قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن قوات الجيش قامت صباح أمس (الأربعاء) بمداهمة مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية للمرة الثانية خلال أيام، واعتقلت ناشطاً مرتبطاً بحركة "فتح".
وأضاف البيان أنه تم اعتقال محمد نغنغية، وهو عضو قديم في "التنظيم" التابع لحركة "فتح"، بتهمة المساعدة في تنفيذ سلسلة من هجمات إطلاق النار في الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة. وجرى اعتقاله في مبنى داخل مخيم جنين، بعد تلقّي معلومات استخباراتية عن مكان وجوده من جهاز الأمن العام ["الشاباك"].
وقال البيان إن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار، خلال المداهمة، على القوات التي ردت بإطلاق النار. وتم تسليم نغنغية إلى "الشاباك" للاستجواب.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى إن "التنظيم" هو جماعة مسلحة تأسست في سنة 1995، وترتبط بشكل أو بآخر بحركة "فتح" التي تحكم السلطة الفلسطينية، وكانت طرفاً رئيسياً في أعمال العنف في بداية الانتفاضة الثانية سنة 2000.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية أمس صورة من أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تُظهر نغنغية مع القيادي المسلح زكريا الزبيدي في مخيم جنين للاجئين. وتم إطلاق سراح الزبيدي، وهو قائد كبير في كتائب شهداء الأقصى، من السجون الإسرائيلية في صفقة عفو سنة 2007، لكن تم اعتقاله مرة أُخرى بعد عقد من الزمن. وقبل عامين، في 6 أيلول/سبتمبر 2021، فرّ الزبيدي من سجن جلبوع، بينما كان لا يزال ينتظر المحاكمة مع خمسة أسرى أمنيين آخرين، وأُعيدَ اعتقالهم جميعاً في وقت لاحق.
وجاءت المداهمة صباح أمس بعد أقل من يومين على دخول قوات الجيش الإسرائيلي إلى مخيم جنين للاجئين لاعتقال ثلاثة من أعضاء حركة "حماس".
وتصاعدت أعمال العنف في أنحاء الضفة الغربية خلال العام ونصف العام الماضيين مع ارتفاع هجمات إطلاق النار الفلسطينية، ومداهمات الاعتقال شبه الليلية التي يشنها الجيش الإسرائيلي، وزيادة في الهجمات الانتقامية التي يشنها المستوطنون المتطرفون ضد الفلسطينيين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح أمس اعتقال 9 فلسطينيين مطلوبين خلال مداهمات ليلية في أماكن أُخرى في الضفة الغربية، مع وقوع اشتباكات في بعض المناطق.