بن غفير وسموتريتش يعطلان السلوك السياسي السليم وعلى نتنياهو إعادتهما إلى حجمهما الطبيعي
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- يصادف عيد الغفران هذا العام بعد مرور خمسة عقود على حرب هددت وجود الدولة في سنة 1973، وها هي إسرائيل هذه السنة في مواجهة تحدٍّ كبير مشابه، وكما في الماضي، الآن أيضاً، هناك شبه بين المسؤولين الموجودين في القيادة السياسية للدولة. حينها، تسبب قصر نظرهم وغطرستهم بكارثة حرب يوم الغفران التي نجونا منها، فقط بفضل الجنود والقادة في الميدان الذين ضحّوا بأنفسهم، وحققوا نصراً عسكرياً باهراً بثمن دموي باهظ.
- التهديدات هذه السنة تشمل تهديداً خارجياً في صورة إيران وأذرعتها، وبالأساس الركض نحو النووي الذي أخفقت الحكومة الإسرائيلية حتى الآن إخفاقاً شديداً في محاولتها كبحه بالوسائل السياسية. رئيس الحكومة، الذي امتاز بخطاباته الرنانة في الأمم المتحدة وأمام الكونغرس الأميركي، يبدو أنها أضرّت أكثر مما نفعت. مع ذلك، فإن التهديد الأساسي هو التهديد الداخلي الذي نشأ بسبب هذه الحكومة العديمة المسؤولية، القصيرة النظر، الهدّامة، والمهووسة. ومثلما حدث في الماضي، كذلك اليوم، العنوان موجود على الحائط أمام أعين كل مَن يريد أن يرى ويفهم ويخاف.
- "الإصلاح القضائي" الذي تقترحه الحكومة يُعتبر أكثر كانقلاب على الحكم، ليس فقط في نظر الأغلبية في البلد، بل أيضاً بالنسبة إلى أصدقاء كبار لإسرائيل، مثل الولايات المتحدة وألمانيا، ودول كثيرة أُخرى. حتى ألدّ أعدائنا يشاهدون، بدهشة وفرح، تدمير القيمة الاجتماعية - الاقتصادية- السياسية - الاستراتيجية التي تقوم بها الحكومة بلا رحمة من خلال اندفاعها المحموم في اتجاه الحائط.
- يجب ألّا نفقد الأمل. الروح اليهودية - الإسرائيلية التي تنبض في الأجيال الشابة هي استمرار لبطولات جيل 1973 والذين سبقوهم. نشوء معسكر صهيوني مركزي حازم، تكون الصورة الأخلاقية والتاريخية لدولة إسرائيل أهم من أي شيء آخر، بالنسبة إليه، سيؤدي إلى نشوء عقد اجتماعي جديد يجمع بين كل معسكرات الشعب، ويحافظ على كرامته وقيَمه والأمور المهمة بالنسبة إليه. المتدينون - الصهيونيون والحريديم وأنصار اليمين والوسط واليسار، جميعهم يريدون العيش معاً والمحافظة على ما يوحّد، وعلى القاسم المشترك، وليسوا مثل زعمائهم المتطرفين الذين أنهوا دورهم التاريخي...
- إن تضافراً نادراً للظروف الجيو - سياسية يقدم لإسرائيل في سنة 2023 فرصة تاريخية لم نشهدها سابقاً. توحُّد المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل، وكذلك المصالح السياسية المباشرة لزعماء هذه الدول، يفتحان الباب أمام شرق أوسط جديد. هو شرق أوسط تكون إسرائيل فيه جسراً للمواصلات والتكنولوجيا والبنى التحتية بين القارتين الأسيوية والأوروبية. شرق أوسط تطبّع فيه إسرائيل علاقاتها مع كل الدول العربية، بالإضافة إلى دول إسلامية أُخرى مهمة في آسيا. شرق أوسط جديد يبني مستقبلاً مشتركاً لجميع مواطنيه من خلال التواصل الوثيق والفعال. شرق أوسط جديد تتراجع فيه قوى الشر و"الإرهاب" بزعامة إيران إلى الوراء، وتصبح معزولة ويطالب مواطنوها بتغيير النظام وعودتهم إلى مجتمع الدول الطبيعية. كل هذا يمكن أن يحدث إذا نجحت إسرائيل في قيادة خطواتها بشجاعة وتعقُّل من خلال تفضيل واضح لمصالحها الحيوية على أيّ اعتبار آخر.
- إن الموضوعين الحاسمين المطلوبين من الحكومة الإسرائيلية هما النووي (المدني) الذي تطلبه السعودية من الولايات المتحدة كشرط للتطبيع، وتقديم بادرات إلى الفلسطينيين تطلبها الولايات المتحدة والسعودية من إسرائيل.
في الموضوع النووي، يجب على نتنياهو التعاون والتشاور مع المصادر الرسمية ذات الصلاحية. في الموضوع الفلسطيني، يجب على نتنياهو التغلب على معارضة المتشددين في حكومته. وستكون المسألة المصيرية: هل سيفضّل نتنياهو مصلحة الدولة على اعتباراته السياسية واعتبارات المتشددين في حكومته الذين لا يمثلون أغلبية الجمهور.