نتنياهو يستغل جلسة الكنيست لمناقشة العنف في المجتمع العربي لمهاجمة المعارضة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

عقد الكنسيت جلسة لمناقشة تفاقم العنف في المجتمع العربي، وخصوصاً بعد سقوط 80 قتيلاً في المجتمع العربي منذ بداية السنة حتى الآن. وتحدثت خلال الجلسة عضو الكنيست عايدة سليمان توما وتوجهت إلى نتنياهو قائلة: "أقام زعماء السكان العرب خارج الكنيست خيمة احتجاج على الحياة هنا، أدعو رئيس الحكومة إلى زيارتها. مئات الآلاف من المواطنين يخرجون إلى الشوارع للاحتجاج ويريدون العيش في نظام ديمقراطي، بينما نحن نصارع من أجل الحياة." وتابعت: "في دبي قُتل مواطن من مدينتي، خلال ساعتين ألقت شرطة دبي القبض على القتلة. فهل تملك شرطة دبي ما لا تملكه شرطة إسرائيل؟ تتعامل الشرطة معنا كباحة خلفية تدخل إليها لمراقبتها فقط، لا لتخدمها. مفوض الشرطة الذي يقول إنهم يقتلون بعضهم بعضاً، هل من المفترض أن يدافع عنا؟ أنت رئيس الحكومة وكل شيء يجري خلال ولايتك."

رئيس كتلة حداش - تعل أيمن عودة قال: "كوبي ميخائيل المفوض العام للشرطة قال إن القتل هو من طبيعة العرب، لكنه لم يسأل نفسه لماذا منذ  سنة 1948 وحتى سنة 2000 كانت نسبة القتلى بيننا 4.9% من مجمل عدد القتلى في الدولة. ومنذ 2004 أصبحنا نشكل 64% من القتلى في الدولة." وتابع متوجهاً بكلامه إلى نتنياهو: "هل تعلم أنه منذ سنة 1948 وحتى سنة 2008 كان عدد القتلى العرب أقل من عددهم بعد أن أصبحتَ رئيساً للحكومة منذ 2008 حتى الآن. لماذا؟ لقد خسرنا التركيبة العشائرية وليست لدينا دولة. لا يمكننا أن نبقى في فراغ... نحن نريد العيش في مجتمع من دون سلاح والذي يجب أن يكون مسؤولاً عن ذلك هو الدولة."

 ورداً على كلام أعضاء الكنيست العرب ألقى نتنياهو خطاباً قال فيه: "سمعت هنا صرخات الحقيقة من عضو الكنيست عايدة سليمان توما ومن أعضاء الكنيست العرب. وسمعت منهم أن الأمور تغيرت عبر السنوات. لقد عملت في الحكومات التي ترأستها على إنشاء تسعة مراكز للشرطة – في عرعرة وكفرقاسم والجسر وطمرة وكفركنا في الجليل الغربي وفي طيرة، بالإضافة إلى إقامة خمس نقاط أُخرى للشرطة. لكن هذا لم يرجح كفة الميزان والمشكلة التي تصفونها هي مشكلة حقيقية."

لكن نتنياهو اكتفى فقط بدقيقة واحدة لتناول هذا الموضوع لينتقل بعدها إلى مهاجمة أعضاء الكنيست من المعارضة فتحدث عن التظاهرات التي جرت ضد عضو الكنيست سمحا روتمان في جامعة تل أبيب [الذي حضر برفقة عناصر من الشرطة ومنعه الطلاب من المشاركة في ندوة في الجامعة] متسائلاً: "هل هو قانوني تهديد ممثل عن الشعب وفرض قيود على حرية حركته؟ هذا أمر جدي للغاية. وهو ليس من أجل التعددية والإصلاح بل من أجل إسقاط السلطة." وتوجه نتنياهو إلى أعضاء الكنيست من المعارضة قائلاً: "بإمكانكم أن تصرخوا قدر ما تشاؤون لكن نفاقكم بلغ عنان السماء."

وتطرق نتنياهو إلى موضوعات أُخرى فقال: "نسعى لتوسيع دائرة السلام في الشرق الأوسط. وسندفع قدماً باتفاقات سلام وتطبيع مع الدول العربية. وسنعزز الحوكمة والأمن الشخصي. لقد خصصنا مبالغ مالية ضخمة لإنشاء الحرس الوطني، ولزيادة 4800 شرطي، وإقامة مراكز جديدة للشرطة ووسائل حديثة لمحاربة الجريمة، وأنوي التركيز بصورة خاصة على الجريمة في القطاع العربي."

وعبّر أعضاء الكنيست العرب عن استيائهم لأن نتنياهو استغل قضية العنف في المجتمع العربي لعرض قضاياه السياسية. وتوجه الطيبي إلى نتنياهو قائلاً: "تحدثت عن الجريمة في المجتمع العربي لمدة دقيقة واحدة، هذا دمنا الذي يسفك- يجب عليك معالجة ذلك." فرد نتنياهو: "يهاجموننا في موضوعات أُخرى لذلك أرد عليهم، رجاء لا تعظني أخلاقياً."

ورد زعيم المعارضة يائير لبيد على خطاب نتنياهو فقال: "خلال ولاية حكومتك ارتفع عدد القتلى في القطاع العربي ثلاثة أضعاف، وارتفعت معدلات الجريمة في القطاع اليهودي إلى 65%. وتدل المعطيات أن معدلات الجريمة خلال فترة تولي حكومتنا انخفضت بينما مع حكومتكم ترتفع وترتفع." وتابع لبيد هجومه: "لقد قضيتم على الطبقة الوسطى الإسرائيلية. هل تعلم ماذا يجري في قطاع الهاي - تك خلال الأشهر الخمسة الأخيرة؟ لقد دمرتموه. الشركات تغلق أبوابها وتغادر البلد."