انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين نائبة الرئيس الأميركي كاميلا هاريس، على خلفية انتقاداتها نيّات الائتلاف الحكومي في اسرائيل، إدخال تغييرات كبيرة على جهاز القضاء، وتأكيدها أن القضاء المستقل هو ما يجمع بين البلدين، إلى جانب العديد من الأمور الأُخرى، في إشارة إلى أن هذه التغييرات قد تسلب القضاء استقلاليته. وجاءت أقوال هاريس هذه خلال الاحتفال بمناسبة عيد استقلال إسرائيل الذي أقيم في واشنطن الليلة قبل الماضية.
وقال كوهين في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] أمس (الأربعاء): "يمكنني الرد على هاريس بما يلي: أنا أيضاً أؤيد وجود جهاز قضاء مستقل وقوي، ولكن ليس قادراً على كل شيء. ولا يوجد للقضاة في الولايات المتحدة أيضاً حق الفيتو على من يخالفهم. ثمة حاجة لدينا إلى إصلاح قضائي من أجل تعزيز ثقة الجمهور، وهذا ما نسعى له. وأعتقد أننا متفقون مع الأميركيين بشأن ذلك."
وأضاف كوهين: "في إمكاني القول إنه إذا سألتموها عمّا يزعجها في الإصلاح، فهي لا تعرف ما الذي يزعجها. لقد زرت عدة أماكن واستمعت إلى ملاحظات بشأن خطة الإصلاح القضائي. وحين كنت أسألهم: ’ما الذي يزعجكم بالضبط؟’ لم يكن أحد قادراً على الإجابة. ولا أعلم ما إذا كانت هاريس قرأت شيئاً من الخطة، وأعتقد أنها لم تقرأها."
وعقّب السفير الأميركي في إسرائيل توماس نايدس على أقوال كوهين هذه، فقال إن حقيقة حضور نائبة الرئيس الاحتفال بيوم استقلال إسرائيل الـ75 تشير بحد ذاتها إلى العلاقة بين الدولتين. وأكد أن نائبة الرئيس قالت أموراً تقولها الإدارة الأميركية في أي مناسبة بشأن القيم المشتركة بين الدولتين، وشدّد على أنها مؤيدة متحمسة لإسرائيل.
يُذكر أن الاحتفال الذي أقيم في واشنطن بمناسبة إحياء الذكرى الـ75 لاستقلال إسرائيل، بمشاركة هاريس، حضره أيضاً رئيس لجنة الدستور والقانون والقضاء، التابعة للكنيست، عضو الكنيست سيمحا روتمان، والسفير الإسرائيلي لدى واشنطن مايك هرتسوغ.
وأشارت نائبة الرئيس الأميركي في كلمة ألقتها أمام الحضور إلى التغييرات المزمع إجراؤها في الجهاز القضائي في إسرائيل بقيادة الائتلاف الحكومي الحالي، وقالت إن الولايات المتحدة ستواصل العمل من أجل القيم التي تكمن وراء علاقاتها مع إسرائيل، وعلى رأسها تعزيز الديمقراطية والنظام القضائي المستقل والضوابط والتوازنات.
وتطرقت إلى أهمية حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني فقالت: "إننا نعتقد أن أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي من خلال حل الدولتين لشعبين". وفي الوقت نفسه شدّدت نائبة الرئيس الأميركي في كلمتها على الالتزام القوي الذي تتعهد به إدارة الرئيس جو بايدن بأمن إسرائيل.
وقال السفير الاسرائيلي مايك هرتسوغ في كلمته إن اسرائيل ليست ديمقراطية كاملة، وانما أمة شابة لا تزال تتخبط في مسيرتها. وأضاف: "إنني واثق من أنها ستبقى ديمقراطية نابضة بالحياة".