قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى ما بين 3 حتى 4 أسابيع أُخرى لإكمال هجومه الحالي في خانيونس في جنوب غزة وإلى فترة مماثلة بعد ذلك لإنهاء المرحلة الحالية من الحرب ضد حركة "حماس".
وجاءت أقوال هذا المسؤول في سياق تصريحات خاصة أدلى بها إلى موقع "أكسيوس" الأميركي أول أمس (الجمعة)، وأكد فيها أيضاً أنه في حين أن الولايات المتحدة لم تحدد لإسرائيل موعداً نهائياً لإنهاء عملياتها العسكرية في غزة، بعد هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلا أنها حذّرت من أن الوقت بدأ ينفد. وأضاف أن الولايات المتحدة وإسرائيل مختلفتان منذ نحو شهر بشأن مدة استمرار الحرب، وأوضح أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستكون مسرورة بإنهاء إسرائيل عملياتها المكثفة بحلول نهاية الشهر الحالي، لكن القدس تعتقد أنها تحتاج إلى وقت يمتد إلى نهاية كانون الثاني/يناير المقبل على الأقل.
وقال المسؤول الإسرائيلي نفسه: "إن فحوى الرسالة الأميركية أنها تود أن ننهي القتال في وقت أقرب، مع إلحاق ضرر أقل بالمدنيين الفلسطينيين ومساعدات إنسانية أكثر لغزة. نحن أيضاً نودّ حدوث ذلك، لكن العدو لا يوافق دائماً. ويدرك الأميركيون ذلك، ونحن نعمل معاً، نحن بحاجة إليهم، وهم بحاجة إلينا".
ونقل الموقع الأميركي عن مسؤول كبير في مجلس الأمن القومي الأميركي قوله: "إن هذه الحرب هي حرب إسرائيل ضد ’حماس’، وسيقرر الإسرائيليون مسارهم. من جهتنا، نحن سنواصل دعم جهود إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة إرهابيي ’حماس’".
وكانت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية نقلت أول أمس عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، رفضوا الكشف عن هوياتهم، قولهم إن مسؤولين في إدارة بايدن بلّغوا إسرائيل أن أمامها حتى نهاية سنة 2023 لإنهاء الحرب ضد "حماس" في غزة.
وأشارت الصحيفة إلى تحذير وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي من أن إسرائيل أمامها على الأرجح أسابيع وليس أشهر لإنهاء القتال.
وأضافت أن أحد المسؤولين الإسرائيليين الرفيعي المستوى بدا غير مبالٍ باحتمال قيام الولايات المتحدة بتحديد موعد نهائي للحرب. وقال هذا المسؤول للصحيفة: "لقد نصحونا [الأميركيون] بعدم دخول غزة، لكننا فعلنا ذلك. دخلنا إلى غزة لأن هذه الطريقة كانت الوحيدة التي يمكننا من خلالها تدمير ’حماس’ وتحرير رهائننا. وقالوا لنا لا تدخلوا إلى الأنفاق، لكن إذا لم ندخل إلى الأنفاق، فلن نتمكن من تدمير ’حماس’. وقالوا لنا ألا ندخل إلى المستشفيات، على الرغم من أن هذه الحركة تستخدمها كمراكز قيادة وسيطرة، لكننا دخلنا إلى تلك المستشفيات، وفعلنا ما يتعين علينا القيام به. وسنفعل ما يتعين علينا القيام به لتحقيق نصر حاسم".
في سياق متصل، استخدمت الولايات المتحدة أول أمس حق النقض [الفيتو] ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي حظيَ بدعم جميع أعضاء المجلس الآخرين تقريباً والعديد من الدول الأُخرى، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، حيث يواجه المدنيون الفلسطينيون ما وصفه السكرتير العام للأمم المتحدة بأنه كابوس إنساني.
وتضغط واشنطن على إسرائيل لزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع، وتؤكد الحاجة الملحة إلى بذل أقصى الجهود لحماية حياة المدنيين في غزة.
وقال وزير الخارجية الأميركي بلينكن في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في واشنطن، يوم الخميس الماضي، إن هناك فجوة بين ما تعهدت إسرائيل القيام به لحماية غير المقاتلين في صفوف الفلسطينيين والنتائج على الأرض حتى الآن، منذ أن توسعت العمليات العسكرية إلى جنوب القطاع في الأسبوع الماضي.
وأضاف بلينكن أنه لا يزال من الضروري أن تبذل إسرائيل مزيداً من الجهد لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين، وأنه تلقى تأكيدات بشأن هذه القضية من المسؤولين الإسرائيليين خلال زيارته الأسبوع الماضي.