من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
لليوم الثاني على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي العملية العسكرية في جنين ضد البنى التحتية لـ"الإرهاب" في المدينة. وتحدثت وزارة الصحة الفلسطينية عن وقوع عشرة قتلى في المدينة وفي مخيم اللاجئين فيها. بينما صرّح الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي هذا الصباح بأنه لا يزال هناك عشرة "أهداف" لمهاجمتها، وأنه جرى توقيف أكثر من 110 مشتبهاً فيه، وبدأ التحقيق معهم. وقال الناطق إنه لم يبقَ نقطة في مخيم اللاجئين لم يصل إليها الجيش، وفي تقديره، يوجد نحو 300 مسلح في المخيم، وأغلبية هؤلاء امتنعت من الدخول في مواجهات مباشرة مع الجنود الإسرائيليين. وعلى سبيل المثال، تحصّن في مسجد الأنصار الذي حاصره الجيش عدد من المسلحين الذين فروا من المسجد تحت حماية المدنيين وتركوا وراءهم سلاحاً وعبوات.
وقال الناطق إن قرار شن العملية اتُّخذ قبل عدة أشهر، وجرى اختيار الموعد وفق الفترة الزمنية لجمع معلومات استخباراتية ذات دلالة، وحصول المستوى السياسي على شرعية دولية للعملية.
تشارك في العملية قوات خاصة بحجم لواء من وحدة الدوفدفان وماغلان وأغوز، ومقاتلون من لواءيْ المظليين وغولاني، وبمساعدة قوات سلاحيْ الهندسة والجو. وبدأت العملية الواسعة بهجمات من المسيّرات على قيادات المسلحين، بعدها دخلت قوات كبيرة إلى مخيم اللاجئين وبدأت بتطويقه من كل الجهات، ثم تقدمت إلى وسط المخيم ودخلت إلى المنازل، وأقامت مواقع دفاعية وأُخرى للقناصة، استعداداً لإطلاق نار عليها من جانب المسلحين.
من جهة أُخرى، ذكرت وسائل الإعلام الفلسطينية أن مئات من سكان مخيم جنين للاجئين خرجوا، خوفاً من إصابتهم في المواجهات مع القوات الإسرائيلية. وقال مصدر فلسطيني للصحيفة إن آلاف الفلسطينيين غادروا المخيم خلال الليل. وسُمعت في مدينة جنين دعوات إلى فتح المساجد لاستقبال الفارّين من المخيم. وبحسب أحد سكان المخيم الذين تحدثت معهم الصحيفة، فإن سلطات الإنقاذ الفلسطينية بلّغت سكان المخيم أمس أن مَن يريد مغادرة منزله في المخيم يستطيع أن يفعل ذلك، وأن جزءاً من السكان توجّه إلى المستشفيات في جنين وجزءاً آخراً ذهب سيراً على الأقدام، والكبار في السن جرى إجلاؤهم بواسطة سيارات الإسعاف. ولقد قصد عدد من هؤلاء منازل أقرباء لهم في المدينة، والآخرون سيتوزعون على مبانٍ في شتى أنحاء المدينة.
وأعلنت بلدية جنين انقطاع المياه عن كل منازل المخيم بعد إصابة الشبكة. وقال رئيس البلدية إن شبكة الكهرباء تضررت بصورة كبيرة بسبب أعمال قوات الهندسة الإسرائيلية، وتحدث السكان عن تعطّل الكهرباء والإنترنت.