رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يادلين: لدى إسرائيل أوراق ضغط قوية على السنوار، ويمكنها استخدامها
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

س: قبيل تنفيذ الدفعة التالية في صفقة المختطفين وعلى خلفية الاضطرابات التي شهدتها إسرائيل جراء تأخر عملية الإطلاق، ماذا يمكن أن نعرف عن قوة السنوار، وما مدى الضرر الذي تعرض له، وهل نحن في داخل اللعبة، وهل هذا مريح لنا؟

  • أقترح أن تعود إسرائيل إلى التعامل مع المسائل الاستراتيجية، لا الانشغال بالألاعيب التي يوقعنا فيها يحيى السنوار، في محاولة منه لإساءة استغلال أيام وقف إطلاق النار. علينا أن ننظر إلى أيام الهدنة بعيون متفحصة: سنتمكن خلال هذه الأيام الستة من استرداد 50 امرأة وطفلاً، أو 70 امرأة وطفلاً. هذا ما كانت إسرائيل تأمل بتحقيقه في هذه الاتفاقية.
  • لدينا هدفان في هذه الحرب: تقويض حركة "حماس"، وإعادة المخطوفين إلى منازلهم. ولم نقطع، في إطار السعي لإنجاز هذين الهدفين، سوى 50% من الطريق. أقول هذا، إذا رغبت في أن أبدو متفائلاً في الحديث عن إنجازاتنا. ما زلنا لم نصل إلى النقطة التي نرغب في الوصول إليها، ولذا، من المتوقع هنا أن تدور معركة طويلة الأمد.
  • في هذه الأثناء، وإذا ما استثنينا اليوم الأول في الحرب الذي فقدنا فيه 1250 قتيلاً إسرائيلياً، فسنجد أن السنوار هو الجانب الذي يتلقى الضربات الشديدة. علينا أن نتذكر أنه هو الذي يرغب في وقف إطلاق النار، وهدفه يتمثل في إطالة هذا الوقف أطول وقت ممكن، لكي يتحول من وقف إطلاق نار إنساني، إلى إنهاء للحرب بصورة رسمية. لا يجب أن نمنحه ما يريد. علينا عدم المساومة بشأن أسيرة واحدة، أياً كانت، إذا كان المخطوفون سيعودون في نهاية المطاف، كما لا يجب علينا السماح للسنوار بالتلاعب بنا. سيرغب الرجل في إطالة أمد وقف إطلاق النار، وممارسة الألاعيب، وسيتوجب علينا إجراء حساباتنا كـ"دولة إسرائيل"، وأن نسأل أنفسنا: أي من هذين الهدفين مهم بالنسبة إلينا أكثر؟

س: التدخل الأميركي كبير، فإلى أي مدى حقاً لدى الأميركيين إمكانية للضغط على القطريين، الذين يضغطون، بدورهم، على حركة "حماس"؟

- هناك ثلاث أوراق للضغط على حركة "حماس": الأولى هي مصر، وهم الموجودون حالياً في الميدان، إن الاستخبارات المصرية تعرف كيف يمكنها الانتقال إلى قطاع غزة، وتعرف أيضاً كيف يمكنها توجيه "صفعتين" إلى قادة التنظيم، لكي تبدأ الأمور بالتحرك. هناك أيضاً قطر، التي تأوي القيادة السياسية لحركة "حماس". ولذا، فإن القطريين يملكون ورقة ضغط؛ هذا، إن لم نشأ حتى الشروع في الحديث عن الأموال التي قاموا بضخها إلى السنوار في الماضي، والتي يأملون بمواصلة ضخّها إليه مستقبلاً. أمّا ورقة الضغط الثالثة، فهي رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن. هذا الرجل يُعتبر ظاهرة حقيقية بالنسبة إلى إسرائيل، إذ لم يشهد التاريخ وجود رئيس مثله. يدرك بايدن أنه إذا لم يصل المخطوفون قبل الساعة الثانية عشرة ليلاً، فسيكون في إمكان إسرائيل العودة إلى شن الحرب ذاتها. وستكون النتيجة تفاقُم الأزمة الإنسانية، أكثر فأكثر، والمعلوم أن هذه الأزمة هي موضوع مُقلق للرئيس أيضاً.

  • يرغب الأميركيون في رؤية إسرائيل تقضي على حركة "حماس". إن الحركة تعيق ممارستهم لاستراتيجيتهم في الشرق الأوسط: تعيق التطبيع، والمحور المناهض لإيران، والعملية السياسية. من الواضح للأميركيين أننا إذا لم نقُم بتجريد حركة "حماس" من قدراتها العسكرية، فلن يكون هناك فرصة لتحقيق العملية السياسية. يضاف إلى ذلك، أن محور الدول العربية المعتدلة، على غرار مصر والإمارات، يرغب في رؤية حركة "حماس" محطمة. ومع ذلك، فإن الأميركيين يريدوننا أن نعمل بطريقة مبتكرة: أن نقضي على حركة "حماس" من دون أذية الغزيين، ومن دون حدوث أزمة إنسانية. مثل هذه الطريقة غير موجود حقاً. يضغط الأميركيون علينا، وهم يقومون بتصعيب مهمة إسرائيل إلى حد ما، بواسطة تلك الشاحنات التي تُرسَل إلى القطاع. علينا أن نلعب هنا لعبة الوقت، ونحن نقوم بشراء الوقت، إلى حد ما، بواسطة المساعدات الإنسانية. هذا يوفر لنا دعم الرئيس بايدن لإعادة المخطوفين، من جهة، والتسبب بانهيار حركة "حماس"، من جهة أُخرى.
  • ليست الدول الضالعة في الصفقة وحدها التي تملك أوراق ضغط على حركة "حماس"، بل إن إسرائيل لديها أوراق قوية في مواجهة السنوار. لا يتعلق الأمر بالعودة إلى التحرك العسكري البري فحسب، بل أيضاً نحن لدينا سلاح الجو الذي ينتظر، متأهباً. يمكننا أيضاً محاصرة القطاع وعدم السماح لأي شاحنة بالدخول إليه. يجري الضغط أيضاً في الضفة الغربية، حيث انطلق الجيش والشاباك الإسرائيليان إلى معركة ضد حركة "حماس"، ويمكننا أن نرى مثالاً للضغط، فيما حدث في طولكرم. إذا قام السنوار بخرق الاتفاقية، فيمكننا أيضاً العودة إلى اعتقال " المخربين" الذين قمنا بتحريرهم.
  • علينا، بدلاً من الانشغال بالتفاصيل الصغيرة، إعداد خُططنا في حال أصيب السنوار بارتباك آخر مجدداً. غداً في الليل، إذا حدث الأمر مجدداً، إلى جانب تحضير مخططات أُخرى لِما بعد انتهاء الهدنة الإنسانية. يجب على إسرائيل الوصول، في نهاية المطاف، إلى خانيونس، ورفح، والمعسكرات الوسطى، وأن توضح للسنوار، بواسطة قنبلة، ما الذي سيحدث له عمّا قريب.