افتتاحية: السباق على تسليح المستوطنات
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

  • قرار تسليح وتعبئة آلاف المستوطنين في الخدمة العسكرية في المناطق مع نشوب الحرب، ووضعهم في الأماكن التي يسكنون فيها، القريبة من الفلسطينيين الذين يعرفون جزءاً منهم ويكرهونهم، يبدو من البداية قراراً غير مسؤول اتخذه قائد المنطقة الوسطى يهودا فوكس. بعد مرور 3 أشهر، من الواضح أنها كانت خطوة سيئة لم تترافق بالمراقبة ومعاقبة الجنود المارقين. ومنذ بداية الحرب، ازدادت بصورة مفزعة شهادات الفلسطينيين بشأن مشاركة مستوطنين تم تجنيدهم وجنود في أعمال التهديد والعنف ضدهم (راجع هاجر سيزاف في "هآرتس" 5/1).
  • الحدود الغامضة التي كانت موجودة بين المستوطنات وبين الجيش قبل الحرب تلاشت نهائياً مع نشوبها. ويتحدث فلسطينيون عن مستوطنين من جيرانهم كانوا حتى وقت قريب يسيئون معاملتهم، أصبحوا منذ نشوب الحرب، يرتدون ملابس عسكرية، ويحملون سلاحاً، ولديهم صلاحيات، بحماية الجيش.
  • ينضم إليهم مستوطنون آخرون من سكان البؤر الاستيطانية المعروفة بمضايقاتها للفلسطينيين، والتي قام الجيش بتوزيع السلاح عليها. وهذه ليست ظاهرة جديدة. في الماضي، اعترف الجيش بأنه لا توجد رقابة دقيقة على السلاح الموزع في الضفة، وأن توزيع 7000 قطعة سلاح على المستوطنين المجندين من الذين لا يستوفون المعايير المطلوبة للحصول على سلاح عسكري في الضفة، وأدى ومنذ نشوب الحرب إلى تدهور الوضع أكثر.
  • وبين الذين جرى تسليحهم وتجنيدهم أشخاص اعترفوا ووُجهت إليهم كتب اتهام بمهاجمة فلسطينيين. من بين الحجج التي يستخدمها الجيش كي يوزع  السلاح على المستوطنين من غير الجنود، أن هؤلاء يسكنون في بؤر غير قانونية، وفي أماكن خطِرة. فإذا كانت البؤرة غير قانونية، وفي مكان خطر، فما هو مبرر توزيع السلاح الذي يسمح باستمرار وجودها؟  المقصود تأييد غير شرعي بكل معنى الكلمة.
  • قبل تولّي قائد المنطقة الوسطى منصبه بوقت قصير، قام في خطوة غير مسبوقة بزيارة قرية فلسطينية هي خربة المفقرة، جنوبي جبل الخليل، التي عانت جرّاء مجزرة قاسية نفّذها المستوطنون. بعد مرور عامين على تولّيه منصبه، يتضح أنه خلال هذا الوقت، تعرضت مجتمعات فلسطينية كاملة للعنف، وأن هذا يشكل الاتجاه الرائج المتصاعد خلال الحرب. ويعرفون في الجيش أن المنطقة التي زارها فوكس لا تزال مركزاً لأعمال العنف من طرف المستوطنين. وهم يعرفون أيضاً الأداء الإشكالي لقائد لواء يهودا يشاي روزيليو الذي سجّل خلال ولايته أكبر عدد من حوادث العنف غير المسبوقة التي تورط فيها جنود ومستوطنون منذ بداية الحرب.
  • يجب وقف تسليح المستوطنين العنيفين، كما يجب التشدد في آليات الرقابة والعقاب، وكذلك التشدد، أكثر من أي شيء آخر، في حماية السكان الفلسطينيين، ليس كلامياً، بل وضع ذلك في رأس سلّم الأولويات.