نتنياهو يحمّل المعارضة والتظاهرات ضد الانقلاب القضائي مسؤولية التصعيد الأمني
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

عقد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مساء الإثنين مؤتمراً صحافياً في قاعدة الكرياه في تل أبيب، حمّل خلاله المعارضة والتظاهرات ضد الانقلاب مسؤولية التصعيد الأمني. واستهلّ نتنياهو كلامه بالقول: "دولتنا تتعرض الآن لهجوم إرهابي، وهذا الهجوم لم يبدأ الآن." وعدّد مجموعة من العوامل اتهمها بالمسؤولية عمّا آل إليه الوضع، مشيراً أولاً إلى الحكومة السابقة التي وقّعت اتفاق الغاز مع لبنان، وادّعى أن عدد الهجمات تضاعف خلال ولايتها، قائلاً: "لقد وقّعت الحكومة اتفاق الغاز مع حزب الله، ومن خلاله تخلّت عن مخزون الغاز للعدو من دون أي مقابل، ووعدت بأن اتفاق الخنوع هذا سيُبعد المواجهة مع هذا التنظيم "الإرهابي". ما حدث هو العكس تماماً. الهجمات ازدادت، والردع تضرر."

وبحسب نتنياهو، المسؤولون الآخرون عن التصعيد هم المتظاهرون ضد الانقلاب القضائي. ومما قاله نتنياهو: "للأسف، الردع تضرر أكثر بكثير عندما فسّر أعداؤنا الدعوات إلى رفض الخدمة في الأشهر الأخيرة بأنها ضعف في الحصانة الوطنية." وأضاف: "عندما وضعت رئيس المعارضة يائير لبيد في صورة مستجدات الوضع الأمني، سألته عن تصريحه بأن دولة إسرائيل تنهار، وكيفية استقبال أعدائنا لمثل هذا الكلام؟ أعداؤنا يسمعون ويرون كل شيء، ويكتبون ما يؤمنون به. هم يؤمنون بهجمات 'إرهابية' متزامنة من لبنان وسورية وغزة."

وتابع نتنياهو: "لقد ظنّ أعداء إسرائيل أن الدعوة إلى رفض الخدمة هي الفرصة الملائمة،" لكنهم في رأيه أخطأوا، فالحكومة برئاسته ستصحح الأضرار التي ورثتها، وشدد: "نحن نحارب إرثاً ورثناه، إذ يعتقد أعداؤنا أننا دولة تتفكك، ولقد سمعوا ذلك من أشخاص على معرفة بدولة إسرائيل."

أما بشأن إقالة وزير الدفاع غالانت، فقال نتنياهو إنه قرر ترك الخلافات جانباً، مشيراً إلى أنه يعمل معه في كل الجبهات لمواجهة التحديات الأمنية،" ودحض نتنياهو مقولة إن ابنه يائير شارك في قرار إقالة غالانت، قائلاً: "هذه مبالغة وكلام لا أساس له. أنا مَن يتخذ القرارات."

وتطرّق نتنياهو إلى قرار إنشاء حرس وطني برئاسة بن غفير، فقال: "الحرس لن يكون ميليشيات تابعة لأحد، بل سيكون جهازاً أمنياً منتظماً وحرفياً تابعاً للمؤسسة الأمنية."

وردّ رئيس المعارضة يائير لبيد على كلام نتنياهو، فكتب على تويتر: "في الوقت الذي يواصل أعداؤنا تدفيعنا ثمناً باهظاً من الأرواح العزيزة، ودم أشقائنا وشقيقاتنا يُسفك في الشوارع، يفقد رئيس الحكومة السيطرة أمام الأمة." وأثنى لبيد على قرار إلغاء إقالة وزير الدفاع، مشيراً إلى أنه "حان الوقت لكي يتوقف نتنياهو ووزراؤه عن التباكي، وأن يتحملوا أخيراً المسؤولية." من جهته، علّق رئيس المعسكر الرسمي بني غانتس على كلام نتنياهو بالقول إن "التباكي لا يبني زعامة". وصرّح رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان بأن رئيس الحكومة أثبت أنه لا يصلح للمنصب. ورأى رئيس الحكومة السابق نفتالي بينت أن خطاب نتنياهو هو خطاب مُخزٍ. وأضاف: "لقد ورثت من نتنياهو دولة تشتعل، وأورثته حكومة شهدت أكبر هدوء في غلاف غزة. عدونا رفع رأسه لأنه يرى حكومة جديدة مضطربة ومختلة."

وفور انتهاء نتنياهو من مؤتمره الصحافي، خرجت تظاهرات ضده في شارع كابلن في تل أبيب، حيث جرى إغلاق الشارع لبعض الوقت وتوقيف عدد من المتظاهرين بتهمة الإخلال الأمن.