إطلاق سراح الرهينتين دليل على قدرة قطر على التأثير في مصير المخطوفين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • إطلاق سراح يهوديت ونتالي رعنان في الأمس من أسر "حماس" هو دليل على أن قطر لديها علاقات مباشرة وفاعلة مع الخاطفين، يمكن أن تؤثر في مصير الرهائن الآخرين. كما هو معروف أن تحرير المخطوفتين لم يأت كجزء من صفقة ولم تحصل "حماس" على أي شيء مقابله. مئات ملايين الدولارات التي حولتها قطر في السنوات الأخيرة بالإضافة إلى حقيقة أن القيادة السياسية للحركة موجودة هناك يمنح هذه الدولة أداة تأثير مهمة في الحوار بين الأطراف.
  • من نواح عديدة يعتبر إطلاق سراح المخطوفتين في الأمس محاولة لحوار غير مباشر بين "حماس" وإسرائيل بشأن موضوعات محدودة. في الأسبوعين الأخيرين أجرت قطر اتصالات مكثفة مع "حماس" وكانت على اتصال دائم مع المستوى السياسي في إسرائيل. وفي السنوات الأخيرة تحولت قطر إلى اللاعب الأساسي في إعادة إعمار غزة بموافقة إسرائيل وتعاونها.
  • الناطق بلسان وزارة الخارجية القطرية د. ماجد الناصري أوضح في الأمس أن الاتصالات مع إسرائيل و"حماس" من أجل التوصل إلى صفقات أُخرى ستستمر. بينما قدّم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تحرير المرأتين كجزء من جهد إسرائيلي واسع، وقال: "اثنتان من مخطوفينا عادتا إلى الوطن. لن نوقف جهودنا من أجل إعادة المخطوفين والمفقودين. في المقابل سنواصل القتال حتى النصر". وبرزت المحاولة الإسرائيلية في إظهار فضلها في عملية إطلاق الرهينتين فالصورة الوحيدة التي نشرتها الحكومة عند إطلاق الرهينتين كانت صورة غال هيرش وهو المسؤول عن الأسرى والمفقودين وهو يمسك بيدي الرهينتين.
  • قرار إطلاق يهوديت ونتالي رعنان هو خطوة منطقية بالنسبة إلى "حماس"، فالاثنتان مواطنتان أميركيتان تسكنان في الولايات المتحدة، واطلاقهما اعتبر بادرة حيال الرئيس الأميركي عشية ادخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. في إمكان "حماس" استغلال صورة تحرير الأم وابنتها اللتين بحسب مصادر إسرائيلية في حالة صحية جيدة من أجل أن تظهر أنها تتعامل بإنسانية مع الرهائن الآخرين الذين لديها.
  • علاوة على ذلك يوجد وراء إطلاق سراح المخطوفتين جهد أميركي كبير. الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن صرحا علناً عن تعهد الإدارة الأميركية حيال الرهائن الأميركيين. الفحوة بين المساعي الأميركية وبين الاهتمام الذي تحظى به عائلات المخطوفين الإسرائيليين واضح. ساري لفيتان كوهين أخت يهوديت قالت هذا الأسبوع لـ"هآرتس" إن "الرئيس الأميركي أوجد الوقت كي يظهر انسانيته وليقيم علاقة مع العائلة بصورة شخصية، كما كان 3 ممثلين عن الـ أف بي آي على صلة دائمة بالعائلة وهناك صلة اتصال مع السفارة الأميركية قوية هم كانوا هنا من أجلنا. أما السلطات الإسرائيلية فلم يتصل بنا أحد باستثناء ضابطة مذهلة".
  • في الأيام الأخيرة ادعت أطراف مختلفة أن المجتمع الدولي يضغط على إسرائيل لتأجيل الدخول البري إلى غزة من أجل السماح باستنفاد الاتصالات لتحرير رهائن آخرين بوساطة قطرية. جزء من هذه الأطراف عبرت عن قلقها إزاء رفض المنظمات "الإرهابية" في غزة الدفع قدماً بصفقات مماثلة تحت النار.