اغتيال المسؤول في "الحرس الثوري": معضلة الرد الإيراني
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

المؤلف
  • اغتيال المسؤول الإيراني الكبير رضي موسوي، أول أمس الاثنين، في هجوم نُسب إلى إسرائيل في سورية، هو ليس مجرد اغتيال شخص آخر يعمل في تهريب السلاح. كان الموسوي رئيس مكتب الإمداد في "فيلق القدس" في دمشق. وفي إطار وظيفته، كان المسؤول عن نقل السلاح المتقدم من إيران إلى دمشق - لإيصاله إلى الميليشيات في سورية، أو حزب الله. الحديث يدور حول شخص مركزي برتبة جنرال، ويُعتبر من الضباط الكبار، والمحرك وراء تعاظُم قوة هذه التنظيمات.
  • اغتياله يُلحق ضرراً حقيقياً بالإيرانيين، الذين كانوا حتى الآن لا يزالون خارج الخطر، وأداروا المعركة عبر الأذرع المتعددة الجبهات ضد إسرائيل، من دون دفع ثمن. الضربة التي تم توجيهها إلى السفينة الإسرائيلية، جاءت بعد انفجار دوّى في مكان معين في طهران. بما معناه، أن هناك مَن وجّه ضربة في إيران، وهي قامت بالرد ضد هذه السفينة.
  • يمكن الافتراض أنه سيكون هناك رد على هذا الاغتيال الذي تنسبه إيران إلى إسرائيل. السؤال الآن، كيف سيبدو هذا الرد؟
  • مؤخراً، نحن نعيش في حالة تصعيد تدريجي في مواجهة حزب الله الذي يريد البقاء تحت سقف الحرب. بما معناه، لم يعد لديه كثير مما يمكن القيام به لزيادة حدة الرد. وعلى الرغم من ذلك، فإذا طلبت إيران من حزب الله الرد، فإن هذا الرد يمكن أن يؤدي سريعاً إلى عبور سقف الحرب، ويدفعنا إلى حرب في الشمال. بقية الردود الممكنة لا تتعدى ما رأيناه حتى الآن.
  • وعلى الرغم من ذلك، فإن المعضلة الإيرانية كبيرة بحد ذاتها: إذا طُلب من حزب الله الرد بشكل يتعدى السقف الذي وضعته إسرائيل، كإطلاق صواريخ على وسط البلد، أو استعمال صواريخ دقيقة، فإن هذا يمكن أن يشكل ذريعة لإسرائيل كي تزيل التهديد عن البلدات في الشمال، وبدعم أميركي. وفي نظر حزب الله، هذا لا يصبّ في مصلحته في الوقت الحالي.
  • ومن جهة أُخرى، إن الرد عبر الأذرع الأُخرى لإيران سيؤدي إلى تبهيت الرد في ظل الضجيج العام. الحوثيون والعراقيون والسوريون أصلاً يعملون، بعضهم بشكل عنيف جداً. من هنا، فإن إطلاق صاروخ آخر على سفينة أُخرى، أو مسيّرة، في اتجاه إسرائيل، لن يشكلا رداً ملائماً، في نظرهم.
  • هذا بالإضافة إلى أن رداً مباشراً من إيران يضع طهران أمام خطر الرد الإسرائيلي - الأميركي، وهذا يجعل الإنجاز الأكبر لإيران حتى الآن في خطر - إذ على الرغم من أنها هي التي تحرك الخيوط من وراء الكواليس، فإنها لم تدفع ثمناً. وهناك أيضاً محاولات اغتيال مسؤول إسرائيلي في الخارج، كما يحدث دائماً. حتى الآن، لم ينجحوا بفضل إحباطات الموساد. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا لا يعكس الوضع بشأن المحاولات المستقبلية.

"اقتصاد السلاح" والقتال في قطاع غزة

  • نحن نعمل في جنوب قطاع غزة بشكل مختلف كلياً عمّا قام به الجيش في شمالها. في الجزء الشمالي، جرى تقدُّم تدريجي وبطيء، وفي كل مرحلة، يتجاوزون المرحلة التي سبقتها. هذه كانت حاجة عملياتية، ولذلك، كان من الممكن استعمال القصف المدفعي كمقدمة. أما في جنوب القطاع، فقمنا باندفاع سريع نحو الخطوط النهائية للسيطرة على مواقع القيادة. عندما توجد قوات الجيش وتنتشر في كل المنطقة، في مقابل كتيبتَين من خان يونس ونصف لواء، فإنه من غير المفضل استعمال القصف المدفعي لأنه يشكل خطراً على قواتنا. لذلك، فلا معنى لاستخدام القصف المدفعي في هذا المجال، والمقصود اعتبارات عملياتية.
  • مرّ 80 يوماً على اندلاع الحرب، ولا نزال نحتاج إلى كثير من الصبر. يبدو أننا نتوقع أن يقولوا لنا إلى أين تقدّم الجيش، كما جرى في شمال القطاع، في مقابل كتائب معينة من "حماس". لكن في جنوب القطاع، القصة مختلفة - وصلنا إلى النهاية، والجيش يعمل بصورة مختلفة، وينتشر في المنطقة.
  • ومن المهم قياس التوقعات: "حماس" هي "جيش إرهاب". المكون العسكري الخاص بها، والتنظيمي، سيُفكَّك كلياً. أما المكون "الإرهابي" الذي يمكن أن يتم التعبير عنه عبر خلايا "إرهابية"، فلا يزال قائماً. وهو ليس لديه مركز ثقل، ولا يمكن تفكيكه مرة واحدة. هذا مهم جداً لأننا عندما نتقدم إلى المرحلة التالية، فسننتقل من مرحلة تفكيك المنظومة العسكرية لـ"حماس"، كـ"جيش إرهابي"، إلى مرحلة الاستنزاف التدريجي لـ"حماس"، كـ"تنظيم إرهابي". وهذا سيستغرق وقتاً طويلاً، ويجب على الجيش العمل بطريقة لا تُلحق الضرر بالمدنيين، ثم ضرب البنى التحتية للحركة وناشطيها، بالتدريج.  وحتى بعد ذلك، من المتوقع حدوث محاولات لضرب جنود الجيش. هذا المسار سيمتد إلى فترة طويلة، لكن من المهم جداً القضاء على المكون العسكري للحركة "الإرهابية" وتفكيكه.