دائرة الانتقام تشعل الضفة
تاريخ المقال
المصدر
قناة N12
–
قناة التلفزة الإسرائيلية
- نحن في خضم موجة "إرهاب" طويلة، لكن في داخل هذه الموجة أيضاً هناك نقاط قصوى. العمليات الأخيرة في حوارة وفي منطقة الخليل تشير إلى أن إسرائيل تدخل إلى مرحلة كهذه. فمنذ بداية سنة 2023 فقط، قُتل 34 إسرائيلياً في العمليات، وفي العام الماضي كله قُتل 29. حتى الآن، تم إحباط نحو 400 عملية على يد الجيش و"الشاباك" خلال العام الأخير، ولا تزال المنظومة الأمنية تتعامل مع نحو 200 إنذار بأنواع أعمال مختلفة لتنفيذ عمليات في الضفة الغربية.
- ما نشهده في الضفة الغربية الآن هو موجة من عمليات المحاكاة. عملية تكون ناجحة في عيون الفلسطينيين، وبعد وقت قصير، يخرج آخرون ويحاولون تنفيذ عملية مشابهة. هذا بالمناسبة أيضاً ما يجعل إغلاق الدائرة على المنفّذ بسرعة أمراً له أهمية كبيرة، لأنه يقطع عمليات المحاكاة. لذلك، تُبذل جهود كبيرة للوصول إلى "المخربين" بأسرع وقت ممكن.
- لقد تجهّز الجيش لإمكانية ارتفاع عدد العمليات في الضفة، لذلك، خطّط في هذا العام، تحديداً، لنقل أكثر من كتيبة للعمل في الضفة - من 55 في العام الماضي إلى 66 هذا العام. وهذا بهدف الاستجابة لتأمين الأمن على الطرقات، وأيضاً حول البلدات. تعلم المؤسسة الأمنية أن هذه هي نقاط الضعف المركزية في عمليات إطلاق النار من النوع الذي حدث صباح أمس الاثنين.
- وإلى جانب الاستمرار في التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي، تحاول "حماس" دفع النشطاء لديها، وبصورة مستمرة، لتنفيذ عمليات في الضفة، عبر قياداتها في لبنان وتركيا. يمكن أن تكون تقديراتها، الخاطئة، أن إسرائيل لن ترد عليها في غزة، في حال لم تُنفّذ العملية في تلك المنطقة.
- الإيرانيون أيضاً منشغلون بالتمويل، وأيضاً بتنفيذ عمليات في الضفة. ولهم يد أيضاً في تهريب الأسلحة إلى الضفة، عبر الحدود الأردنية. صحيح، تم ضبط عدد لا بأس به في الآونة الأخيرة، لكن السلاح لا يزال يتدفق، وهو منتشر بكثرة. هدفهم إغراق المنطقة بالسلاح وخفض سعره، وبذلك يصل إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص الذين يستطيعون تنفيذ عمليات. الدوافع لدى جميع الأطراف مرتفعة جداً، ويبدو مَن يدفع بهم ويحرضهم واضحاً. الإنجازات هنا مضاعفة: من جهة، قتل إسرائيليين، وبصورة خاصة هؤلاء الذين يتم التعامل معهم على أنهم قوة احتلال. أغلبية العمليات موجهة ضد المستوطنين والجيش. أما الإنجاز الثاني فهو الاستمرار في زعزعة استقرار السلطة الفلسطينية، وهذا هدف مهم على طريق سيطرة "حماس".
- في مقابل هذا، يركز الجيش على بعدين: الدفاع، وهو ما يتضمن تعزيز القوات التي تسمح بالدفاع عن المحاور ومحيط البلدات. أما الثاني الذي يحدث بالموازاة، فهو الدفاع في خط التماس: في بداية موجة "الإرهاب"، كان هناك عمليات دخول لـ"مخربين" إلى مراكز المدن في إسرائيل وتنفيذ عمليات. الجيش يركز على الحماية والمحافظة على الوضع داخل المنطقة. لذلك، يقوم الجيش أيضاً بتجنيد قوات احتياط، وهو ما يسمح بإرسال القوات النظامية إلى التدريب الروتيني. موجة العمليات هذه والنشاط الواسع في الضفة يدفعان بالجيش النظامي إلى العمل طوال الوقت، وهو ما يضر بالتدريبات، وأيضاً بالجاهزية للحرب.
- وبموازاة مواجهة "الإرهاب"، يتوجب على قوات الأمن التعامل مع ارتفاع وتيرة الاحتكاك والمواجهات وأحداث الإرهاب اليهودي في الضفة. هذا الأمر يشكل مكوناً إضافياً، بحسب المؤسسة الأمنية، يؤدي إلى زيادة دافع الانتقام، كردّ على الردّ، وأعمال عنف في الميدان. حرق مركبات أو قرى، كما جرى في حوارة وترمسعيا وأم صفا، يدفع إلى جهود من الطرف الآخر للانتقام. وفي المقابل، ينزل المستوطنون من التلال بهدف الانتقام للعمليات، كما جرى في حوارة، أو في محطة الوقود في "عيلي". دائرة الانتقام هذه تؤجج اللهب. الانشغال بمهمات شرطية والتعامل مع الإرهاب اليهودي يحتاجان إلى موارد غالية، وأيضاً إلى اهتمام من القوات التي عليها العمل أيضاً من أجل محاربة "الإرهاب". خلال الآونة الأخيرة، أجرى الجيش حوارات مع رؤساء المجالس المحلية والقيادات في الضفة، بهدف التأثير في هؤلاء المخلّين بالنظام وتهدئة الأمور. لم تتكلل هذه الخطوة بالنجاح، ولا نزال نلاحظ هذا على الأرض.
- قريباً، يبدو أن تعزيز القوات التي ستقوم بتنفيذ عمليات أكثر سيستمر، كما رأينا في جنين ونابلس، وفي مناطق أُخرى من الضفة. إذا كان هناك عدد أكبر من العمليات الفردية، وتبين وجود بنى "إرهابية" أكثر تنظيماً (كالعملية الأخيرة كما يبدو في منطقة الخليل)، فإننا سنشهد أيضاً اقتحامات للمدن والقرى. "الإرهاب" لم يبقَ في شمال الضفة، بل ينتشر جنوباً، وهذا يُقلق أجهزة الأمن كثيراً.