يجب إنهاء العملية في جنين قبل أن تتعقد عملانياً
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • عند كتابة هذه السطور، ومع استمرار العملية في جنين، من المهم الإشارة إلى سبع ملاحظات تتعلق بها: أولاً، المقصود عملية توغل وليس احتلالاً. هدف العملية ضرب أكبر عدد ممكن من البنى التحتية ونشطاء "الإرهاب"، مع أقل قدر ممكن من المخاطرة بقواتنا، ومن المسّ بغير المتورطين، وفي أقل وقت ممكن.
  • ثانياً، الإنجازات في مثل هذه العمليات تكون كبيرة في الساعات الأولى، وتنحو إلى التضاؤل بمرور الوقت. من المهم إنهاء العملية قبل أن تتعقد عملانياً، وقبل أن تنزلق النار إلى مناطق أُخرى، وقبل ترجمة الإدانات من جانب أصدقائنا في العالم العربي إلى خطوات سياسية. وأتأمل أن يكون وزراء الحكومة، الذين ادّعوا أمس في الإعلام أن المقصود ليست عملية تستمر يوماً أو يومين، بل عملية ستستمر طويلاً، على خطأ.
  • ثالثاً، من المهم أن نميز بين الساعة الزمنية السياسية وبين الساعة الاستخباراتية العملانية. بعد مقتل الأربعة في عيلي، ارتفعت مطالبات غاضبة، معظمها من طرف وزراء الحكومة، طالبت بعملية انتقامية "الآن وفوراً"، وحتى أنهم هاجموا قادة الجيش الإسرائيلي واتهموهم بالضعف. التحضير لعملية من هذا النوع يتطلب وقتاً، بالأساس من أجل جمع استخبارات دقيقة. وحسناً فعل الجيش عندما أبدى طول بال، ولم ينجر إلى "الهجوم فوراً من الجو وتدمير مبان"، كما أوصى الوزير إيتمار بن غفير. في العمليتين الناجحتين ضد الجهاد الإسلامي في غزة قبل عام، "بزوغ الفجر" وعملية "درع وسهم" قبل شهرين - كان الواقع مشابهاً. أطراف سياسية تذمرت وطالبت بردود فورية، بينما فضّل الجيش، عن حق، انتظار الفرصة المناسبة لتنفيذ عملية إحباط دقيقة ومحدودة وأنيقة.
  • رابعاً، الصحيح أنه حتى كتابة هذه السطور، امتنعت "حماس" من إطلاق النار. من المحتمل أن تسمح بإطلاق نار محدود تعاطفاً، لكن من الواضح أنها ليست مهتمة بجولة واسعة في غزة. وهذا دليل آخر على أن الفائدة الاقتصادية التي تحصل عليها غزة من إسرائيل، على شكل أذونات لدخول العمال والتعاون في إعادة بناء البنية التحتية، هي خطوة لا تقل فعالية عن استخدام القوة.
  • خامساً، بعد عملية السور الواقي في سنة 2002، عرفنا كيف نستغل الضرر الذي لحِق بقدرات "الإرهاب" من أجل استئناف التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية. صحيح أن الواقع الأمني الصعب في شمال الضفة يعود إلى عوامل لا تتعلق بنا - تدفُّق المال والسلاح بمبادرة  إيرانية، الضعف الداخلي للسلطة الفلسطينية، المئات من الشباب الفلسطيني اليائس. مع ذلك، إذا أردنا منع تمدُّد الإرهاب في الضفة الغربية كلها، يجب علينا أن نختار، بوضوح، بين توجُّهين متناقضين: سلطة فلسطينية مستقرة وفاعلة هي مصلحة إسرائيلية - أو أنها عدو، لذلك، تقتضي المصلحة الإسرائيلية انهيارها. رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يؤيد، ظاهرياً، التوجه الأول، بينما الوزير بتسلئيل سموتريتش يؤيد التوجه الثاني. هناك تداعيات بعيدة المدى لكلٍّ من الخيارين، لكن لا يمكن ألّا نقرر.
  • سادساً، يتجه الانتباه الآن إلى جنين، لكن يجب ألّا ننسى أن التهديد العسكري الحقيقي هو حزب الله، الذي يحاول المناورة بين تجنُّب الحرب الشاملة وبين الحاجة إلى إرضاء أسياده في طهران وتبرير حصوله على مئات الملايين من الدولارات منهم. أسلوب حسن نصر الله هو القيام بهجمات صغيرة وخلق استفزازات. نصب الخيمتين في الجانب الإسرائيلي من الحدود في مزارع شبعا تعبير عن ذلك.
  • سابعاً، تتطلع إيران إلى توحيد الساحات ضد إسرائيل. وتشعر بأن مكانتها التي تحسنت تخلق فرصة من أجل هذه الخطوة. من المهم أنه حتى عندما نركز على جنين، أن نرى التوجهات الأكبر والأكثر خطورة.