هل الوقت في صالحنا؟ تلخيص للأسبوع الثاني من الحرب
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- الروح المعنوية في الميدان عالية، لكن مرور الوقت يهدد بتقويض الشرعية الدولية لاجتياح قطاع غزة براً. عدد الجنود المتأهبين على الحدود الشمالية لا يقل عن عددهم في الجنوب، كما أن الضفة الغربية هادئة ظاهرياً، لا غير. تلخيص الأسبوع الثاني من الحرب.
- يوم الأربعاء، في ساعات ما بعد الظهيرة، غادر الجنرال احتياط يوسي بخار قيادة لواء الجنوب في بئر السبع، لبرهة قصيرة لا غير. لقد ذهب نائب قيادة اللواء الاحتياطي إلى كيبوتس "دفير" في شمالي النقب، للمشاركة في الدفن الموقت لأمه، التي قُتلت في عيد "سمحات توراة" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر في كيبوتس "بئيري".
- شارك الجنرال بخار بنفسه في المعارك البطولية لتحرير الكيبوتس الذي ترعرع فيه، بعد أن نهض من سريره على عجل مع بداية الهجمة في ذلك الصباح. لم يكن لديه وقت ليشارك في أسبوع الحداد. غادر الرجل بعد الجنازة فوراً إلى غرفة القيادة، لكي يواصل التخطيط للهجوم البري على غزة، مع ضابط احتياط رفيع آخر، هو الليوتنانت جنرال موشيه (تشيكو) تامير، الذي خدم في الماضي قائداً لكتيبة غولاني وفرقة غزة. هذه هي الروحية السائدة في هذه المرحلة!
- هل سيشنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً على قطاع غزة؟ كل مَن شارك في التخطيط للحرب يقدّر أنه لا مفرّ من ذلك. من الصعب توقُّع سيناريو تحقق فيه المنظومة الأمنية الإسرائيلية أهداف الحرب التي وضعها المجلس الوزاري المصغّر لها (تقويض حُكم "حماس") من دون إجراء مناورة برية على أرض القطاع، وسحب قادة "حماس" من الأنفاق، والقضاء عليهم.
- يُعد هذا الاجتياح، التحدي التخطيطي الكبير الذي كُلّف به نائب قائد اللواء، بخار، ومخطط المعركة، تامير. وسيكون السبيل لتحقيق ذلك، استخدام قوة نارية هائلة جداً من الجو والبحر والبر، واستخدام وسائل تكنولوجية مبتكرة. وفي أيّ حال، سنحتاج إلى كثير من الصبر، واستخدام أكبر عدد ممكن من الحيل.
- هل الوقت الذي يمر، حتى موعد الخطوة البرية، في صالحنا، أم ضدنا؟ إلى حد ما، كلما طال انتظار الخطوة البرية، فإن أعصاب القوات ستتآكل، وتتآكل معها أيضاً الشرعية الدولية الداعمة لهذه الخطوة. في هذا الأسبوع، كادت تقع كارثة سياسية، مع ادّعاء "حماس" "الكاذب" بشأن قيام الجيش بقصف ساحة المستشفى وقتل المدنيين، مع أن هذا الانفجار "سببه صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي".
- تم تكريس الأسبوع الثاني من الحرب للاستعداد للاجتياح البري. وقد بدأ المستوى السياسي بتحضير الجمهور (كما تجري العادة، بواسطة التسريبات)، والتوضيح له بأن التحرك لن يكون مجرد ضربة سريعة. فقد يتطلب استئصال "حماس" شهوراً، لا بل سنوات، وسيستمر إلى أن تتم عملية تطهير شاملة للميدان. وللمقارنة، فقد استمرت الهجمات في الضفة الغربية بعد تنفيذ حملة "السور الواقي" سنة 2004، مدة سنتين بعد الحملة، إلى أن بدأت تلك الهجمات بالخبوّ.
- لقد ناقش المجلس الوزاري المصغر، الذي يضم وزراء من حزب "المعسكر الرسمي" [حزب الوسط]، في مخططات الجيش في الجلسة التي عُقدت ليلة الثلاثاء، واستمرت مدة لا تقل عن سبع ساعات. وناقش المجلس، مطولاً، وأكثر من بقية المواضيع، تأمين نفَس طويل، سياسياً، بقدر ما تتطلب الحملة العسكرية. إن الجسر الجوي من الزعماء، وضمنهم رئيس الولايات المتحدة والمستشار الألماني والرئيس الفرنسي ورئيس الحكومة البريطانية، يهدف إلى أن يبث للعالم هذه الإشارة بالضبط: إسرائيل تملك الضوء الأخضر من المحور الغربي للتحرك البري في غزة، على الرغم مما قد يترتب على ذلك من عواقب وخيمة.
- أما بخصوص الأميركيين، فهنالك مسائل أُخرى كثيرة على جدول الأعمال: ابتداءً من تأمين الجسر الجوي الذي يحتوي على الذخائر المطلوبة، والتي ربما تشمل أيضاً أسلحة لم تزوّد بها الولايات المتحدة إسرائيل في الماضي، إلى تنسيق رسائل التحذير المتمثل في وصول حاملتَي الطائرات "فورد" و"روزفلت" إلى الإقليم. لقد تدهورت سمعة "إسرائيل" بصورة كبيرة على مدار الأشهر الماضية، إلى حد أن هذه السمعة كادت تتحطم خلال الأسبوعين الماضيين. وبالنسبة إلى الرئيس جو بايدن، فإن ما يوجد على المحك الآن، لا يقتصر فقط على قدرة الردع الإسرائيلية، بل أيضاً كلمته التي وجّهها إلى زعماء إيران وحزب الله: Don't.
- ميدانياً، في مواجهة قطاع غزة، تتواصل عمليات الصيد التي ينفّذها الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك ضد مَن تبقى من "المخربين" في منطقة الكيبوتسات، منذ الغارة التي تم تنفيذها قبل أسبوعين. إذ قبضت قوات الأمن يوم الأربعاء الماضي على مقاتل منهك، استسلم بسهولة. والمؤكد أن هناك آخرين مختبئين في أماكن متفرقة.
- أمّا في الجنوب، فقد كانت الاستعدادات للعمل البري واضحة في كل مكان في ذلك اليوم: ناقلات جند مدرعة، مدفعيات متنقلة، دبابات، رادارات، وأعداد لا متناهية من سيارات "الهامر"، تتنقل بسرعة بين دفيئات المزارع والكروم، محملة بالذخائر، وأيضاً بأطباق البيتزا وأكياس النقارش للجنود. هذا أيضاً يمثل روح المرحلة: فالشعب الإسرائيلي يغدق على جنوده الحب والمأكولات.
- يقوم الجيش بتدريب وتسليح القوات. هناك ما لا يقل عن 350 ألف جندي مجند للمعركة، إلى جانب الجنود النظاميين. وحتى حلول الساعة الموعودة، فإن القيادة منشغلة بالمصادقة على مخططات العمل الخاصة بالفرق، والفرق تصادق على مخططات الألوية، وقادة الألوية لقادة الكتائب، وهلم جرا.
- في هذه الأثناء، يستمر القصف الجوي المكثف على غزة، لتسهيل دخول القوات البرية حين يحين الوقت. لقد تم قصف آلاف الأهداف حتى الآن، وهي أهداف تفوق في عددها مجموع ما تم قصفه في حملتَي "الجرف الصامد" و "حارس الأسوار" معاً. تدار عمليات القصف، في أغلبيتها، في مراكز نارية مخصصة في قيادة الفرقة في معسكر "رعيم"، وفي قيادة الجنوب في بئر السبع. وفي كلٍّ من غرفتَي العمليات هاتين، هناك حضور لممثلي جهاز الشاباك، ممن يشاركون في تشخيص الأهداف، ويمنحون الضوء الأخضر لمهاجمتها بصورة فورية.
- بعكس ما كان متبعاً في الحملات السابقة، توقف الجيش عن إطلاق قذائف تحذيرية للسكان، بموجب إجراء "اطرق السقف" الذي كان متبعاً في حملات سابقة. ومع ذلك، يواصل ممثلون عن جهاز الشاباك الاتصال بالسكان في غزة، لتوجيه أوامر لهم بإخلاء المباني، وفي بعض الأحيان: إخلاء أحياء بأكملها، قبل الشروع في عمليات القصف. في جزء كبير من عمليات القصف، لا يتمثل الهدف في إيقاع أقصى عدد من القتلى، بل إن الهجمات تكون موجهة إلى أهداف محددة بدقة، مع التقليل، بقدر الإمكان، من إلحاق الضرر بمن لا علاقة لهم بالمعارك.
- يوم الثلاثاء، تم القضاء على أيمن نوفل بصاروخ دقيق، وهو قائد ألوية "حماس" الوسطى في غزة، ويُعدّ نوفل الأعلى رتبةً ممن تم القضاء عليهم منذ بداية المعركة حتى الآن. ويبدو أن مسؤولين كباراً آخرين موجودون في قلب الاستهداف. كان نوفل يحتل المرتبة الرابعة في التراتبية العسكرية لـ"حماس"، وهو القائد المباشر الذي وجّه نشاط قوات النخبة، قوات الكوماندوس التابعة للحركة، في أعمال المجازر في كيبوتس "بئيري"، وفي الحفلة الموسيقية في منطقة "ريعيم".
- في هذه الأيام، يدير جهاز الشاباك غرفتَي قيادة وتحكُّم بالتوازي، من أجل صيد الرؤوس في غزة. في واحدة منهما، يتمثل الهدف في القضاء على مجمل عناصر "حماس" في غزة، الواحد تلو الآخر، من جميع الرتب، مع التركيز على الأعلى رتبةً. وفي غرفة ثانية، يتم التركيز على مطاردة جميع عناصر النخبة الذين شاركوا شخصياً في المجازر على أراضي إسرائيل، إلى أن نتمكن من الوصول إلى آخرهم. ولهذا الغرض، يتم تحليل جميع الصور ومقاطع الفيديو الكثيرة التي توثّق احتلال "حماس" لتلك المناطق.
- كلّ ناشط من ناشطي "حماس" يظهر في التوثيق، سيُقتل، أو على أقل تقدير، سيتم اعتقاله، عاجلاً أم آجلاً، حتى لو استمر النشاط عدة سنوات. ستأتي نهايته، تماماً كما قامت إسرائيل في الماضي بوضع شارات على منفّذي مجزرة الألعاب الأولمبية في ميونيخ، قبل أكثر من خمسين عاماً. إن عملية مطاردة المشاركين في المجزرة بدأت فعلاً من خلال قصف بيوت هؤلاء. وإلى ذلك، قُتل خلال الأسبوع أيضاً بعض أفراد عائلة إسماعيل هنية، في قصف طال منزلهم في رفح. وتدّعي المنظومة الأمنية أن هؤلاء كانوا "ناشطين في حماس"، وأن ما حدث لم يكن يقتصر على خطوة عقابية ضد هنية فحسب.
- لقد وفّر أعضاء "حماس" الذين تم أسرهم في المعارك، معلومات مهمة لجهاز الشاباك في أثناء التحقيق معهم. ومن شأن هؤلاء تسليط الضوء أيضاً على السؤال الأهم: ما هو مصير الإسرائيليين الـ 203 (عدد الإسرائيليين المعلن أنهم مخطوفون، حتى يوم الخميس الماضي)، المحتجزين في قطاع غزة. يدير مسألة المخطوفين، باسم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الكولونيل في الاحتياط جال هيرش. هناك قيادتان في الجيش الإسرائيلي متخصصتان في متابعة هذا الموضوع: الأولى، يرأسها الجنرال في الاحتياط ليئور كرميلي، والمتخصصة في التواصل مع عائلات المخطوفين. والثانية، بقيادة الجنرال احتياط نيتسان ألون، والتي تقوم بجمع المعلومات الاستخباراتية.
- انضم إلى غرفة القيادة العسكرية، المجهود المذهل المتمثل في انضمام أفضل العقول في مجال الهاي تك الإسرائيلي، الذين تجمعوا في إكسبو تل أبيب، ويقومون هناك بتطوير وسائل تهدف إلى المساعدة في استعادة المخطوفين. وعلى فكرة، فإن الليوتنانت كولونيل تامير، مخطط الاجتياح البري الإسرائيلي في غزة، يحمل اسم جده، موشيه دوفدوفاني الذي اختفى في معركة اللطرون، في أثناء حرب "الاستقلال" مدةً لا تقل عن خمسين عاماً، إلى أن تم اكتشاف قبره تحت اسم "مجهول" في مقبرة "نحلات إسحاق" في تل أبيب.
- صحيح أن حركتَي "حماس" والجهاد الإسلامي تحتجزان نساء وأطفالاً وشيوخاً، وحمَلة جنسيات من عشرين دولة، ومن ناحية دعائية، يشكل هؤلاء عبئاً عليهما، وليس رصيداً استراتيجياً لهما فحسب، لكن اتضح مع نهاية الأسبوع أن فرصة تحرير بعض المخطوفين في بادرة إنسانية، بعد تدخُّل دول عربية، هي فرصة منخفضة. إن استجابة إسرائيل لمطلب الولايات المتحدة بإدخال الغذاء والماء إلى جنوبي قطاع غزة، عبر معبر رفح، من خلال مصر، من دون أن تتلقى إسرائيل أيّ علامات تشير إلى حياة المخطوفين من مواطنيها (باستثناء واحدة من المخطوفين)، تُعتبر أمراً مثيراً للجدل. لقد دار في مجلس "الكابينيت" جدل حاد في هذه المسألة، لكن إسرائيل التزمت بالموقف الأميركي في هذا الشأن. ومن المحتمل وجود اتصالات سرية تتعلق بهذا الأمر، بعيداً عن الجمهور وعائلات المخطوفين، وهذا الأمر سيتكشف، بمرور الزمن.
- أحد أكثر مقرات الجيش الإسرائيلي ازدحاماً في هذه الأيام، موجود أصلاً في معسكر شورا، القريب من مدينة الرملة. من الصعب تصديق ذلك، لكن حتى بعد أسبوعين من نشوب الحرب، لا يزال العاملون هناك منشغلين بتشخيص جثث القتلى (كثيرون من الجنود والمدنيين الذين تم تشويههم). ويقود هذه المهمة المريعة قائد وحدة تشخيص القتلى في الحاخامية العسكرية يوسي كتسنلبوغن، الذي كان قبل 23 عاماً الجندي الأول في نواة إقامة "الناحال الحريدي"، والذي يعمل في حياته المدنية كمقاول بناء.
- أما في الساحة المدنية، فتواصل الحكومة إظهار عجزها، وليست هي مَن تقود جهود إعادة إعمار البلدات التي تم إخلاؤها في الجنوب، ولا تلك التي تم إخلاؤها في الشمال أيضاً هذا الأسبوع. واحدة من المشاكل هنا مرتبطة بالقرار الذي تم اتخاذه قبل نحو أربعة أعوام، والمتمثل في إلغاء الألوية في سلطة الطوارئ الوطنية (راحيل) في وزارة الأمن، ونقل أغلبية موظفيها من وظائفهم، إلى جانب تحويل مسؤولية التواصل مع السلطات المحلية إلى قيادة الجبهة الداخلية. أما قيادة الجبهة الداخلية، فلا تُظهر براعة في هذا الجانب، لأنها هيئة عسكرية.
- اتضح هذا الأسبوع أيضاً، أن وزير الأمن ناقش سيناريو يسقط فيه 400 قتيل في الجبهة الداخلية، في ظل حرب متعددة الجبهات، قبل أسابيع قليلة من نشوب الحرب، وهذا الرقم بعيد كل البعد عن حجم المأساة التي حدثت فعلاً. وهذا يُظهر أن أحداً لم يكن مستعداً لكارثة مثل التي حلّت بنا قبل أسبوعين.
في هذه الأثناء، هذا ما يجري في جبهات الجنوب:
- خلال الاستعدادات للمرحلة المقبلة من الحرب في الجنوب، يبدو الوضع في الضفة الغربية هادئاً، ظاهرياً فقط. هناك عدة إنذارات عن عمليات هجومية غير مسبوقة، وينبغي الافتراض أن بعض المخططات سينجح في الوقت الذي ينطلق الهجوم البري. وفي هذه الأثناء، قُتل في عمليات الاحباط التي ينفّذها الجيش وجهاز الشاباك أكثر من 60 فلسطينياً في أرجاء الضفة الغربية، منذ بدء الحرب.
- أمّا على جبهة "العرب في إسرائيل"، فقد ساد هدوء مطبق تقريباً، باستثناء بضع تظاهرات اندلعت، عشية الثلاثاء، حين تم "اتهام" إسرائيل بقصف المستشفى في غزة. وقد خبَت هذه التظاهرات عندما "اتضحت الحقيقة".
- السؤال الأهم المطروح هنا هو ما الذي سيحدث على الحدود الشمالية: هذه الحدود التي وقعت فيها خلال الأسبوع العشرات من حالات تبادُل إطلاق النار، بعضها أسفر عن وقوع قتلى بين إسرائيل وحزب الله، إلى جانب إطلاق صواريخ بلغ مداه كريات شمونة.
- على الرغم من الأعمال الاستفزازية، فإن إسرائيل تمسكت بنيتها تجنُّب خوض حرب على جبهتين متوازيتين، لكن قرار فتح جبهة أُخرى سيُتخذ في المحور الواقع بين بيروت وطهران، وليس في القدس. هل سيقوم حسن نصر الله بخطوة تدفع إسرائيل إلى الرد "أون لاين"؟ في هذه الأثناء، تزداد التقديرات التي تفيد بأنه لولا الانتشار الأميركي السريع إلى جانب إسرائيل، فضلاً عن رسالة بايدن الحازمة، ووصول حاملتَي الطائرات، لكنّا الآن في عزّ حرب متعددة الجبهات. كيف سيرد حزب الله حين تشرع إسرائيل في شن اجتياحها البري لقطاع غزة؟ هذا أمر لن نتمكن من معرفته في هذه الأثناء.
- إلى أن تتضح هذه الأمور، تجري الاستعدادات للحرب على قدم وساق أيضاً في الشمال، حيث لا تقل قوات الاحتياط هناك، عن تلك المتأهبة في الجنوب.
- "هذه الحرب هي حربنا، دفاعاً عن منازلنا"، بحسب تصريح رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي يوم الثلاثاء لقائد الجبهة الشمالية أوري جوردين والقادة الميدانيين. تم عقد اللقاء، وفي الخلفية يبدو اخضرار المشهد في شمال البلد، وقد برز منظار مكبر من سترة هليفي المحكمة الإغلاق، المضادة للرصاص، كما كانت حاله في الأيام التي كان يقود فيها "سييرت متكال".
- "سيتعين على كلٍّ منا القيام بكل شيء، بما في ذلك المخاطرة بحياته، لأن هذه الحرب في الحقيقة تُشَن على منازلنا، على مواطنينا، على سيادتنا، على قدرتنا على الردع، على حياتنا. وعلينا أن نتمكن في أيّ مجابهة من تحقيق النصر. إذا ارتكب حزب الله خطأً، وقام بمهاجمتنا، فعلينا إذاً أن نمارس الإبادة، الإبادة، الإبادة."
الوحدة
- في الجنوب، يلقي التوتر بظله، وتظهر علائمه. القادة العسكريون نفذ صبرهم فعلاً، ويشعرون بأنهم مقيدون. كما أن الحال على المستوى السياسي ليست سلسة على جميع الصعد، إذ يلمّح وزير الأمن يوآف غالانت في تصريحاته، إلى أنه لن يسمح بالتراجع عن الاجتياح البري بأيّ شكل من الأشكال.
- لكن المعنويات عالية في الميدان. أيّ لقاء مع المقاتلين الإسرائيليين يثبت ذلك، ويُظهر إلى أيّ حد بلغ انفصال أولئك المقاتلين عمّن يواصلون تأجيج التصدع في المجتمع الإسرائيلي، حتى في هذه الأيام. المقاتلات والمقاتلون المتدينون مع العلمانيين، يعملون في ظل الحد الأدنى من النقاش في السياسة الداخلية. مَن كان يصدق أننا حتى في عيد "سمحات توراة" كنا متنازعين بصورة عمياء بشأن إقامة صلاة في قلب تل أبيب؟ لقد تمكننا، على الأقل، من تحقيق وحدتنا في هذه الحرب.