تقرير: الوضع على الحدود اللبنانية: ما قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر ليس كما بعده
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

بعد شهرين من القتال المستمر على الحدود اللبنانية في موازاة الحرب على غزة، يشددون كثيراً في إسرائيل، في الأيام الأخيرة، على أن "اليوم التالي" للحرب يجب أن يكون مختلفاً كلياً من جهة أن الوضع الأمني ليس فقط في الجنوب، بل أيضاً في الشمال. والهدف، كما حدده وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي، هو دفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، وإبعاده عن الحدود بواسطة حل دولي يستند إلى القرار رقم 1701، الصادر عن مجلس الأمن في الأمم المتحدة.

ويعتقدون في إسرائيل أنه من دون هذا الحل، فستكون هناك حاجة إلى استخدام القوة العسكرية من أجل طرد حزب الله من جنوب لبنان. ويكمن وراء هذه المطالبة خوف سكان المستوطنات الحدودية الكبير من تعرضهم لـ"مجزرة" شبيهة بتلك التي ارتكبتها "حماس" في غلاف غزة، ويصرح كثيرون منهم أنهم لن يستطيعوا العودة إلى منازلهم ما لم يُبعد حزب الله عن الحدود الشمالية.

وفي الأمس، تطرّق رئيس الأركان إلى هذه المخاوف، في أثناء زيارة قام بها إلى قاعدة في الجليل، عندما قال: "يجب أن يعود السكان إلى وضع مختلف عن هذا، ويجب إعادة الأمن واستعادة الشعور بالأمان." وأضاف: "هناك بالطبع وسائل عسكرية لتحقيق ذلك"، لكنه شدد قائلاً: "لم تقل دولة إسرائيل أبداً إن الحرب هي الحل الأول الذي ستجربه، لكن نحن ندرك أن الوضع هنا يجب أن ينتهي بتغيير كبير واضح."

وتجدر الإشارة إلى أن الليطاني من أكبر الأنهار في لبنان، ويبلغ طوله 170 كيلومتراً، وهو يمر في الجزء الأكبر من بلاد الأرز من الشمال إلى الجنوب، وينعطف في منطقة مرجعيون غرباً ويصب في البحر شمالي مدينة صور، ويبعد نحو 30 كيلومتراً عن الحدود الإسرائيلية، وفي بعض المناطق، يكون على مسافة 4 كيلومترات من إسرائيل فقط.

ويشكل نهر الليطاني عائقاً جغرافياً، وفي حرب لبنان الثانية، وضعت إسرائيل لنفسها هدف دفع حزب الله إلى ما وراءه، لكنها لم تحقق هذا الهدف قبل إعلان وقف إطلاق النار. وكان القرار رقم 1701، الذي أنهى هذه الحرب، قد منع الوجود العسكري للحزب جنوبي النهر، لكنه مع مرور السنوات تآكل، وعاد "جيش الإرهاب" إلى المناطق التي مُنع من دخولها مدججاً بكميات كبيرة من السلاح.

وكتب المحلل العسكري يوسي يهوشواع "يديعوت أحرونوت" (12/12/2023): "في قيادة إدارة الحرب يتحدثون بصوت واحد قائلين إنه لا عودة إلى الوضع الذي تهدد فيه قوات الرضوان المستوطنات على خط التماس. ويتحدث رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الأركان عن وسيلتين لتحقيق الهدف: حرب أو مبادرة دبلوماسية تؤدي إلى تراجع قوات حسن نصر الله إلى ما وراء نهر الليطاني."

ويتابع يهوشواع: "في بداية الحرب، ضغط الوزير غالانت مدعوماً من قيادة الجيش من أجل توجيه ضربة لحزب الله، لكن نتنياهو رفض ولم يتحمس للفكرة، ورفضها الأميركيون. وفي المرحلة الحالية، فإن الضربة العسكرية لن تفاجئ الحزب، والحل العسكري سيتسبب بالألم للطرفين؛ فالجمهور الإسرائيلي لا يعرف القدرات الصاروخية للحزب، والتي يمكن أن تصل إلى إطلاق 4000 صاروخ دقيق وبعيد المدى يومياً. وفي المقابل، يوجد لدى الجيش صورة استخباراتية جيدة وقدرة نارية بلا حدود، وهو ما يجعل حرب 2006 لا شيء مقارنة بالدمار والخراب الذي سيلحق ببيروت." وتابع: "على افتراض تمكُن قيادة المنطقة الشمالية من تحقيق انتصار عسكري على حزب الله، مع تحرك سياسي أو من دونه، فماذا سيحدث في اليوم التالي؟ من سيحافظ على الإنجاز؟ ومن سيضمن سلامة سكان الشمال؟ هذا هو السؤال الذي يجب طرحه."