لبيد في الأمم المتحدة: معظم الإسرائيليين يؤيدون حل الدولتين شرط ألا يكون مصدراً لتهديد أمن إسرائيل وسكانها
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد إنه ومعظم الإسرائيليين يؤيدون حل الدولتين، شرط ألّا يكون مصدراً لتهديد أمن إسرائيل وسكانها، وشدّد على أنه سيسعى لتحقيق السلام مع الفلسطينيين، بما يضمن أمن إسرائيل.

وجاءت أقوال لبيد هذه في سياق كلمة ألقاها الليلة الماضية أمام الدورة السنوية الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، وأكد فيها أيضاً أن "القوة الاقتصادية والعسكرية تسمح لإسرائيل بحماية نفسها، لكنها تتيح لها أيضاً شيئاً آخر هو السعي من أجل السلام مع العالم العربي بأسره، ومع أقرب جيرانها-الفلسطينيين"، مشيراً إلى أن "الاتفاق مع الفلسطينيين على أساس دولتين لشعبين هو الشيء الصحيح لأمن إسرائيل واقتصادها ومستقبل أطفالها."

وأضاف لبيد: "إن السلام ليس حلاً وسطاً، بل القرار الأكثر شجاعة الذي يمكننا اتخاذه. والسلام ليس ضعفاً، بل يجسّد القوة الكاملة للروح البشرية. إن الحرب هي الاستسلام لكل ما هو سيئ في داخلنا، والسلام هو انتصار لكل خير."

وتابع لبيد: "على الرغم من كل العوائق، فإن أغلبية كبيرة من الإسرائيليين لا تزال اليوم تؤيد رؤية حل الدولتين، وأنا واحد منهم. لدينا شرط واحد فقط: أن تكون الدولة الفلسطينية المستقبلية دولة سلمية، ألّا تصبح قاعدة إرهاب أُخرى يمكن من خلالها تهديد رفاهية إسرائيل وأمنها ووجودها، وأن تكون لدينا القدرة على حماية أمن جميع مواطني إسرائيل في كل الأوقات."

وتطرّق لبيد إلى إيران، فقال إنها تشن حملة كراهية وتهدّد دائما بتدمير دولة إسرائيل، وأكد أنه في حال تمكُّن إيران من الحصول على سلاح نووي، فسوف تستخدمه؛ وخاطب زعماء دول العالم قائلاً: "إن التهديد النووي الإيراني يهدد إسرائيل ويهددكم، وأنتم تنكرون ذلك."

وأثارت أقوال لبيد هذه ردات فعل واسعة في الحلبة السياسية الإسرائيلية.

وقال رئيس حزب الليكود وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو إن لبيد يعيد الفلسطينيين إلى مقدمة المنصة الدولية، ويُدخل إسرائيل إلى الحفرة الفلسطينية. وأشار إلى أن إيران تسير بسرعة نحو اتفاق نووي يعرّض قيام دولة إسرائيل للخطر، وإن لبيد لا يحرك ساكناً منذ أكثر من عام.

واتهم نتنياهو لبيد بتعريض مستقبل إسرائيل للخطر، وقال إن كلمته في الأمم المتحدة كانت مليئة بالضعف والهزيمة وإحناء الرأس.

وقال عضو الكنيست يوآف غالانت، من الليكود، إن لبيد، بصفته رئيساً لحكومة انتقالية، لا يحق له إقامة دولة فلسطينية في قلب أرض إسرائيل.

وأكد عضو الكنيست رئيس حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش أن معنى تصريحات لبيد بشأن حل الدولتين هو السعي لتقسيم أرض إسرائيل.

في المقابل، وصف سفير الولايات المتحدة في إسرائيل توم نيدس دعم لبيد لحل الدولتين بأنه شجاع. وقال إن التعايش هو أفضل طريق للمضي قدماً.

وكان لبيد تعرّض لانتقادات من داخل ائتلافه الحكومي، بعد نشر تقارير صحافية تحدثت عن أنه سيُبدي موقفاً داعماً لحل الدولتين خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. فقد تحفّظ رئيس الحكومة البديل نفتالي بينت عن موقف لبيد هذا، وقال إن حل الدولتين أصبح غير منطقي وغير معقول.

وقالت وزيرة الداخلية أييلت شاكيد إنها تحدثت مع لبيد وأوضحت له أنه إذا أبدى دعمه لحل الدولتين، فإن ذلك الموقف سيكون موقفه هو، ولن يمثل موقف الحكومة.

وأكد وزير المال أفيغدور ليبرمان أن الحديث عن إقامة دولة فلسطينية، بينما تستمر موجة "العمليات الإرهابية"، وتسمع تصريحات فضائحية من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في برلين، يُعتبر رضوخاً لـ "الإرهاب".