رسالة مفتوحة إلى الرئيس هرتسوغ: أخبر الرئيس بايدن عن نضالنا
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • الرئيس هرتسوغ المحترم، أريد أن أوجه إليك من هنا رسالة مفتوحة، قبل لقائك الرئيس الأميركي:
  • ستلتقي اليوم الرئيس جو بايدن. في الأيام العادية، سيكون هذا الاجتماع مؤثراً، لكن من دون مطبات أو مشكلات. رئيس في مواجهة رئيس لدولتين هما الأقرب من ناحية القيم المشتركة والتعاون، بالإضافة إلى نقاط خلافية من الممكن حلها. هذا اليوم هو يوم حساس للغاية، مشحون بالنزاعات والمشكلات. من الممكن أن يمر هذا اليوم برأس مرفوع وضمير مرتاح إذا كنا مستعدين للنقد الذاتي، ولاتخاذ قرارات أخلاقية وقيمية تتناول جذور الخلاف الذي يمزق إسرائيل اليوم.
  • في الأيام العادية، رئيس الدولة يمثل في العالم روحية إسرائيل وقيمها وشعبها بكل أطيافه، ويدعم الحكومة ومَن يترأسها، ويساعد في تقليص الخلافات. لكن هذه الأيام ليست عادية، وخلال أيام معدودة، إسرائيل على وشك تغيير وجهها، من ديمقراطية في صراع، إلى ديكتاتورية أمر واقع. صحيح أن هذا لم يجرِ من خلال هجوم صاعق، وإنما من خلال أسلوب "السلامي البولندي" [قطعة وراء قطعة]، لكن مع النتائج المروعة نفسها والأضرار الهائلة التي أصابت صميم القيم المشتركة بيننا وبين أميركا.
  • لم تشهد إسرائيل من ذي قبل حكومة استطاعت التسبب بهذه الأضرار الكبيرة في كل المجالات خلال سبعة أشهر: الاقتصاد والأمن الشخصي والقومي، والعلاقات مع الولايات المتحدة، والوحدة الداخلية. كل هذا من أجل تمرير "إصلاح"، قالت عنه رئيسة المحكمة العليا أستير حيوت إنه ليس إصلاحاً، بل محاولة للقضاء على استقلالية المحاكم وإخراج إسرائيل من دائرة الدول الديمقراطية. لا يمكن أن نقمع الحقيقة أكثر من ذلك، وكما في مرض ضعف المناعة، القيمون على الانقلاب القضائي يهاجمون من داخل الحكومة أسس الديمقراطية، ويقوّضون المصلحة العامة للجمهور. فقط الأعمى، أو الساذج، أو البليد، لا يرى المصالح الشخصية للمتهم والمدان، وجشع الطماعين، وأهداف الرؤيا العنصرية - المسيانية الظلامية التي تختبىء وراء الانقلاب. أيّ إنسان عاقل وواعٍ يدرك بسهولة حقيقة أن مَن يقف ضد هذا الانقلاب من دون حساب، ومستعد لدفع الثمن، هم أفضل بنات وأبناء إسرائيل، بناة البلد و"الجدار الحديدي" وقادة الاختراعات، وكبار العلماء وأهل الثقافة والطب والتعليم - علمانيون ومحافظون ومتدينون. هم يتظاهرون دفاعاً عن المساواة والحرية، وعن الحقيقة والنزاهة، وعن وثيقة الاستقلال، وعن القانون والديمقراطية.
  • بعد سبعة أشهر من النضال، وثلاثة أشهر من المحادثات التي لم تثمر شيئاً، لا يمكن إخفاء عدم المساواة بين مدمري الديمقراطية والمدافعين عنها. المحادثات وصلت إلى حائط مسدود بسبب انعدام الثقة. وكيف يمكن أن يحدث ذلك؟ لا يليق بزعماء المعارضة أن يتنازلوا لأنهم سيكونون آخر مَن سيلتهمهم الانقلاب القضائي. إذا انتصرت الديكتاتورية، فسنخسر كلنا، باستثناء بنيامين نتنياهو وشركائه والمتواطئين معه. إذا انتصرت الديمقراطية، فالجميع سيتنفس الصعداء - النساء والمثليون، العرب والناجون من المحرقة، الطيارون والمقاتلون السيبرانيون، موظفو الهاي تك والعمال، اليهود ومحبّو إسرائيل في شتى أنحاء العالم، حتى في واشنطن.
  • هناك مَن يزرع الخوف من حرب أهلية. لقد عرفت أميركا حرباً كهذه. لم ولن تحدث عندنا حرب أهلية، لكن الشعب يجب أن ينتصر، من دون عنف، على مَن تمرد على قيم إسرائيل وطريقها. زمن المصالحة وتجسير الفجوات يأتي بعد الحسم، لأن إسرائيل ستبقى دولة ديمقراطية، ومشهد الفظائع التي شهدناها لن ننساه...
  • لديّ طلب منك: أخبر صديقك المخلص عن الانقلاب القضائي المستمر في أثناء محادثاتك معه: أخبره عن العنصري الظلامي المسؤول عن برامج التعليم، وعن التعيينات والإقالات السياسية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، وعن محاولة تشريع البؤرة الاستيطانية في حومش بخلاف القانون. أخبره عن قرار تفكيك نقابة المحامين لأن مرشحي الائتلاف خسروا الانتخابات فيها؛ أخبره عن وزير مُدان حصل على قانون لمصلحة قريبه، وعلى قرار من الحكومة من أجل شقيقه؛ قل له كيف يقيلون "مجالس إدارة"، ويطردون موظفين حكوميين مهنيين من أجل فتح الباب واسعاً أمام الفساد والزبائنية؛ أوضح له أن هناك عشرة قوانين في الانقلاب القضائي هي الآن في قيد التشريع، وهناك 210 قوانين في الانتظار. ولا تنسى ورثة الحاخام كهانا، مجرمون مدانون وأهداف للشاباك، والذين يتولون اليوم مناصب وزارية ويدعون إلى "محو حوارة" و"الركض إلى الهضاب"...
  • أخبره قصة الاحتجاج الملهمة. كيف انتفض الشعب ورفع الأعلام الزرقاء والبيضاء وخرج إلى الشوارع. أخبره عن أودي أوري الطيار الحربي الذي أصيبت عينه في التظاهرة وقال إنه لن يندم إذا لم يرَ فيها من جديد، وعن مولي أهرنسون المقاتل الشرس الذي جُرح في حرب يوم الغفران، والذي داسه أحد الفرسان وكسر له وركه. أخبره أنه خلال نصف عام من التظاهرات، لم يُجرح شرطي واحد، ولم يحدث أي اعتداء على الأملاك العامة...
  • الرئيس بايدن سيفهم. فهو يعرف ما كتبه جيفرسون لينكولن عن واجب عدم الانصياع للسلطة التي تنتهك صلاحياتها. حدّثه عن 8200، الوحدة الرائدة والرائعة، والتي عائلتك مرتبطة بها في العمق تاريخياً. فلقد كانت المرحومة والدتك من بين المؤسسين لها. ووالدك المرحوم الرئيس واللواء في الاحتياط حاييم هرتسوغ تولى مرتين رئاسة الاستخبارات العسكرية. كما خدمت أنت فيها كضابط، ومُنح ابنك خلال سنوات خدمته "جائزة أمن إسرائيل". خريجو الوحدة 8200 معنا في مقدمة الاحتجاج، ومعهم موظفو الشركات الناشئة. كل هؤلاء المواطنين الرائعين هم الذين سينقذون إسرائيل.. وهم الذين قالوا بصوت عالٍ: كفى! لن يكون هناك ديكتاتورية في إسرائيل.
  • حضرة الرئيس المحترم. نتمنى لك زيارة ناجحة بقدر الإمكان. بعد أسبوع، ستعود إلينا، وستواجه تحديات كبيرة. في الماضي قلت إنه عندما يحين الوقت ستتخذ موقفاً من الاحتجاج، وستحاول تجسير المواقف. أطلب منك أن تجمع شجاعتك وتفعل هذا الآن. قل للشعب ما هو موقفك، ولا يمكنك أن تفعل شيئاً غير ذلك. بوركت.
 

المزيد ضمن العدد