تقرير: السعودية بلّغت إدارة بايدن أنها ستجمد محادثات التطبيع غير المباشرة مع إسرائيل لأن حكومة نتنياهو غير مستعدة لتقديم أي تنازلات إلى الفلسطينيين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

ذكر تقرير نشره موقع "إيلاف" السعودي أمس (الأحد) أن السعودية بلّغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنها ستجمد محادثات التطبيع غير المباشرة التي تتم بوساطة أميركية مع إسرائيل لأن الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو متشددة وغير مستعدة لتقديم أي تنازلات إلى الفلسطينيين.

ونقل التقرير عن مسؤولين رفيعي المستوى في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية قولهم إن الولايات المتحدة بلّغت إسرائيل بهذا الموقف السعودي.

ووفقاً للتقرير، فإن إسرائيل بدت في حيرة من أمرها جرّاء هذه الخطوة، كونها ظنت أن السعوديين كانوا على استعداد للمضي قُدُماً في علاقات التطبيع من دون ربطها بتحقيق تقدّم في الموضوع الفلسطيني.

وسلط التقرير الضوء على إصرار الوزيرين اليمينيين المتطرفين بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير على ألاّ تقدّم إسرائيل أي تنازلات للفلسطينيين، وأكد أنه من دون إحراز تقدُّم مع رام الله، لن يكون هناك تقدُّم مع الرياض.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أشار، في سياق مقابلة أجراها معه موقع "بلومبرغ نيوز" الشهر الماضي، إلى أنه منفتح على تقديم خطوات نية حسنة تجاه الفلسطينيين إذا كان اتفاق التطبيع مع السعودية يعتمد على ذلك، ولمّح إلى أنه لن يسمح لأعضاء الائتلاف بعرقلة اتفاق كهذا. وقبل ذلك بأيام، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في مقابلة أجراها معه موقع "إيلاف" أن الموضوع الفلسطيني لن يكون عائقاً أمام تحقيق التطبيع. وأضاف: "أثبتنا ذلك أيضاً في ’اتفاقات أبراهام‘. ولدينا جميعاً مصلحة في تحسين أوضاع الحياة في مناطق السلطة الفلسطينية."

لكن شركاء نتنياهو اليمينيين المتطرفين في الائتلاف استبعدوا أي تسوية مع الفلسطينيين.

وقال سموتريتش رئيس حزب "الصهيونية الدينية" لإذاعة الجيش الإسرائيلي ["غالي تساهل"] الشهر الماضي إن إسرائيل لن تقدّم أي تنازلات للفلسطينيين. وأضاف أن إسرائيل معنية بالاتفاق الذي تتوسط فيه الولايات المتحدة مع الرياض، إلاّ إنه لا علاقة لذلك بيهودا والسامرة [الضفة الغربية].

في المقابل، قامت السعودية في الأسابيع الأخيرة بتكثيف تواصلها مع الفلسطينيين. كما أعلنت أنها ستشارك في استضافة حدث على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع يركز على تجديد عملية السلام الإسرائيلية - الفلسطينية.

وقبل أسبوعين استضافت الرياض وفداً من السلطة الفلسطينية لمناقشة كيفية الاستفادة من اتفاق التطبيع للدفع قُدُماً بالقضية الفلسطينية. وأكد القادة السعوديون للوفد الزائر أن الرياض لن تتخلى عن القضية الفلسطينية، حتى عندما تناقش تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وفي الشهر الماضي، بدأ سفير السعودية لدى الأردن العمل كأول سفير غير مقيم للرياض لدى الفلسطينيين، وكذلك كأول قنصل عام غير مقيم في القدس.

وأوضحت مصادر سياسية سعودية رفيعة المستوى أن السعودية أكدت للسلطة الفلسطينية في رام الله أنها مستعدة للتخلي عن موقفها العلني الرافض لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في غياب حل الدولتين الفعلي للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، لكن من دون التخلي عن ضرورة اتخاذ تدابير لا ترقى إلى مستوى إقامة دولة بصورة فورية، وأشارت هذه المصادر نفسها إلى أن السلطة الفلسطينية تقبّلت هذا التطوّر.

 

المزيد ضمن العدد