أوباما ليس ساحراً ولا يمكنه حل مشكلات الولايات المتحدة كلها
تاريخ المقال
المصدر
- اعتاد الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مناسبات كثيرة، اقتباس الرئيس الأميركي الأسبق ليندون جونسون، الذي قال ذات مرة لمستشاريه: "إن كل يوم إضافي في البيت الأبيض يؤدي إلى خسارة مزيد من الناخبين والمؤيدين". وعلى ما يبدو، فإن هذا هو ما يحدث عندما يقوم الرئيس بتحريك عمليات سياسية واقتصادية ـ اجتماعية كبيرة واتخاذ قرارات حاسمة، كما كان متوقعاً من أوباما باعتباره داعية للتغيير، وحائزاً على تفويض بتغيير الاتجاه العام برمته في الولايات المتحدة.
- وعلى الرغم من أن أوباما يظهر بمظهر المتردد، أو الذي يدرس البدائل ويتروى في اتخاذ القرارات، إلا إن الخط الاستراتيجي الذي اتبعه منذ بداية ولايته كان واضحاً للغاية، وفحواه معالجة سلسلة من الموضوعات الكبيرة معاً، بدءاً بإصلاح الجهاز الصحي وتقديم الحوافز إلى جهاز البنوك، مروراً بترميم سوقي الاعتمادات المالية وقروض الإسكان وإنقاذ صناعة السيارات، وانتهاء بالحرب في أفغانستان.
- لكن ما يتبين الآن هو أن أوباما ليس ساحراً، ولا يمكنه أن يتحكم جيداً في هذه العمليات كلها، فضلاً عن أن قدرته على المناورة محدودة. وقد أدى هذا كله إلى هبوط شعبيته في استطلاعات الرأي العام، فنسبة تأييده مثلاً في 20 كانون الثاني/ يناير 2009 كانت 67%، أمّا الآن فقد انخفضت إلى 49.9%.
- إن الدلالة السلبية المترتبة على انخفاض شعبية أوباما كامنة في أن مصدر معظم التأكل في تأييده هو بين صفوف الناخبين الذين يعرّفون أنفسهم بأنهم "مستقلون"، وهؤلاء هم الذين وقفوا وراء انتصاره الكاسح في الانتخابات الرئاسية في سنة 2008. ويبدو أنهم بدأوا بالابتعاد عنه في الآونة الأخيرة، كما أنهم السبب الرئيسي وراء فوز مرشح الحزب الجمهوري لمجلس النواب عن ولاية ماساتشوستس، خلال الانتخابات التي جرت أول من أمس، والذي من شأنه أن يهدد الإصلاح الصحي الذي يحاول أوباما تمريره في مجلس النواب.
- من ناحية أخرى، فإن تأكل أو استمرار التأييد لأوباما يبقى مرهوناً بممارساته السياسية وثمنها السلبي أو الإيجابي، ولذا، فمن السابق لأوانه نعيـه منذ الآن. في الوقت نفسه، فإن نسبة التأييد التي يحظى بها، ما زالت مرتفعة جداً وشبيهة بنسبة التأييد التي حظي بها كل من الرئيسين السابقين رونالد ريغان (1982) وبيل كلينتون (1994)، واللذين انتخبا لولاية ثانية.