هناك سبيل واحد للتغلب على الأزمة الوجودية متعددة الأبعاد: الوحدة الوطنية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • نحن يهود الشتات نحرص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لإسرائيل. نحن نحب إسرائيل وملتزمون بها ونحترم سيادتها، لكنها اليوم في خطر. إن الدولة الوحيدة للشعب اليهودي تواجه خطراً وجودياً، وهناك تضافر غير مسبوق من التحديات الخارجية والداخلية يضع الدولة على حافة الهاوية.
  • للتحدي الخارجي الذي تواجهه إسرائيل 3 أبعاد: في السنة الأخيرة، راكمت إيران مواد انشطارية تجعلها قادرة على صنع عدد من القنابل النووية، وإذا أصبحت دولة نووية، فستشكل تهديداً على أمن إسرائيل. كذلك، فإن حزب الله قد تحول إلى المنظمة "الإرهابية" الأقوى والأخطر في العالم، ولديه القدرة على مهاجمة حيفا، وتل أبيب والقدس. أضف إلى هذَين الأمرَين أن "حماس" تقوّض شرعية السلطة الفلسطينية، فقد أُثيرت في الضفة الغربية فوضى يمكنها أن تؤدي إلى انفجار العنف.
  • صحيح أن إسرائيل قوية، وإذا هوجمت فإنها ستحارب بشراسة، وستنتصر، لكن الأبعاد الثلاثة للتحدي الخارجي تبني واقعاً استراتيجياً جديداً. كما أن خطر نشوب حرب متعددة الساحات اليوم أكبر مما كان عليه منذ عشرات السنين.
  • بالإضافة إلى ذلك، فإن إسرائيل أيضاً تواجه خطراً داخلياً ذا أبعاد ثلاثة كذلك: فالإصلاح القضائي الذي بادر إليه وزير العدل ياريف ليفين هو ضروري بحسب اعتبار اليمين، بينما يُعَدُّ هجوماً على الديمقراطية الليبرالية في نظر اليسار. بالإضافة إلى هذا، فإن اعتماد الائتلاف الحكومي على الأحزاب القومية والحريدية لا يسمح لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بتحقيق رؤيته المحافظة والمعتدلة. كذلك، فإن التوتر بين الأسباط يزداد حدة ويتحول إلى شرخ عميق.
  • إن أبعاد التحدي الداخلي هذه تنكأ جروحاً سابقة تاريخية، وتثير الكراهية، كما أنها تجر المجتمع الإسرائيلي إلى دوامة من المواجهات والانقسامات، لم نشهد لها مثيلاً منذ قيام الدولة. إن إسرائيل دولة فريدة ومذهلة، وقيامها بعد المحرقة، وقصة النجاح الاستثنائية للسنوات الـ75 الأخيرة، يجعلانها معجزة من صنع الإنسان، لكنها اليوم في خطر، والأحداث الخطرة التي شهدتها خلال سنة 2023 تسحق العقد الاجتماعي، وتقوّض الأمن القومي.
  • في الوقت الذي يصر فيه المتطرفون على الدفع قُدماً بتشريع غير ليبرالي، يقوم مئات الطيارين وآلاف الجنود والضباط في الاحتياط بإعلان عدم التزامهم القيام بالخدمة العسكرية. هذه التطورات غير المسبوقة دفعت رئيس الأركان السابق غادي أيزنكوت إلى التحذير من أن الوضع الاستراتيجي الراهن لإسرائيل هو الأخطر منذ سنة 1973.
  • هذا هو السبب الذي يجعل زعيماً يهودياً مثلي غير قادر على السكوت، فعندما أشاهد إسرائيل تتمزق بينما أعداؤها يزدادون قوة، أجد أن عليّ أن أتخذ موقفاً، وأن أُسمع صوتي. لقد قال أبراهام لينكولن عشية الحرب الأهلية الأميركية: "الوطن المنقسم لا يمكنه الصمود"، كذلك، فإن إسرائيل منقسمة داخلياً لا يمكنها الصمود.
  • علينا كيهود أن نتعلم من ماضينا المأساوي، وألاّ نكرر الأخطاء التي ارتكبناها عندما سمحنا بالخلافات والشجارات. يتعين على يهود الشتات والمواطنين الإسرائيليين على حد سواء ضمان مستقبل الهيكل الثالث.
  • هناك سبيل واحد للتغلب على الأزمة الوجودية متعددة الأبعاد؛ وهو الوحدة الوطنية. تماماً كما شبك الإسرائيليون أيديهم معاً، في الماضي، عشية حرب الأيام الستة [حرب حزيران/يونيو 1967]، يتوجب عليهم اليوم أن يشبكوا أيديهم. هناك ثلاثة أشخاص فقط يمكنهم قيادة الوحدة: بنيامين نتنياهو، ويائير لبيد، وبني غانتس. وهؤلاء الثلاثة يحملون على أكتافهم مسؤولية تاريخية، لذا، فيجب عليهم أن يجلسوا معاً فوراً كي يناقشوا، بانفتاح، مصير الأمة، وأن يترفّعوا عن المصالح الشخصية والخلافات السياسية، ويشكّلوا حكومة صهيونية قوية ومستقرة؛ حكومة وحدة وطنية.
  • على مر التاريخ، حققت إسرائيل المعجزات؛ فقد زرعت الأرض القاحلة، وبنت وطناً لملايين اليهود المشردين، وبعد حروب عديدة، تغلبت على معظم أعدائها وأقامت سلاماً مع 6 دول عربية. لكن التحدي الآن، وأمام هذا الجيل، هو الانقسام الداخلي، والسبيل الوحيد لمواجهته هو تجديد التحالف بين القوى الصهيونية الكبيرة.
  • لا يمكن الانتظار إلى أن ينفجر العنف، وليس علينا أن نتوحد فقط لأننا هوجمنا، بل يجب أن نفهم الآن أن ائتلافاً من المعتدلين وحده قادر على تحرير إسرائيل من براثن المتعصبين، وأن الوحدة الوطنية وحدها ستجعل الأمة مستعدة للاختبار الوطني السامي الذي يمكن أن تواجهه قريباً.
  • أمام هذا المنعطف المصيري تتوجه أنظار يهود العالم نحو الدولة اليهودية، وهم يصلّون من أجل سلامتها، ويتمنون الشفاء لجروحها. بناء على ذلك، وبصفتي رئيساً للكونغرس اليهودي العالمي، أدعو نتنياهو ولبيد وغانتس إلى أن يتوحدوا معاً في مواجهة التحدي التاريخي، وكوني أعرفهم جيداً، وكيهودي يحب إسرائيل، أقول لهم: "لا يوجد خيار أو سبيل آخر." ليس فقط يهود الشتات يطالبون الدولة اليهودية بأن تتوحد، بل أيضاً يقف وراء هذا النداء أغلبية الإسرائيليين، و3000 سنة من التاريخ اليهودي، وأمام عيوننا عنوان واحد؛ الوحدة.