تقرير: في ختام زيارته الثالثة إلى إسرائيل منذ بدء الحرب، بلينكن لم يعط أي إشارة إلى أن الولايات المتحدة تسعى لوضع حد زمني للحرب ضد قطاع غزة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكد خلال الزيارة التي قام بها إلى إسرائيل أمس (الجمعة)، حيث عقد اجتماعات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وغيره من المسؤولين، رغبة واشنطن في رؤية ما وصفها بأنها فترات هدنة إنسانية في القتال الدائر في قطاع غزة، لكنه في الوقت عينه، اعترف بأن هناك تحدياً ماثلاً أمام إسرائيل، يتمثل في منع حركة "حماس" من استخدام هذه الهدنة الموقتة لمصلحتها.

وأضافت هذه المصادر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية أبدى معارضته لمثل هذه الهدنة الموقتة، وقال إنه يرفض أي وقف موقت للقتال ضد "حماس" لا يشمل الإفراج عن الأسرى، وبلّغ بلينكن ذلك.

ووفقاً لهذه المصادر نفسها، دعا بلينكن إلى إمداد قطاع غزة بالوقود، إلى جانب المساعدات الإنسانية الأُخرى، مشيراً إلى أنه يمكن وضع آليات لضمان وصوله إلى مستشفيات غزة. وأشار أيضاً إلى وجود مخاوف مشتركة مع إسرائيل بشأن قيام "حماس" باستخدام الوقود لأهدافها الخاصة، لكن نتنياهو أصرّ على أن إسرائيل لن تسمح بدخول الوقود إلى غزة.

وقال بلينكن نفسه في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، إن إسرائيل لن تظل واقفة بمفردها ما دامت الولايات المتحدة موجودة، وشدّد على أن هذا الموقف هو أكثر ما عبّر عنه خلال اجتماعاته مع نتنياهو ورئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ و"كابينيت" الحرب.

وأكد بلينكن مجدداً أن لإسرائيل كل الحق في الدفاع عن نفسها وبذل كل ما في وسعها للتأكد من أن ما حدث يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي لن يتكرر أبداً مرة أُخرى. وأكد أن الطريقة التي تتعامل بها إسرائيل مع ذلك مهمة، وأن هناك حاجة إلى بذل مزيد من الجهد لحماية السكان المدنيين الفلسطينيين.

وقال بلينكن: "لا ينبغي لأي دولة أن تتسامح مع ذبح أبريائها، وهذا ينطبق على إسرائيل. لقد عُرضت عليّ صور ولقطات إضافية جمعتها الحكومة الإسرائيلية من كاميرات الفيديو [بشأن هجوم حركة "حماس"]، وبعضها لا يمكن لأي قدرة بشرية أن تتصوره. ومن الصادم أن وحشية هذه الأحداث تراجعت بسرعة في ذاكرة كثيرين، لكن الأمر ليس كذلك، ولن يكون كذلك في إسرائيل والولايات المتحدة."

وأضاف بلينكن أن حماية السكان المدنيين الفلسطينيين، بينما تشن إسرائيل حربها، هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به، وأن الفشل في القيام بذلك يصبّ في مصلحة حركة "حماس". وقال إنه ناقش مع إسرائيل الخطوات التي يجب اتخاذها للقتال في ظل هذه الظروف. وشدّد على الحاجة إلى زيادة تدفُّق المساعدات إلى المدنيين واتخاذ مزيد من الخطوات للمساعدة في إخراج أعداد أُخرى من الرعايا الأجانب. وقال إنه تحدث مع القادة الإسرائيليين عن خطوات ملموسة لتلبية حاجات الغذاء والماء والدواء والوقود وغيرها من الحاجات الأساسية.

واعترف بلينكن بأنه كان هناك أسئلة مشروعة أثيرت في محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن كيفية الاستخدام الأمثل لأي هدنة إنسانية للسماح بدخول مزيد من المساعدات، والمساعدة في تأمين إطلاق سراح الرهائن، مع منع "حماس" من استخدام أوقات الهدنة لمصلحتها. وأكد أيضاً أن رفض السماح بوصول مثل هذه المساعدات، من شأنه أن يثير غضب الشركاء المحتملين للسلام، وينفّرهم.

وحثّ بلينكن على فترات هدنة إنسانية، واصفاً إياها بأنها يمكن أن تتيح تعزيز الأمن للمدنيين في غزة وتقديم مساعدات أكثر فعالية. وقال إنه ناقش مع القادة الإسرائيليين كيف ومتى وأين يمكن أن تحدث فترات الهدنة هذه. وأشار إلى أن التحضير والتنسيق لها سيستغرق وقتاً، وهناك أسئلة مشروعة عن كيفية ربط فترات الهدنة هذه بالإفراج عن الرهائن وكيفية تجنُّب استغلال "حماس" لها.

وأشار بلينكن إلى أن حركة "حماس" لا تهتم بالفلسطينيين، وتستخدمهم "بشكل وحشي كدروع بشرية، وتضع بنيتها التحتية ومقاتليها في المباني السكنية والمدارس والمساجد والمستشفيات، لكن على الرغم من ذلك، فإنه لا ينبغي للمدنيين تحمُّل عواقب هذه الأعمال الوحشية".

ولم يعطِ بلينكن أي إشارة إلى أن الولايات المتحدة تسعى لوضع حد زمني للحرب في قطاع غزة، ومع ذلك، لقد تحدّث عن حقبة ما بعد الحرب، فقال إن هدف الحرب لا يمكن أن يكون فقط هزيمة "حماس"، بل أيضاً إيجاد مستقبل أكثر إشراقاً يتضمن حل الدولتين. وقال إن رؤية حل الدولتين يمكن أن تعطي أملاً للناس، وإن هناك تحالفاً واسعاً وقوياً في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط يدعمها. ووعد بإجراء مناقشات مع الشركاء في جميع أنحاء المنطقة وخارجها بشأن ما يجب أن يحدث بمجرد هزيمة "حماس".

وكانت زيارة بلينكن هذه هي الثالثة له منذ بداية الحرب.

وتعقيباً عليها، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو إنه يقدّر هذه الزيارة ويثمّن دعم الرئيس الأميركي جو بايدن والولايات المتحدة لإسرائيل. وأضاف أنه بلّغ بلينكن أن إسرائيل ترفض وقف إطلاق النار الموقت، الذي لا يشمل إطلاق سراح الأسرى. كما بلّغه أن إسرائيل لن تسمح بدخول الوقود إلى غزة، وتعارض إرسال الأموال إلى القطاع.