رئيس الاستخبارات العسكرية: "حسن نصر قد يرتكب خطأً يمكن أن يدهور المنطقة إلى حرب كبيرة"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال رئيس الاستخبارات العسكرية أهارون حليفا مساء الاثنين في مؤتمر هرتسليا في جامعة ريخمان: "إن نصر الله على وشك ارتكاب خطأ يمكن أن يدهور المنطقة إلى حرب كبيرة. " وتابع: "قصة "المخرب" في مجيدو قد تتكرر."  وفي رأيه، ثقة الرئيس السوري بشار الأسد الكبيرة بنفسه، والتي تجلت من خلال سماحه بإطلاق مسيّرة إيرانية من أراضيه "تخلق احتمالاً لتصعيد كبير في المنطقة." وأضاف أن "استخدام القوة في الجبهة الشمالية، سواء في لبنان أو سورية، يمكن أن يؤدي إلى تصعيد واشتباكات كبيرة جداً بين إسرائيل وحزب الله في لبنان."

وتطرّق حليفا إلى حادثة تفجير العبوة في آذار/مارس في تقاطُع مجيدو: "المخرب" جاء من لبنان، ووضع العبوة التي أدى انفجارها إلى إصابة مواطن إسرائيلي بجروح بليغة. ثم حاول العودة إلى لبنان. ولو انفجرت العبوة الكبيرة التي كان يحملها كما هو مخطَّط لها، لكان استدعى هذا الأمر رداً إسرائيلياً أكبر بكثير.

ورأى حليفا أن توحيد الساحات ليس كما يبدو، وقال: "توحيد الساحات لا يعني تعال لنحدد متى نشن حرباً على إسرائيل. بل هو التقاء للمصالح بين المحور الراديكالي وبين مكونات القضية الفلسطينية البعيدة عن الحل."

كما تحدث حليفا عن الخطر الإيراني، فقال: "التهديد الإيراني على إسرائيل أصبح مباشراً وموجوداً في مجالات عديدة." وأضاف: "في تقديري، لم تتخذ إيران قراراً بالقفز إلى سلاح نووي." ورأى أن على إسرائيل أن "تفحص بعمق مكانها في المنطقة، نحن قوة إقليمية، ويجب استغلال ذلك." وتابع: "الدول من حولنا تبحث عن دور إضافي وليس إيران فقط. هناك المنافسة في منطقة الخليج على الهيمنة السّنية - وتقدُّم السعودية في الأشهر الأخيرة في هذه المنافسة على القطريين والإماراتيين."

وتحدث وزير الدفاع يوآف غالانت في المؤتمر، فقال إن الموضوع الإيراني كان الشاغل الأساسي له منذ استلامه منصبه. وأضاف:" تقوم إيران في الأعوام الأخيرة بعملية سيطرة جغرافية وأيديولوجية على دول المنطقة. سورية ولبنان والعراق واليمن وقطاع غزة أيضاً. لكن النيات الإيرانية تتخطى ذلك بكثير. وفي ظل التغييرات التي تجري في الشرق الأوسط، توجهت إيران غرباً، وتحاول خلق جسر برّي من الخليج الفارسي إلى البحر المتوسط بواسطة أذرعها، وتتطلع إلى سيطرة أيديولوجية شيعية للنظام الإيراني الظلامي."

وأضاف غالانت:"منذ تولّي منصبي، تضاعف عدد الهجمات الإسرائيلية ضد الإيرانيين في سورية. وكجزء من هذه المعركة، نعمل بصورة منهجية لمهاجمة القدرات الاستخباراتية الإيرانية في سورية. وهذه الهجمات تتسبب بضرر كبير لمحاولات تمركُز الحرس الثوري الإيراني على بُعد بضعة كيلومترات من حدود إسرائيل." وتابع: "إن انضمام سورية إلى الجامعة العربية لا معنى له بالنسبة إلى إسرائيل، ما دامت سورية تُستخدم كأرض خصبة "للإرهاب" الشيعي، وتسمح لإيران وأذرعها بالعمل من أراضيها."

وأشار غالانت إلى أن إسرائيل لحظت مؤخراً نشاطات مكثفة للحرس الثوري الإيراني في البحر، عبر تحويل سفن تجارية مدنية إلى "قواعد إرهابية عائمة". وهذه السفن محملة بكل أنواع السلاح، مثل المسيّرات والصواريخ وقوات كوماندوس. وفي رأي وزير الدفاع، تنوي إيران تحويل هذه السفن إلى "قواعد إرهابية متقدمة، وبعيدة جداً عن الحدود الإيرانية." وأضاف أنه جرى رصد إحدى هذه السفن مؤخراً في خليج عدن القريب من مضيق باب المندب. ورأى غالانت "أنها سياسة مقصودة ومحددة، هدفها تهديد طرق الملاحة البحرية، عسكرياً ومدنياً، وهو استمرار للإرهاب البحري الذي تفرضه إيران في شتى أنحاء الخليج الفارسي وبحر العرب." وأضاف أن إيران تطمح إلى توسيع نشاطها الإرهابي البحري إلى الخليج الهندي والبحر الأحمر والبحر المتوسط. وختم قائلاً: "وحده التعاون الدولي وإنشاء ائتلاف ضد الإرهاب الذي تصدّره طهران، إلى جانب وضع تهديد عسكري موثوق به في مواجهة كل ساحة، سيؤدي إلى مواجهة جيدة للإرهاب الإيراني في المنطقة، براً وبحراً."