حلقة الدماء والكراهية لن تتوقف لأن لا أحد يحاول إيقافها
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

 

  • الحر الشديد بدأ ينخفض، لكن الغليان لا يزال مستمراً: أمنياً، واجتماعياً، واقتصادياً، وسياسياً. يأتي خريف 2022 في ظل أزمة المناخ العالمية، وبعد أزمة وجودية عالمية عقب سنوات الكورونا القاتلة، ومع مزيد من عدم اليقين. بعد 43 يوماً، ستجري الانتخابات، والتعادل بين الكتل قد يستمر ويهدد بإجراء انتخابات سادسة.
  • في وسائل الإعلام، يدور جدل بشأن ما إذا كان انشقاق "حداش" [الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة] وتعل [الحركة العربية للتغيير] عن بلد [التجمع الوطني الديمقراطي] سيؤدي إلى زيادة عدد المقاعد التي سيحصل عليها بنيامين نتنياهو، أم أنه سيخدم اليسار-الوسط، وسيوقظ الناخبين العرب النائمين أو اليائسين، ويزيد  في قوة الأحزاب العربية غير المتشددة، وطرد بلد من الكنيست، ويساهم في كبح جماح اليمين والمتطرفين، ويزيد في اندماج العرب في المجتمع الإسرائيلي، والمشاركة في السلطة، والتوصل إلى نوع من إجماع وطني لا ثنائي القومية.
  • لكن في هذه الأثناء، تواصل قواتنا أعمال القتل، واعتقال مشتبه فيهم وهدم منازلهم، ومطالبة السلطة الفلسطينية الضعيفة وأبو مازن بالعودة إلى السيطرة على شمال الضفة، وإذا لم يجرِ ذلك، فإن "الجيش الإسرائيلي سيشن عملية عسكرية واسعة"، كما هدد المراسل العسكري نير دبوري في القناة 12، قد تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الإصابات، وثمة شك في أنها ستحل المشكلة.
  • حلقة الدماء والكراهية لن تتوقف، لأنه لم يحاول أحد إيقافها. لا يوجد حزب يطرح مثل هذا الهدف في حملته، أو في برنامجه الأيديولوجي. أيديولوجيا نتنياهو تقوم على استعادة عائلته السلطة، وعلى وعود وأكاذيب وتهديدات وتملُّق وترهيب، والتخلص من تهديد المحاكمة، وهذا كل شيء. غانتس الذي اجتمع مرتين بأبو مازن، يتحدث، كحد أقصى، عن الانفصال عن الفلسطينيين، وعن إعطائهم "أقل من دولة" في المستقبل.
  • غانتس مشغول بمحاربة أعداء لا حصر لهم في المناطق، حيث يزداد غليان الشباب الفلسطينيين الذين ليس لديهم ما يخسرونه، بينما يدفع الإيرانيون بالسلاح والمال إلى الجهاد الإسلامي و"حماس" ويطالبون بنتائج؛ في الشمال يهدّد نصر الله، باسم إيران، اتفاق الغاز البحري مع الحكومة اللبنانية، وهناك بالطبع التهديد الإيراني نفسه والاتفاق النووي الآخذ في الابتعاد. يبدو لبيد رئيساً جيداً للحكومة في ظروف صعبة، لكنه يتجاهل تماماً السؤال والحاجة (الموجودان منذ عدة أعوام) إلى أن يضع أهدافاً ومبادئ مع شركائه في الحملة الانتخابية، وعلى رأسها وقف دائرة الدماء والاحتلال، والتوصل إلى تفاهمات مع الفلسطينيين. ليس لحزب "يوجد مستقبل" أيديولوجيا صالحة.
  • المؤرخ البروفيسور يغآل عيلام وصف "أنصار الوسط بأنهم يحملون هوية اليمين"، وكأنهم يريدون البقاء من دون هوية واضحة، ومن دون هوية حقيقية." لبيد وغانتس، إن الجميع يعرف أنه في نهاية المعركة الانتخابية يجب عليكما بذل جهد سياسي، لذا، عليكما عدم الخوف من ردود نتنياهو الحاقدة. يتعين عليكما تقديم هوية واضحة، وتبنّي مبادئ وأهداف-على رأسها المضي قدماً نحو حل المشكلة الفلسطينية. يجب اعتبار هذا الهدف، علناً، كهدف له الأولوية، والسعي لإجراء استفتاء عام بشأن الموضوع.
  • صحيح أن الأغلبية الإسرائيلية المشوشة تمنح نتنياهو أغلبية 46%، وتعتبره الشخص الأكثر ملاءمة لتولّي رئاسة الحكومة، لكن 65% يطالبون بفرض التعليم الأساسي على الحريديم، بعد أن وعد بنيامين نتنياهو المؤسسات التعليمية الحريدية بالمليارات، من دون تطبيق التعليم الأساسي. أعتقد أن الأغلبية في الاستفتاء ستكون ضد حلقة الدم والعنف التي لا تنتهي.