الحكومة والمعارضة نسيتا أن الجيش الإسرائيلي ليس مستعداً لحرب شاملة
تاريخ المقال
المصدر
- ليس هناك أبشع من تصريحات المستوى السياسي - والأمني الفارغة بشأن الجهوزية في جميع القطاعات في مواجهة أي توتر قد يحدث. فمؤخراً، أعلن وزير المال بتسلئيل سموتريتش أن دولة إسرائيل لن تسكت عن الهجمات ضد مواطنيها، وأن أعداءها سيندمون على ذلك. كما أن رئيس حزب أزرق أبيض، رئيس الأركان ووزير الدفاع السابق بني غانتس، الذي ألقى مؤخراً خطاباً عن جهوزية الجيش، هو أول المسؤولين عن عدم هذه الجهوزية للحرب المقبلة المتعددة الجبهات.
- عندما كان رئيساً للأركان قرر غانتس تقليص أعداد مئات الدبابات ووحدات أُخرى من سلاح البر، بعد أن جرى وضع خط أحمر ممنوع أن يتخطاه. وخلال فترة ولايته ازداد التهديد على إسرائيل بمستويات لم نعرفها من قبل: إسرائيل محاطة بآلاف الصواريخ والقذائف، وعشرات الآلاف من المقاتلين المجهزين بالسلاح المضاد للدبابات وبالمدفعية، وميليشيات شيعية موالية لإيران تزداد قوة في سورية واليمن والعراق.
- تبدو الجهوزية العملانية للجيش وللجبهة الداخلية في حالة من الضعف المستمر؛ فسلاح البر وسلاح الاحتياط لم يتدربا وفقدا مهارتهما. كما سمح غانتس لرئيس الأركان أفيف كوخافي الذي حل محل غادي أيزنكوت بالاستمرار في تقليص سلاح الاحتياط، بالإضافة إلى النقص في التدريبات، وهو ما أدى إلى إضعاف الجيش وعدم قدرته على العمل كما يجب في الحرب المقبلة المتعددة الجبهات. بعمله هذا نسي غانتس أن الحروب لا نربحها بالشعارات، إذ من المحتمل أن نواجه حروباً إقليمية قد تتعرض خلالها الجبهة الداخلية في إسرائيل إلى إطلاق 3500 صاروخ وقذيقة ومسيرة يومياً، الأمر الذي قد يتسبب بتدمير مئات المواقع يومياً ويوقع خسائر كبيرة ودماراً مخيفاً.
- وحتى لو نجح سلاح الجو في إصابة بنك أهدافنا في لبنان فإن هذا سيكون مثل نقطة في بحر مقارنة بحجم القوة الموجودة لدى أعدائنا ليس فقط في لبنان، بل أيضاَ لدى الميليشيات الشيعية في سورية والعراق واليمن، ولدى "حماس" والجهاد الإسلامي في غزة وفي إيران. إن إطلاق الصواريخ والقذائف والمسيرات من جانب العدو سيستمر طول أيام الحرب، بينما مخزون إسرائيل يبدو محدوداً ويمكن أن يصمد لفترة قصيرة فقط. وهذا مثال كلاسيكي على ما قامت به القيادة الرفيعة المستوى في الجيش والمستوى السياسي من ذر الرماد في عيون الجمهور، وبدلاً من إعداد الجيش للحرب فهم ينشغلون بالشكل لا بالجوهر.
- وجدت إسرائيل نفسها أمام معضلة صعبة تتمثل بكيفية الرد على إطلاق الصواريخ من لبنان ومن غزة وسورية في عيد الفصح. لكن المستوى السياسي نسي أن إطلاق هذه الصواريخ هو بمثابة تجربة للأدوات مقارنة بالحرب المتعددة الجبهات المقبلة، التي ستُطلق فيها آلاف الصواريخ الثقيلة مع رؤوس حربية تزن مئات الكيلوغرامات، كما أن جزءاً منها صواريخ دقيقة يمكنها أن تصل إلى ميناء حيفا وغوش دان. ولن تنفع منظومة القبة الحديدية في مواجهتها، وأي رد حادٍ غير متوازن من جانب إسرائيل كان يمكن أن يؤدي إلى نشوب حرب إقليمية شاملة بينما الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية الإسرائيلية ليسا مستعدين لها.
- وبدلاً من أن نتشاجر فيما بيننا، يجب أن نقف موقفاً واحداً وراء راية الأمن القومي والفردي، وأن نعطي الطاقم الممتاز - وزير الدفاع، ورئيس الأركان والمدير العام لوزارة الدفاع - الوقت والوسائل لإعداد الجيش والجبهة الداخلية بأسرع وقت ممكن لمواجهة حرب إقليمية قد تقع عاجلاً أم آجلاً.