛ وأن يحلم أولادنا بمستقبل أفضل، وتحقيقه."
  • في هذا الخطاب، عرض نتنياهو حل الدولتين، دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل. وفي سنة 2016، وعلى منبر الأمم المتحدة، كرر كلامه وقال أنه لا يزال يلتزم برؤيا الدولتين. وبالأمس، كرر رئيس الحكومة الحالي يائير لبيد في الجمعية العامة للأمم المتحدة هاتين الكلمتين: حل الدولتين.
  • لم يتغير الكثير بين سنة 2009 والآن، باستثناء الكثير من الدم الذي سُفك هنا. فعدد القتلى من الإسرائيليين والفلسطينيين مخيف، وآلاف القبور حُفرت بين البحر والنهر خلال جولات العنف، وفي المواجهات، وفي إطلاق الصواريخ، وفي القصف والهجمات. وفي الجنازات يتعمق اليأس من السلام، ولا يزال هناك كثيرون يحاولون إقناعنا بعدم وجود خيار آخر، وبأن الدم المسفوك لا مفرّ منه، وكذلك الدم الذي سيُسفك اليوم وغداً. هذا كذب وتضليل.
  • يوجد احتمال آخر. الشخصيتان المركزيتان في السياسة الإسرائيلية، نتنياهو ولبيد، يعرفان أن حل الدولتين هو الحل الوحيد القادر على إنهاء العنف. أيضاً بني غانتس وميراف ميخائيلي وزهافا غالئون ومنصور عباس وأيمن عودة-يؤيدون الحل. كذلك الأغلبية الساحقة من الجنرالات الذين أنهوا خدمتهم العسكرية، والذين يشرحون أن هذا هو السبيل الوحيد من أجل مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين. وهذا يعني أن هناك إجماعاً داخل اليسار والوسط، وأيضاً في اليمين، والمطلوب فقط زعيم يضع هذا الحل موضع التنفيذ. ويوجد أيضاً إجماع في الجانب الفلسطيني، حتى ولو أنه شهد تراجعاً في العشرة أعوام الأخيرة، في ضوء الجمود واليأس السائديْن هناك.
  • خطاب لبيد يمكن أن يشكل انعطافة في وقت تبدو المعركة الانتخابية حتى الآن مشغولة بـ نعم لنتنياهو، ولا لنتنياهو. هذه الانعطافة يمكن أن تعيد النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني إلى الخطاب العام، وهو الموضوع الأكثر أهميةً وإلحاحاً. الانتخابات المقبلة يجب أن تعالج الحل السياسي، ومَن يريد أن ينتخبه الجمهور، عليه أن يقدم بديلاً من الجمود السياسي وحلقة الدماء التي نحن عالقون فيها.
  • إذا كان لبيد يرى نفسه زعيماً للوسط -اليسار، فهذا هو الخط الذي يجب أن يقوده. وحكومة برئاسته تضم كل أحزاب الوسط -اليسار والأحزاب العربية، يمكن أن تحقق تغييراً. في المقابل، سيتورط نتنياهو بائتلاف مع إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، ولن يعود إلى الكلام الذي قاله في سنة 2009، على الرغم من أنه من الواضح له عدم وجود حل آخر. من الممكن التوصل إلى السلام، إذا قامت قيادة شجاعة بتوقيع اتفاق يتضمن إخلاء مستوطنات وقيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل. وإلى أن تأتي قيادة من هذا النوع، سيظل الناس الذي يعيشون بين النهر والبحر يدفعون الثمن من حياتهم.