خطة بؤرة حوميش هدفها الضم وتعميق الأبارتهايد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • من الطبيعي بالنسبة إلى حكومة النهب، التي لا تتردد في تحويل أجزاء كبيرة من ميزانية الدولة إلى ناخبيها على حساب الجمهور الواسع الواقع تحت العبء، ألاّ تتردد أيضاً في نهب أراضٍ فلسطينية متجاهِلة الفلسطينيين والقانون والمجتمع الدولي. إذا كان نصف الشعب الإسرائيلي غير مهم بالنسبة إليها، فكيف يهمها الفلسطينيون أو الأميركيون أو الأوروبيون؟
  • لقد نجح المستوطنون في إحكام قبضتهم على مقاليد الدولة، وهم الآن يوجّهون إسرائيل من خلال رئيس الحكومة الساخر والخاضع لضغطهم عليه وابتزازهم إياه نحو الأسوأ؛ ضم المناطق، وتعميق الأبارتهايد، وإذلال الفلسطينيين وإلغاء اتفاقات سياسية، والاستخفاف بالاتفاقات الدولية، وتحدي العالم.
  • بعد الموافقة على تعديل قانون الانفصال عن القطاع في آذار/مارس الماضي، طالب الوزير بتسلئيل سموتريتش بالسماح للمستوطنين بالعودة إلى مستوطنة حوميش في شمال الضفة، وفعلاً، حصل على ما يريده. وقد نقل المستوطنون، ليلة أمس، حوميش التي أُقيمت على أراضٍ فلسطينية خاصة إلى "أراضي الدولة" القريبة، وذلك من دون الحصول على ترخيص، وبخلاف القانون وموقف المؤسسة الأمنية أيضاً. وقد حدث ذلك من خلال محاولة شرعنة بؤرة استيطانية بواسطة إحدى الحيل الإسرائيلية ("أراضي الدولة"، والإعلان عن منطقة عسكرية، وخدعة الضرورة الأمنية وغيرها). لكن بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، اللذَين وافقا على هذه الخطوة، لن يسمحا للحقائق والقانون بإرباكهما.
  • لقد تجاهل نتنياهو وغالانت الانتقادات التي وجّهها المجتمع الدولي إلى الحكومة لموافقتها على بقاء البؤرة الاستيطانية. وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية بيان إدانة واضحاً وقاطعاً: "نشعر بالقلق الشديد إزاء الأمر الصادر عن حكومة إسرائيل، الذي يسمح للمواطنين بترسيخ وجود دائم في بؤرة حوميش، الأمر الذي يتعارض مع الالتزامات مع إدارة بايدن." وكتبتْ وزارة الخارجية الفرنسية: "القرار يتعارض مع القانون الدولي، وأيضاً مع الالتزامات التي تعهدت بها إسرائيل في قمة العقبة في شرم الشيخ."
  • لكن الأمر الوحيد الذي يضعه نتنياهو نصب عينيه هو بقاؤه السياسي، ومن دون المستوطنين، لن تكون لديه حكومة. في هذه الحال؛ لِمَا يهتم بالأميركيين؟ المهم هو رئيس المجلس الإقليمي في السامرة، الذي أكد "الآن نستطيع أن نصل إلى كديم وشانور"، ووزير الأمن القومي الذي صرّح "هذه لحظة تاريخية"، ووزيرة المستوطنات أوريت ستروك التي صرّحت: "بوركنا لأننا ناضلنا، وأيضاً حققنا المبدأ الذي يؤدي إلى حوميش "ـ بداية الدمار.
  • إن الضم وتعميق الأبارتهايد هما الهدف، والانقلاب القضائي هو الأداة. يتوجّب على حركة الاحتجاج ألاّ تنسى ذلك، ويتوجب على المجتمع الدولي استيعاب ذلك.