حزب الله يشخّص وجود مشكلة، ويقرر تغيير تكتيكه
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- هناك جهتان فاعلتان لا تقومان بالتنسيق مع إسرائيل، وتعملان خلف الكواليس فيما يتعلق بموضوع المخطوفين في قطاع غزة: إيران، وروسيا. تطلب هاتان الدولتان من "حماس" (وهما لديهما طرق للوصول إلى الحركة)، إطلاق سراح حمَلة الجنسيات الأجنبية. تقول إيران إن هناك من توجّه إليها من الدول الأوروبية والدول الأُخرى، طالباً منها استغلال علاقاتها مع "حماس"، عبر الحرس الثوري، والدفع في اتجاه إطلاق سراح المواطنين الأجانب الذين لا يحملون الجنسية الإسرائيلية، في حال كان هناك أشخاص كهؤلاء. أما الروس، من جهتهم، فقد قدموا طلباً مماثلاً بإطلاق سراح حمَلة الجنسية الروسية، إلى موسى أبو مرزوق، أحد كبار قادة "حماس"، الذي زار موسكو يوم الخميس الماضي.
- عمل هذان البلدان بالتنسيق فيما بينهما. وقبل وقت ليس ببعيد، التقى ميخائيل بوغدانوف، المقرّب من بوتين وأهم شخصية في النظام الروسي فيما يتعلق بشؤون الشرق الأوسط، في موسكو، مسؤولاً في منظومة الأمن الوطني الإيرانية من أجل تنسيق المواقف حيال شؤون عديدة، من ضمنها أيضاً موضوع المخطوفين. ربما يتحدث جهاز الموساد مع قطر، وربما يتحدث جهاز الشاباك مع الاستخبارات المصرية، وهذان المساران مهمّان في موضوع معالجة قضية المخطوفين، لكن الروس والإيرانيين يحاولون تلميع صورتهم، وصورة "حماس" معهم، بطريقة أُخرى.
- قبيل إلقاء حسن نصر الله خطابه، يجب أن نذكر تفصيلاً كان غائباً حتى الآن: قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال إسماعيل قاآني، الشخص الذي خلف قاسم سليماني في منصبه، موجود طوال الوقت في بيروت، لكي يشدّ على يد نصر الله. يمكننا أن نستنتج من ذلك أن كل ما سيقوله نصر الله في خطابه القريب، سيكون مقبولاً من إسماعيل قاآني وإيران. ويتضح أن الرجل وصل إلى بيروت، بعد السبت الأسود فوراً، ومكث هناك بصورة متواصلة حتى تاريخ 16 تشرين الأول/أكتوبر، ثم انطلق إلى طهران لكي يتلقى توجيهات إضافية، وعاد إلى بيروت مجدداً بتاريخ 20 تشرين الأول/أكتوبر، وهو موجود هناك منذ ذلك الحين.
- يحمل وجود قاآني في بيروت معنيَين: نية حزب الله العمل، بقدر استطاعته، عبر جبهة الجولان، إلى جانب المشكلة التي يشعرون بأنهم يواجهونها في جبهتنا الشمالية. في سورية، المشكلة معروفة، إذ لا يرغب الأسد حقاً في التعاون، على الرغم من أنه لا يملك خياراً أصلاً. هاجم سلاح الجو الإسرائيلي في الأيام الماضية، وللمرة الثانية على التوالي، لواءً آخر من قوات الأسد المحدودة المتمركزة في جنوب البلد. هذه الغارات تجري أمامنا تماماً، على مسافة قصيرة من الحدود في هضبة الجولان.
أما في لبنان، وهذا بحسب مصادر لبنانية، فإن حزب الله قرر تغيير تكتيكه. وتوصّل التنظيم إلى استنتاج مفاده أنه لا يملك رداً على الطائرات المسيّرة التابعة لسلاح الجو، التي تقوم بتشخيص وضرب الخلايا التي تطلق الصواريخ المضادة للدروع، وبقية منصات الإطلاق. ولذا، قرر حزب الله التحول إلى طريقة أُخرى: يحاول الحزب، أولاً وقبل كل شيء، ضرب المسيّرات والطائرات من دون طيار، التي تطارد الخلايا المسلحة من الجو، وذلك بواسطة معدات زوّدته إيران بها. هناك تغيير آخر، يتمثل في تحوُّل حزب الله إلى طريقة يُطلَق عليها اسم "إطلاق النار على موجتين": وهي كالتالي: إطلاق نار، ثم انتظار تجمُّع الناس، أو ردة فعل من الجيش الإسرائيلي، ثم إطلاق الزخة الثانية.
- كشف استطلاع للرأي أجراه أحد المعاهد الرئيسية في لبنان، أن 52 % من سكان البلد يؤيدون استمرار الهجمات على الحدود بالشكل الحالي، في حين أن 32% فقط أجابوا بأنهم يؤيدون التحول نحو حرب شاملة. وعلى هذه الخلفية، تتصاعد المعضلة في لبنان. لقد لاحظ حزب الله أن الجيش الإسرائيلي هاجم أيضاً مرافق أكثر بعداً عن الحدود، وهكذا، فإن الحزب يبحث الآن في فكرة توسيع مجاله الناري أيضاً.