بعكس الأكاذيب، لا علاقة ليهود الولايات المتحدة بالاحتجاج
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • تفاخر قادة الاحتجاج بتصديره إلى الولايات المتحدة. يقولون لنا إنه من خلال التعاون مع جزء كبير من وسائل إعلامية إسرائيلية وصحافيين إسرائيليين، وصل الاحتجاج ضد الإصلاح القضائي إلى مدن أميركية، مثل سان فرانسيسكو ونيويورك. ويتباهون بأن صوت الاحتجاج وصل إلى وادي سيليكون فالي في كاليفورنيا، وإلى داون تاون مانهاتن في نيويورك. وبواسطة صور ولافتات، "يبيعون" الجمهور الواسع سردية أن يهود الولايات المتحدة انضموا إلى احتجاجهم؛ ووفقاً لكلامهم، يهود أميركا لا يعارضون فقط الإصلاح القضائي، بل يتعاونون ويشاركون في الوقفات الاحتجاجية التي ترافق زيارة رئيس الحكومة نتنياهو إلى الولايات المتحدة.
  • لكن كل مَن يتابع قادة الاحتجاج، لا يُفاجأ بأن الواقع شيء والحقيقة شيء آخر. كل مَن عرف يهود الولايات المتحدة وتعامل معهم، يعلم بأنهم جمهور كبير مؤلف من تيارات مختلفة، ومن مواقف مختلفة. وعلاقة التيارات المختلفة بإسرائيل في كل موضوع هي تقريباً موضع خلاف، لكن هناك موضوعاً واحداً لا يشكل موضع خلاف وسط يهود الولايات المتحدة، فكلهم يوافقون على عدم التدخل في الشؤون الإسرائيلية الداخلية. وهم يدركون حقيقة أنهم لا يعيشون في إسرائيل، وبالتالي، لا يتأثرون بالقرارات التي تتخذها حكومات إسرائيل. ومن الناحية الديمقراطية والأخلاقية، يجب عليهم عدم التدخل في موضوعات تقسّم المجتمع الإسرائيلي. لا في مسألة يوم السبت في إسرائيل، ولا في موضوع محاربة الجريمة، أو في مجال إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية في الجيش. كل هذه الموضوعات وموضوعات أُخرى كثيرة هي موضوعات إسرائيلية داخلية، لا علاقة لها بيهود الولايات المتحدة. في المقابل، مخطط حائط المبكى وقانون العودة هي موضوعات تؤثر في كل يهود العالم، لذلك، هم يشعرون بأنه ليس فقط من حقهم التدخل في هذه الموضوعات والاهتمام بها، بل هذا واجب يهودي.
  • وماذا بشأن الإصلاح القضائي؟ هل يثير اهتمام يهود الولايات المتحدة والعالم؟ أم أنه موضوع إسرائيلي داخلي، وليس موضوعاً يهودياً عاماً؟ أيُّ إنسان عاقل يفهم قليلاً في الديمقراطية، يعرف أن المقصود موضوع إسرائيلي داخلي. طريقة اختيار القضاة وتركيبة لجنة اختيارهم هي بالتأكيد موضوع داخلي لا علاقة له بيهود العالم بأي شكل من الأشكال. المقصود طريقة تقنية لاختيار القضاة وتحديد طبيعة المحكمة العليا. وبعكس الأكاذيب التي ينشرها قادة الاحتجاج في كل مكان بأن اليهود الأميركيين يدعمون الاحتجاج، فإنهم فعلاً لا يدعمونه، وليسوا منشغلين به.
  • مَن يعرف يهود أميركا يعلم أنه في نظر 99.99% من الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، وكذلك وسط يهود الشتات كلهم، الإصلاح القضائي هو موضوع إسرائيلي داخلي. لذلك، يتفادى زعماء الجالية التطرق إلى الموضوع. من المحتمل أنهم يتطرقون إليه في أحاديث شخصية مغلقة، ويعبّرون عن آرائهم، لكنهم يتجنبون المشاركة، علناً وبصورة رسمية، في الجدل الذي يقسّم المجتمع الإسرائيلي...
  • إن معظم المتظاهرين في الولايات المتحدة هم إسرائيليون جاؤوا خصيصاً للتظاهر، أو إسرائيليون مقيمون بأميركا، بهدف الدراسة، أو لأهداف أُخرى. لا وجود لليهود الأميركيين في هذه التظاهرات. ومَن ينظر ملياً إلى مجموعة المتظاهرين المهووسين يكتشف أنهم يتحدثون العبرية، وأنهم إسرائيليون...
  • هذه الحقيقة هي مجال للإعراب عن التقدير للجالية اليهودية الأميركية التي أثبتت بغيابها عن التظاهرات، بعكس جهود قادة الاحتجاج، عدم تأييدها العلني لهم، وأن هناك أهمية للديمقراطية وللعلاقات بين دولة اليهود وبين يهود العالم. وبعكس البلبلة وحالة الهذيان المطلقة لقادة الاحتجاج، ظل اليهود الأميركيون وقادتهم عقلاء ومسؤولين. وفي الأحاديث الكثيرة التي أجريتها مع يهود "عاديين"، ومع قادة يهود أميركيين، سمعت منهم الأمر نفسه، هم غير مرتاحين للتظاهرات ضد رئيس الحكومة...
  • لا تصدقوا التقارير في نهاية الأسبوع التي تتحدث عن النجاح الهائل، فما جرى هو فشل هائل، سواء في عدد المتظاهرين الذي لم يتجاوز بضع عشرات في معظم التظاهرات، أم في القرار المسؤول لليهود الأميركيين بالامتناع من المشاركة في التظاهرات، أو زعماء العالم الذين لم يهتموا، ولم يتأثروا بالمتظاهرين، بل ركزوا على الدفع قدماً بمصالحهم، وعلى الاجتماعات والمحادثات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية وطاقمه. هذه هي الحقيقة، ولا شيء غيرها.
 

المزيد ضمن العدد